كلنا نحب ان نعرف الكثير من المعلومات عن رسولنا الكريم ونحب ادق التفاصيل عنه ومنها شخصية الرسول الكريم
الأنبياء والرسل عليهم السلام
خلق الله البشر وأرسل إليهم ألانبياء والرسل، وأيّدهم بالمعجزات لتكون آية على صدق ما يدعون إليه، وحُجّة على الناس حتى لا يقول قائل من النّاس لم يأتنا نذير ولا رسول ليدُلّنا على الخير وينهانا عن الشّر، كما أنّ عقول البشر مهما بلغت من الذكاء وحسن الإدارة تبقى عاجزةً عن التنظيم العام بما يصلح الأمة بكاملها، بحيث لا يكون هناك ظلم لأي أحد من الناس، وليجمعوا الناس على دينٍ واحدٍ، ورجلٍ واحدٍ يدلّهم على ما أمر الله به من الخير، وينهاهم عمّا فيه شر لهم، فاصطفى الله لهذه المهمة الرجال الأقوياء أهل الحضارة، والأخلاق، الذين يستطيعون حمل أعباء الدعوة، وتحمّل مكائد الكفّار، والصبر على أذاهم، كما قال الله تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[١] فالأنبياء والرسل هم خير البشر اصطفاهم الله ليبلّغوا رسالته ويدعوا الناس لتوحيده وينذروهم من الشرك والكفر والعصيان، وكان خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- أعظم الناس أخلاقاً، كما قال الله -تعالى- واصفاً خُلق الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[٢][٣]
شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
الرحمة
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أرحم الناس بالناس، كما قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،[٤] حيث إنّ رسالة الإسلام جاءت رحمةً للبشرية وإنقاذاً للناس من ظلمات الشرك، ومن صور رحمة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه ما خيّر بين أمرين إلّا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه إثم، وذلك رحمةً بأمته لأنّها ستقتدي به من بعده، وكان يكره ما يشقّ على المسلمين ويُتعبهم كأن المشقة واقعة عليه، كما قال الله تعالى: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ)،[٥] بالإضافة إلى أنّه كان يحثّ أصحابه على قضاء دين من أفلس، أو مَن خسر في تجارته، ففي يوم من الأيام أُصيب رجل في ثمارٍ ابتاعها، فكثر دَينُه فأمرهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالصدقة عليه فتصدّق الناس عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دَينِه، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لغرمائه: (خذوا ما وجدتُم، وليس لكم إلّا ذلك)،[٦] وبعد أن فتح الله على المسلمين وأصبح بيت المال عامراً بأموال الفيء والغنائم، أصبح رسول الله يكفل سداد دين الصحابة من بيت مال المسلمين، وكان يقول : (ما من مؤمنٍ إلّا وأنا أولى به في الدنيا والآخرةِ، اقرؤوا إن شئتم : النبيُّ أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهم، فأيّما مؤمنٍ مات وترك مالاً فليرثه عصبتُه من كانوا، ومن ترك دَيناً أو ضَياعاً فليأتني، فأنا مولاه)،[٧] بل إنّ رحمة الرسول تعدّت البشر لتعُم الحيوانات أيضاً كما حدث مع الطائر الذي اشتكى فقدان فراخه، فأمر رسول الله أصحابه بإعادتها إلى الطائر.[٨]
التواضع
كان رسول الله مثالاً يُقتدى به في التواضع، والمواقف التي تدلّ على ذلك كثيرة، منها:[٩]
- عمل الرسول مع أصحابه وكرهه التميّز عليهم؛ حيث رُوي عنه أنّه كان في سفر مع أصحابه فأرادوا إعداد الطعام؛ فقال أحدهم: أنا أذبح الشاة، وقال الآخر: عليّ سلخها، وتكفّل الثالث بشوائها، فقال رسول الله: (عليّ جمع الحطب)، فقالوا: نحن نجمع الحطب ونكفيك العمل يا رسول الله، فقال: (أعلم أنكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميّز عليكم، وإنّ الله يكره من عبده أن يراه متميّزاً بين أصحابه).
- رفض الرسول للملك؛ وذلك عندما خيّره الله -تعالى- بأن يكون عبداً نبيّاً أم ملكاً نبياً؛ فاختار أن يكون عبداً نبيّاً.
- تواضع الرسول مع أهله وأصحابه؛ حيث إنّه لم يقل قط لخادمه أنس بن مالك لِما فعلت كذا، أو لمَ لم تفعل كذا، ولم يضرب عبداً ولا أَمة ، كما كان رسول الله يبتسم في أغلب الأوقات.
العدل
بلغ عزّ المسلمين وحكمهم إلى ما وصل إليه بفضل عدلهم، فالعدل أساس الملك، وكان من أهمّ ما يميّز شخصية رسول الله عدله المطلق، وفيما يأتي بعض الأمثلة على عدله:[١٠]
- عدل الرسول مع زوجاته؛ كان رسول الله عادلاً بين زوجاته في أدقّ الأمور فكان يبيت كلّ ليلةٍ عند واحدةٍ من أمهات الؤمنين، ومن مواقف رسول الله أنّه كان في بيت أحد زوجاته، فأرسلت له زوجة أخرى صحيفة فيها طعام، فأسقطت مًن كان عندها الصحيفة على الأرض فتكسّرت، فأخذ رسول الله يجمعها ويقول: (غارت أمّكم)، ثمّ أخذ بصحيفة سليمة من بيت التي كسرتها وأرسلها إلى التي كُسرت صحيفتها.
- عدل الرسول مع اليهود: حيث كان بين أحد الصحابة ويهودي أرض فجحد اليهودي حقّ الصحابي، فذهبا ليحتكما عند رسول الله، فقال رسول الله للصحابي: (ألك بيّنة)، فقال الصحابي: (لا)، ثمّ قال لليهودي: (احلف)، فقال الصحابي: (يا رسول الله إذا يحلف ويذهب بمالي)، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)،[١١] وهكذا عَلِم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- البشريّة أنّ العدل يكون حتى مع الأعداء.
- عدل الرسول في تطبيق الحدود: حيث إنّه لمّا سرقت امرأة مخزوميّة، فاهتمت قريش لأمرها، فأرسلوا أسامة بن زيد -رضي الله عنه- ليشفع لها عند رسول الله، إذ إنّ أسامة من المقرّبين إلى رسول الله، فغضب رسول الله ثمّ قال: (أتَشفعُ في حدٍّ من حدودِ اللَّهِ، ثمَّ قامَ فاختَطبَ فقالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذينَ من قبلِكُم أنَّهم كانوا إذا سَرقَ فيهمُ الشَّريفُ ترَكوهُ وإذا سرقَ فيهمُ الضَّعيفُ أقاموا عليهِ الحدَّ، وأيمُ اللَّهِ لَو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سرَقَت لقطعتُ يدَها).[١٢]