السيرة النبوية

ما لا تعرفه عن معجزة انشقاق القمر

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

معجزة شق القمر لنصفين

تفسير آية “وانشق القمر”

معجزة انشقاق القمر من المعجزات التى اتى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليهدي الضالين الى دين الاسلام.

المعجزة

المعجزة في الإسلام هي أمرٌ يقوم به نبيٌّ من أنبياء الله تعالى ويكون هذا الأمر خارقًا للعادة

ويكون أيضًا شبيهًا بالأمور التي برعَ فيها قوم ذلك النبي، وسمِّيت معجزة لأنَّ تُعجزُ الناس عن الإتيان بمثلها،

لذلك كان لكلِّ نبيٍّ من أنبياء الله تعالى -عليهم السلام أجمعين- المعجزات الخاصة به والتي تناسب قومه،

وذلك كله بإذن الله تعالى وقدرته التي يمدُّ بها من يشاء من عباده،

قال تعالى في معجزات عيسى -عليه السلام-: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ} 1)،

 وفي هذا المقال سيتم إلقاء الضوء على معجزات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-

وعلى معجزة انشقاق القمر في الإسلام. 2)

معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

أرسلَ الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والمرسلين لتبليغ رسالته وهداية الناس أجمعين

وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وأيدهم بكثير من المعجزات حتى يتحدوا بها أقوامهم

الذين آثروا الكفر على الإيمان واستكبروا عن أمر ربهم وعتَو عتوًّا كبيرًا، وقبل ذكر معجزة

انشقاق القمر ستتمُّ الإشارة إلى معجزات النبي فقد كان لسيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-

نصيب كبير من المعجزات التي أيده الله تعالى بها، منها ما كان وقتيًّا ومنها ما كان خالدًا،

وبما أن أهل مكة كانوا أهل فصاحةٍ وبلاغةٍ فقد تحداهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

بالمعجزة الخالدة التي أيده الله تعالى بها وهي القرآن الكريم،

قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 3)،

وقال أيضًا: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} 4)،

وهذه الآيات تحملُ إعجازًا لمن كفر بآيات الله، والذي أظهرَ صدق هذه المعجزة

أكثر هو مرور أكثر من 14 قرنًا وما زال كتاب الله تعالى معجزًا للبشرية لم يستطع أحدٌ من البشر

الإتيان بآيةٍ واحدة مثله، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر بعض معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم-: 5)

رحلة الإسراء والمعراج: قال تعالى في كتابه العزيز: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 6).

خروج الماء من بين أصابعه: من معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم- خروج الماء من بين أصابعه

كما ورد في الحديث الصحيح عن جابر -رضي الله عنه- قال:

“عطِش النَّاسُ يومَ الحُدَيبيَةِ ورسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بيْنَ يدَيْهِ رَكوةٌ يتوضَّأُ منها إذا جهَش النَّاسُ نحوَه،

فقال: ما لكم؟، فقالوا: ما لنا ما نتوضَّأُ به ولا نشرَبُ إلَّا ما بيْنَ يدَيْكَ قال: فوضَع يدَيْهِ في الرَّكوةِ

ودعا بما شاء اللهُ أنْ يدعوَ، قال: فجعَل الماءُ يفُورُ مِن بيْنِ أصابعِه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أمثالَ العُيونِ،

قال: فشرِبْنا وتوضَّأْنا، قال: قُلْتُ لجابرٍ: كم كُنْتُم؟ قال: كنَّا خمسَ عشْرةَ مِئةً ولو كنَّا مئةَ ألفٍ لكفانا” 7).

تكثير الشراب والطعام: وذلك عندما دعا أبو طلحة رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله للطعام،

فأخذ معه سبعين أو ثمانين رجلًا وأكلوا كلهم من بعض أقراص من خبز الشعير كما ورد في الحديث.

رؤية الرسول لأصحابه من وراء ظهره: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-قال: أقيمتْ الصلاةُ،

فأقْبَلَ علينَا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بوجهِهِ، فقالَ: أقِيمُوا صفُوفَكُم وتَرَاصُّوا، فإنِّي أرَاكُم من ورَاءِ ظَهْرِي” 8).

حنين الجذع له: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب إلى جذع،

فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فمسحه.

هذا لفظ حديث يحيى بن كثير وفي رواية ابن رجاء: فلما وضع المنبر حنَّ الجذع فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فمسحه فسكن” 9).

معجزة انشقاق القمر

أيّدَ الله تعالى رسولَه الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالكثير من المعجزات وذكر بعضًا منها في كتابه الكريم،

ومن أشهر المعجزات والتي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم معجزة انشقاق القمر،

حيث قال تعالى في سورة القمر: {اقتربَت الساعةُ وانشقَّ القمر} 10)،

وهذا دليلٌ قاطع على وقوع هذه المعجزة والتي يشككُ بعض الناس من ضعاف القلوب والإيمان في حدوثها،

فقد طلب كفار قريش في مكة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم معجزةً تدلُّ  وتؤكد على صدقِ نبوته،

وطلبوا منه أن يشقَّ لهم القمر، وزعموا أنَّهم سيؤمنون به وبدينه إن هو فعل لهم ذلك.

وعندما كانت ليلة الرابعة عشر من الشهر الهجري ويكون عندها القمر بدرًا على أوضح وأبهى صورة،

دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسأل الله تعالى أن يؤيده بهذه المعجزة التي طلبها القوم،

فانشقَّ القمر إلى نصفين، نصفٌ باتجاه جبل الصفا، والنصف الثاني باتجاه جبل قيقعان الذي يقابله،

وكانت تلك معجزة انشقاق القمر، وقد ورد في صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-:

“أنَّ أهلَ مكَّةَ سألُوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُريَهُم آيَةً، فأراهُمُ القمَرَ شِقَّينِ،

حتى رأوْا حِراءً بَينهُما” 11)،

ورغم ذلك لم يؤمن المشركون برسول الله ولم يصدقوا هذه المعجزة واعتبروا معجزة انشقاق القمر سحرًا

سحرهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. 12)

السابق
تفسير قوله تعالى”والسماء والطارق”
التالي
ليلة القدر خيرا من ألف شهر

اترك تعليقاً