الكذب هو صفة سيئة يتصف بها الانسان وفي الحياة كثيرة اشخاص كاذبة و يجب ان نتعلم نفرق بين الشخص الكاذب والشخص الصادق
معنى الكذب
يُعرَّف الكذب في معاجم اللغة بأنَّه الإخبار بما يُخالِف الواقع ويُجانِبه، وهو عكسُ الصِّدق، وهو إتيانُ النَّبأ بغيرِ تحقُّقٍ وتَثبُّت، أو هو الإخبارُ بالكَذبِ، وهو القول بمخالفة الواقع بعلم، فمن أخبرَ عن شيءٍ أو ادَّعى قولاً يُخالف صِحَّة الواقعِ بعلمهِ ودرايته فقد أتى الكذِب، وفاعِله كاذب،[١] ويُعرَّفُ الكَذب اصطلاحاً بأنَّه الإخبارُ المُتعمَّد عن الشَّيء بما يُخالف الواقع والحقيقة.[٢]
كيفيّة معرفة إذا كان الشخص كاذباً
يستطيع الشخص العاديّ معرفة ما إذا كانَ الشّخصُ الذي يتعامل معه كاذباً أم لا بالملاحظة المجرَّدة؛ إذا تنبَّه لبعض أساليب الأشخاص الذين يحاولون تمرير واقعٍ مُزيَّفٍ أو تغيير الحقائق لاستهداف الآخرين، وقد يستدلُّ النَّاس على زيفِ المعلوماتِ وكَذب ناقلها بالإحساس والبديهة والغريزة البشريَّة القادرة في الغالب على التحقُّق من ذلك فطريّاً، غير أنَّ العاملينَ في أنماط علم النَّفس السلوكيَّة وخبراء السُّلوك النَّمطيّ بيَّنوا بعض المُحدِّدات المُهمَّة في كشف الكاذب بسهولةٍ ودون تعقيد.[٣]
ومن أبرز العلامات التي حدَّدها المُختصُّون لكشفِ الكاذب والتعرُّف عليه، ما يأتي:[٤]
- لُغة العيون: يستطيع النَّاس ملاحظة الكاذب الذي يُخفي ارتباكه؛ خشيةً من اكتشاف النَّاس لزيفه وكذبه، عن طريق ملاحظة سلوكينِ بصريّينِ تُجريهما عيناه على الأغلب؛ فقد يلجأ الكاذب إلى الإشاحة ببصره بعيداً عن عينَي الشَّخصِ المُخاطَب كسلوكٍ غيرَ مُدرَكٍ؛ لمخاوفه من الاكتشافِ والسُّقوط، أمَّا النَّمط الآخر لسلوك الكاذب البصريّ فيتمثَّل بالتَّواصل المستمرّ والمُركَّز للبصر، كنوعٍ من تثبيتِ صدقه، وتدعيم موقفه، وقوَّة حديثه.
- حركة العينين: حسبَ ما يقوله المختصّون فإنّ من يكتب بيده اليُمنى سيكون صادقاً عند سرده للمعلومات في حال وجّه عينيه إلى يساره، بينما سيكون كاذباً لو وجّه بصره ناحية اليمين، والأمر ذاته ينطبق على من يكتب بيده اليُسرى، ولكن بمخالفة الاتّجاهات.
- التكلُّف والتصنُّع بحركات الجسد: يُحاول الكاذب إعطاء انطباع عن مدى صدقه أمام من يُحادِثهم، فيتجنّب التكلُّف الحركيّ؛ تعزيزاً لنفسه وتثبيتاً لموقفه كأحد دوافع درء الاشتباهِ بكذبه، ظنّاً منه أنّ ذلك يجعله أكثر مصداقيّةً.
- فقدان الاتِّزان ولغة الجسد القلقة: تظهر هذه الحالة بصورةٍ معاكسةٍ للحالة السّابقة؛ إذ لا يكون الكاذب قادراً على إخفاء التكلُّف الجسدي فيظهر القلق في لغته الجسديَّة عفويّاً؛ إذ تُصبِح نبراتُه الصَّوتيَّة مُغايرةً لطبيعتها، وتضطرب حركة يدَيه، وتميلُ حركاتُه إلى العشوائيَّة وكأنَّها تحدث بصورةٍ لا إراديَّة.
- الإسهاب والاسترسال: يؤدّي ارتباكُ الكاذب إلى اختلال سيطرته على المحتوى المعلوماتيّ في كلامه، فيتكلَّمُ بانسيابيَّةٍ غير منتظمةٍ تتكرَّر فيها المتلازمات اللفظيَّةُ والتَّفاصيلُ غير المهمَّة على حسابِ المحتوى المفيدِ والمعلوماتِ المهمَّة، ويُعبِّر عن عجزه بإنتاج جُملٍ صادقةٍ بالإسهابِ المُفرط والاسترسال.
