مقال اليوم يتحدث عن التامور ماهو وما هو التهاب التامور وأنواعه وما أعراض التهاب التامور
يُحاط القلب بطبقتين نسيجيّتين بينهما جوفٌ صغير؛ حيث يُسمّى الجوف بجوف التامور والوريقتان هما الطبقة الحشويّة للتامور والتي تلتصق مع القلب مباشرةً والثانية هي الطبقة الجداريّة للتامور والتي تفصل القلب عن ما يحيطه من الأعضاء كالرئة والقصبات والأوعية، وللتامور عدّة وظائف مثل حماية القلب وعزله عن محيطه وتسهيل عمليّة انقباضه وانبساطه لكيلا يحدث ذلك بشكلٍ زائدٍ إضافةً إلى تأمين المبادلات المتعلقة بالشّوارد والسوائل إلى القلب وذلك عن طريق الكمّية البسيطة من السائل الموجودة ضمن الجوف التاموري، وكأيّ عضوٍ من أعضاء الجسم قد يُصاب التامور ببعض الأمراض، وسيتمّ الحديث في هذا المقال عن أعراض التهاب التامور وأنواعه بالإضافة إلى كيفية علاجه.
التهاب التامور وأنواعه
لسببٍ ما قد يحدث التهابٌ على مستوى التامور؛ فيؤدّي ذلك إلى بعض الأعراض وذلك تبعًا لنوع الالتهاب وسرعة حدوثه ومرافقاته، لذا سيُذكر هنا أنواع التهاب التامور:
- التهاب التامور الحادّ: هو حدث التهابيّ يبدأ فجأةً ويؤدي إلى تجمّع السائل ومكوّنات الدم كالكريات البيض والحمر والفيبرين ضمن جوف التامور وما يعطيه ذلك من أعراض، بشرط أن يستمرّ لمدّةٍ لا تزيد عن أسبوعين.[١]
- التهاب التامور العاصِر: هو وجود حدث التهابي بطيء السّير فلا يؤدي إلى تجمّع السائل والأعراض الخاصّة بالتهاب التامور الحاد وإنَّما ينتج عنه ثخانة التامور والتصاقه بشكل يعيق امتلاء القلب بالدم وما يبديه ذلك من أعراض لذا سُمّي بالعاصر، وقد يحتاج ذلك سنواتٍ لكي يحدث، وقد أصبح نادرًا اليوم.[٢]
- انصباب التامور: هو وجود سائلٍ غير طبيعي بالحجم والتركيب ضمن الجوف التاموري لسببٍ قد لا يكون التهابيًا.[٣]
أعراض التهاب التامور
كما ذُكر سابقًا؛ إنَّّ أعراض التهاب التامور تختلف كثيرًا بحسب نوعه، والتفصيل في الأعراض يطول لذا سيتمّ هنا الإيجاز قدر الإمكان في ذكر بعض تلك الأعراض وهي كالآتي:
- أعراض التهاب التامور الحاد: يبدأ على شكل ألمٍ حادٍّ طاعنٍ في الصدر خلف عظم القصّ أو على الجانب الأيسر من الصدر، وقد ينتشر الألم إلى الكتف الأيسر أو العنق، كما يزداد هذا الألم بالاضطجاع والسّعال والتنفس بعمقٍ ويتحسّن بالانحناء للأمام أو بالوقوف، وإضافةً لذلك قد يعاني المريض من حمّى خفيفة وضيقٌ في النفس والشعور بخفقان القلب.[٤]
- أعراض التهاب التامور العاصر: تغيب هنا الأعراض المشاهدة في الشّكل الحاد، حيث يأتي المريض هنا بأعراضٍ ناجمةٍ عن قصور في الجزء الأيمن من القلب مثل التّعب، تورّم القدمينوالبطن، غثيان وتقيّؤ، تضخّم الكبد، صداع، تمدّد أوردة العنق والشعور بخفقان القلب.[٢]
