مقال اليوم يتحدث عن احتشاء عضلة القلب ماهو وما اعراضه وما اسباب الاصابة به وما هى طرق علاج احتشاء عضلة القلب
إنّ احتشاء عضلة القلب أو ما يُعرف بالجلطة القلبية، هو المصطلح الذي يشير إلى انسداد التروية الدموية عن العضلة القلبية، والذي يحدث بشكل رئيس نتيجة لتراكم الدهون والكولسترول والمواد الأخرى في المجرى الدموي، فهذا الأمر يتسبّب بتشكّل ما يُدعى بالعصيدة الشريانية، وذلك في الشرايين المغذية للعضلة القلبية، والمدعوّة بالشرايين الإكليلية، وتترافق الجلطة القلبية بالعديد من الأعراض المميزة، كالألم الصدري الضاغط المنتشر وضيق التنفسوغيرها، ونظرًا لأهمّية هذا الموضوع وشيوعه في الممارسة الطبية والحياة العملية، سيتم الحديث في هذا المقال عن أسباب وأعراض احتشاء عضلة القلب مع التطرّق إلى طرق الوقاية منها. [١]
أسباب احتشاء عضلة القلب
في الحديث عن أسباب وأعراض احتشاء عضلة القلب يجب التفريق في البداية بين الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى احتشاء عضلة القلب وعوامل الخطر التي تتفاقم لتُحدث هذه المشكلة، فالأسباب هي العوامل المباشرة التي تؤدّي وبشكل مباشر إلى إغلاق الجريان الدموي عن جزء من عضلة القلب، وهذه الأسباب يمكن أن تحدث نتيجة لعوامل الخطر، والتي تزيد من فرصة حدوث احتشاء عضلة القلب دون تأكيد احتمالية حدوثها.
ومعظم حالات الجلطة القلبية تحدث نتيجة لما يُعرف بتصلّب الشرايين، وهي الحالة التي تتشكّل فيها العصيدات الشريانية في جدار الشريان مسبّبة تضيّقًا في لمعته، والذي بدوره يرفع من نسبة حدوث الانسداد الكامل لهذا الشريان عند مرور خثرة دموية صغيرة، أو تشكّلها على هذه العصيدة، وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، تم تأكيد فكرة أنّ السبب المباشر لحدوث الانسداد في الجريان الدموي تجاه القلب يأتي بشكل رئيس نتيجة للتشكّل السريع للخثرة الدموية على أرضية العصيدة الشريانية، وهذا الأمر يحدث تقريبًا في جميع حالات احتشاء عضلة القلب، وقد تمّ دعم هذه الفكرة حاليًا مع التأكيد على أنّ هناك آلية أخرى لحدوث الجلطة، وهي تمزّق جزء من العصيدة الشريانية وسيرها مع الدم إلى لمعة الشريان التالي الأضيق، وإغلاقها بشكل مفاجئ محدثةً الأعراض.
وبالإضافة لما سبق، يمكن أن تحدث الجلطة القلبية نتيجة لتشنّج الشرايين الإكليلية المغذّية للقلب، إلّا أنّ هذا يُعدّ من الأسباب النادرة نسبيًا، كما أنّ التهاب الشرايين الإكليلية يمكن أن يلعب دورًا في إحداث هذا الأمر. [٢]
أعراض احتشاء عضلة القلب
يمكن أن تتفاوت الأعراض المشاهدة في حالات الجلطة القلبية بين الأشخاص، كما يمكن أن تتفاوت شدّة هذه الأعراض، فالبعض يمكن أن يشعر بألم خفيف، والبعض يشعر بألم شديد، كما يمكن أن تحدث الجلطة القلبية بدون أعراض تُذكر، وذلك خصوصًا عند المُدخنين ومرضى السكري، ويمكن القول أنّ زيادة شدّة وعدد الأعراض يمكن أن يوجّه بشكل أكبر لإمكانية وجود الجلطة القلبية، كما يجب التنويه إلى أنّ حالات الجلطة القلبية ليست بالضرورة مُفاجئة، بل إنّها يمكن أن تكون تدريجية على فترة ساعات أو أيّام أو حتّى أسابيع، وقد تُعطي بعض الأعراض الموجّهة للتشخيص في بدايتها، حيث يمكن أن تحدث في البداية على شكل ألم صدري يزداد أثناء الجهد ويزول في الراحة، وهذا يُعرف بخنّاق الصدر المستقر، وتتضمّن أعراض احتشاء عضلة القلب العامّة ما يأتي: [١]
- الألم الضاغط أو العاصر في الصدر والذي يمتدّ إلى الذراعين أو الرقبة أو الفكّ أو الظهر.