- الظهور بحالة الدِّفاع والاستعداد المُندفِع للردّ على المهاجمين أو المُشكِّكين: تُظهِر مثل هذه الحالات مزيجاً من الانتباه اللاشعوريّ لدى الشخص الكاذب للدِّفاع عن نفسه حتَّى دون أن يتَّهمه أحد، ويظلُّ الكاذب محصوراً في دائرة الدِّفاع والتبرير المُستمرَّين؛ لإثبات صحَّةِ كلامه وصدقه المعدوم.
- سرد المعلومات المُضلِّلة: إذ يسوِّقُ الكاذب معلوماته المغلوطة عادةً بخليط مُنتقىً من المعلومات المُشتِّتة للمُستمع؛ بأن يخلط كلامه المكذوب ببعض المعلومات والتفاصيل التي تُعجب المُستمِع، فينخدع بمجمل الحديث وتختلط عليه الرِّواية، وقد تكون التفاصيل المزيدة سخيفةً، فتكشف بوضوحٍ كذب الحديث وزيفه.
- احمرار الخدود: قد تصفُ حالة احمرار الخدودِ العديدَ من مشاعرِ الإنسانِ وتقلُّباتِه المزاجيَّة والنَّفسيَّة؛ إذ تشتركُ حالاتُ المفاجأةِ، والانبهارِ، والغضبِ، والخجلِ، وغيرها في توحُّدِ التعبيرِ المُتمثِّلِ باستجابةِ الخدودِ واحمرارها، غيرَ أنَّ هذه المتغيِّراتِ ليست حصريَّةً على هذه العلامة، فقد تدلُّ الخُدود المحمرَّة أيضاً على وقوعِ الإنسانِ في حالةِ الكذبِ والزّيف التي قد يُرافقها الخجل، أو الخوف من اكتشافِ أمر الكذب.
- تغيُّر الملامح: قد تُظهِر ملامح الكاذب تعمُّدَ كذبه وزيف رواياته؛ حيث يبدو الأشخاص الكاذبون أكثر تفاوتاً وتغيُّراً في ملامحهم بصورةٍ لا شعوريَّة، فتظهر عند البعضِ علاماتٌ مضطربةٌ كحكِّ الأذن أو العينين، والتبسُّمِ السَّاخر بغير مناسبةٍ، أو لمس الأنف بشكل متكرِّر، وغير ذلك من العلاماتِ والتغيُّرات التي تطرأ على معظم ملامح الكاذب.
- العجز عن إعادة الكلام وصياغته بالطريقة ذاتها: يعجز الكاذب عادةً عن إعادة سرد الكلمات التي تحدّث بها أو إعادة صياغتها، فيُعيدها بصورةٍ مختلفةٍ عن المرّة الأولى، وتتداخل التفاصيل مِراراً؛ لتكشف اختلاقهُ للكلام، وتزييفه للواقع، ومجانبته صواب الحديث والنَّقل.
حُكم الكذب
الكذب من أخلاق المُنافقين كما أوردته السُّنَّة النبويَّة الشّريفة، وحُكمه في الشِّريعة الإسلاميَّة السَّمحة حرامٌ لا رُخصةَ فيه إلّا لدواعٍ ثلاثةٍ، وهي الحربُ، وإصلاحُ ذات البينِ، وحديثُ الزَّوجةِ لزوجها أو حديث الزَّوجِ لزوجته،[٢] ويُستدَلُّ على ذلك من الحديثِ النَّبويِّ من روايةِ أمُّ كلثوم رضي الله عنها: (ليس الكذَّابُ الَّذي يُصلحُ بين النَّاسِ، ويقولُ خيرًا ويُنمي خيراً. قال ابنُ شهابٍ: ولم أسمعْ يرخِّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كذِبٌ إلَّا في ثلاثٍ: الحربُ، والإصلاحُ بين النَّاسِ، وحديثُ الرَّجلِ امرأتَه وحديثُ المرأةِ زوجَها…).[٥]
وقد وَرَد ذِكر الكَذب في القرآن الكريم فيما يقارب مئتَي موضعٍ وآيةٍ في معرض الذمِّ، والتّحقير، والوعيد بالعذاب، وعدَّت الشريعة الإسلاميَّة خُلُق الكذب من كبائر الذُّنوب التي تجرُّ صاحبها إلى الهلاك،[٢] يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)،[٦] كما أشارت السنَّة النَّبويَّة إلى عاقبة المُكذّبين، وذلك فيما وردَ عن رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام: (عليكمْ بالصِّدقِ؛ فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البِرِّ، وإنّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، ولا يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكم والكذِبَ، فإنّ الكذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ، ولا يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا).[٧]