- أعراض انصباب التامور: يحدث هنا ألمٌ يختلف عن ألم التهاب التامور الحاد بأنه ليس طاعنًا أو حادًّا بل أقرب إلى الشّعور بالضّغط خلف عظم القصّ، إضافةً لأنَّه يزداد بالاضطجاع والسّعال والتنفس بعمقٍ ويتحسّن بالانحناء للأمام أو بالوقوف، كما يحدث هنا شعور بالغشي أي فقدان الوعي الوشيك وخفقان القلب، كذلك بعض الأعراض الصدرية كضيق النفس وبحّة الصوت.[٣]
أسباب التهاب التامور
إنَّ معظم حالات التهاب التامور تكون مجهولة السبب، وهذا يعني عدم قدرة الأطبّاء على كشف السبب الدّقيق الذي أدّى لالتهاب التامور، لكنَّ هذا بلا قيمة لأنَّ معظم حالات التهاب التامور الحاد تُشفى ذاتيًّا، وسيُذكر هنا بعض الأسباب الممكنة:
- أسباب التهاب التامور الحاد: أكثر أسبابه هو الفيروسات ببعض أنواعها التي تفضّل غزو التامور، وهناك بعض الجراثيم أيضًا كالعنقوديات المذهّبة وغيرها، وقد ينجم عن بعض الفطور وهذا نادرٌ جدًا اليوم، وقد يحدث أيضًا في سياق مرضٍ آخر كالتهاب المفاصل الروماتيزمي ومرض الذّئبة الحماميّة الجهازية، أو قد يتلو عملًا جراحيًا على القلب أو يتلو احتشاء القلب أي إصابة القلب بالجلطة.[١]
- أسباب التهاب التامور العاصر: قد يكون مجهول السبب، أو بسبب إنتانٍ فيروسي أو جرثومي لا سيما السّل وهو أهمّ أسبابه سابقًا، أما أهم أسبابه اليوم فهو المعالجة بالإشعاع.[٢]
- أسباب انصباب التامور: تشبه أسباب التهاب التامور الحادّ تقريبًا، لكن يضاف لها أسباب أخرى كالأورام المنتقلة للتامور، القصور الكلوي المزمن، قصور نشاط الغدة الدرقية الشديد، الرّضوض، تسلّخ الشريان الأبهري وفرط شحوم الدم.[٣]
علاج التهاب التامور
أيضًا يختلف علاج التهاب التامور باختلاف نمط التهاب التامور الحاصل، وسيتمّ إيجاز بعض علاجات التهاب التامور التي يقرّرها الأطباء تبعًا لحالة المريض، حيث يمكن ذكرها كالآتي:[٥]
- علاج التهاب التامور الحاد: عادةً ما يُشفى تلقائيًا، لكن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تسكّن ألم المريض وتسرّع الشفاء كالأسبرين أو الإيبوبروفين أو الكولشيسين، وقد يحتاج المريض إلى الستيروئيدات القشرية لا سيّما التهاب التامور الحاصل بعد احتشاء القلب.
- علاج التهاب التامور العاصر: لا فائدة هنا من أيّ دواء بل فقط الجراحة هي ما يحلّ الأمر، حيث يلجأ الطبيب هنا لتقشير التامور الذي أصبح ثخينًا أي إزالته عمليًا، وبذلك يكون قد أزال العائق أمام امتلاء البطينات بالدّم.
- علاج انصباب التامور: يعتمد بالدرجة الأولى على علاج الحالة التي أدّت إلى انصباب التامور، وإذا كانت كمّيّة السّائل قليلةً يمكن أن يتخلّص منها الجسم تلقائيًا، أمّا إذا كانت كمّيّة السّائل كبيرةً فيجب سحب السائل المتراكم بعمليّة تدعى بَزل التامور وتتمّ عبر إدخال إبرة وسحب كمية من السائل وهكذا حتّى التخلّص منها، وأحيانًا يكون السبب الذي أدّى لانصباب التامور غير قابلٍ للعلاج كسرطان متقدّم فيلجأ الطبيب هنا لعمل تحويلةٍ دائمةٍ بين جوف التامور وجوف البطن لتصرّف السائل المتراكم باستمرار.