- الغثيان أو عسرة الهضم أو حرقة الفؤاد أو الألم البطني.
- ضيق التنفس.
- التعرّق البارد.
- الإرهاق والتعب العام.
- خفّة الرأس والدوار المُفاجئ
عوامل الخطر لحدوث احتشاء عضلة القلب
هناك العديد والعديد من عوامل الخطر التي يمكن أن يتمّ ربطها مع أسباب وأعراض احتشاء عضلة القلب وزيادة نسبة حدوثها، ولذلك يمكن للشخص العمل على الابتعاد عن هذه العوامل قدر الإمكان لتقليل إمكانية حدوث هذه المشكلة لديه، وتتضمّن عوامل الخطر لحدوث احتشاء العضلة القلبية بشكل عام ما يأتي: [١]
- العمر: كالرجال بعمر 45 عام أو أكبر والنساء بعمر 55 عام أو أكبر.
- التدخين: كتدخين السجائر أو التعرّض المديد للتدخين السلبي.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع التوتر الشريانيالشرايين المغذّية للقلب على المدى البعيد، وتزداد فرصة حدوث الجلطة القلبية عند ترافق هذا المرض مع البدانة وارتفاع الكولسترول الضار وداء السكري وغير ذلك.
- ارتفاع مستوى كولسترول الدم والشحوم الثلاثية: إنّ ارتفاع نسبة الكولسترول الضار LDL والشحوم الثلاثية يمكن أن يزيد من فرصة تضيّق الشرايين، وبالمقابل يُعدّ ارتفاع نسبة الكولسترول النافع HDL من الأمور المفيدة لصحّة القلب.
- البدانة: تترافق البدانة مع العديد من الأمراض والمشاكل، مثل ارتفاع التوتر الشرياني والسكري وارتفاع الشحوم الثلاثية وغير ذلك، ولذلك فإنّ خسارة ما مقداره 10% من الوزن يمكن أن يسهم في تخفيف نسبة حصول الجلطة القلبية.
- السكري: والذي يمكن أن يحدث نتيجة لعدم قدرة الجسم على إفراز الهرمون الخافض لسكّر الدم أو نتيجة لعدم استجابته لهذه الهرمون -والمعروف بالإنسولين-.
- المتلازمة الاستقلابية: والمحدّدة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكّر الدم وزيادة محيط البطن -أي البدانة- وارتفاع الشحوم الثلاثية.
- القصة العائلية لحدوث الجلطة القلبية: إنّ وجود قصة سابقة لحدوث احتشاء عضلة القلب عند الأب أو الشقيق يمكن أن يرفع من نسبة حدوث الأمر ذاته عند الشخص.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك العديد من عوامل الخطر التي يمكن ربطها مع ما تمّ ذكره، كقلّة الحركة المترافقة مع البدانة والتوتّر والقصة السريرية السابقة لحدوث ارتفاع الضغط أثناء الحمل واستخدام المخدّرات والحالات المعروفة بتأثيرها على الجهاز المناعي بشكل مزمن.
الوقاية من احتشاء عضلة القلب
بعد الحديث عن أسباب وأعراض احتشاء عضلة القلب، يجب على الشخص تجنب عوامل الخطر التي ترفع من نسبة حصول الجلطة القلبية لديه ومحاولة تخفيفها قدر الإمكان أو السيطرة عليها، وذلك على الرغم من حدوث الجلطة القلبية مسبقًا عند الشخص والتعافي منها، كما يمكن للشخص أن يعتمد حمية غذائية غنية بالخضروات والفواكه والبروتينات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى الابتعاد أو التخفيف من السكّر والدهون المشبعة والكولسترول، وذلك خصوصًا عند الذين يُعانون من أمراض ارتفاع التوتر الشرياني وداء السكري وارتفاع نسبة الكولسترول، كما أنّ القيام بالتمارين الرياضية المدروسة والمنصوح بها من قبل الطبيب لعدّة مرات في الأسبوع يمكن أن يزيد من صحّة جهاز القلب والدوران.
كما أنّه ويجب الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن التدخين السلبي، وذلك لتأثير التدخين الهائل على صحّة الجهاز القلبي الوعائي، وعلى صحّة الرئتين والجهاز التنفسي والجسم ككل، فالإقلاع عن التدخين يخفض بشكل كبير من فرصة حدوث الجلطة القلبية.