ملف كامل عن مرض سرطان البروستات
الكشف المبكر عن سرطان البروستات
خطورة مرض سرطان البروستات
هل تعلم ان اختبار الكشف المبكر عن سرطان البروستات له اضرار صحية خطيرة جدا
هل من الواجب إذن إجراء هذا الاختبار؟ عادة ما ينصح أطباء المسالك البولية الرجال فوق سن 50 بمراقبة احتمال الإصابة بسرطان البروستات. لكن، هناك أصوات متعالية و شكوك حول مدى فعالية هذا الاختبار.
يقول الدكتور فريديريك دو بيل، متخصص في اختبارات الكشف المبكر عن السرطانات في المعهد الوطني للسرطان: ” بالنسبة لنا، هذا الاختبار يتسبب في الكثير من المشاكل أكثر مما يعطي فوائد. لكن الأهم هو شرح هذا الأمر للمرضى لكي يتمكنوا من اتخاذ القرار السليم”.
يسعى المعهد الوطني للسرطان، المدعوم من طرف منظمة التأمين الصحي وكلية الطب العام، لشرح مفصل لمخاطر وأضرار اختبار الكشف المبكر عن سرطان البروستات، و سبل علاج هذا الأخير للمرضى و الأطباء على حد سواء قبل الشروع فيه.
يجب القول بأن الخطاب بين السلطات الصحية وأطباء المسالك البولية متناقض. فإذا كانت السلطات لا تنصح بإجراء الاختبار، فإن الأطباء لا يزالون مصرين عن الدفاع عنه.
لشرح مبين، وضع المعهد الوطني للسرطان ومنظمة التأمين الصحي بين أيادي المرضى لفافات معلوماتية تشرح بشكل مفصل الإجراءان المقترحان في إطار اختبار الكشف المبكر لسرطان البروستات: الأول هو التلمس الشرجي أو ما يعرف ب DRE، والثاني هو اختبار PSA (مضاد البروستات المختص) الذي يتم عن طريق أخذ عينة من الدم.
في حالة شذوذ، يقترح الأطباء خزاعة تشمل استئصال عينة من البروستات خلال تخدير موضعي. أما في حالة وجود سرطان، تكون هناك عدة طرق علاجية: إما عملية جراحية لإزالة البروستات، أو العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية، أو العلاج الإشعاعي الموضعي (تكنولوجيا تمكن من وضع بذور إشعاعية نشيطة داخل البروستات).
مع ذلك، ومهما كان نوع العلاج، يحذر المعهد الوطني للسرطان مرضاه من الأعراض الجانبية لهذه التدخلات الطبية، و التي نجد من بينها سلس البول، صعوبة في الانتصاب، أو العجز الجنسي. تأثر هذه المشاكل بشكل كبير على حياة الرجال، خاصة وأن كل ما ينتج عن هكذا اختبارات، في أغلب الأحيان، هو الكشف عن سرطانات كامنة صغيرة لا تستدعي تدخلاً طبياً. لهذا السبب، يقول أوليفر سيماما، مندوب لدى المنظمة العليا للصحة، أنه لا توجد أية منظمة صحية في العالم تنصح بهذا الاختبار.
مع ذلك، فإن 62% من الرجال ما بين سن 50 إلى سن 69 يلجئون لهذا الاختبار. فبحسب أخصائيي المسالك البولية، “من دون هذا الاختبار، قد نتجاوز عن سرطانات خبيثة لا يتم الكشف عنها إلا في مرحلة الانبثاث” المرحلة النهائية من السرطان.
للتذكير، فإن سرطان البروستات يصيب الملايين من الرجال كل سنة, ويتميز سرطان البروستات بتطور بطيء جداً، حيث أن الأعراض الأولية لا تظهر إلا بعد 10 إلى 15 سنة من استقرار المرض.