محمود درويش / شاعر الأرض المحتلة
المقدمة :-
يعد محمود درويش من أبرز شعراء العرب في القرن العشرين، ورمزاً للثقافة الفلسطينية والعربية. تميز شعر درويش بالعمق والجرأة في تعبيره عن الحياة والحرية، وكان له دور كبير في إثراء الأدب العربي بقصائد وأشعار تناقش قضايا الهوية والوطنية والحرية في الأرض المحتلة.
ومن خلال هذا المقال سنوضح نحن فريق شبكة المقالة، سنلقي الضوء على حياة وإنجازات محمود درويش، والتأمل في شعره الذي ترك بصماته العميقة في الأدب العربي والعالمي. سنتناول أيضاً أهم الرموز والمفاهيم التي استخدمها درويش في شعره، والتي تعكس تجربته الفلسطينية ورؤيته للعالم.
اولاً:- من هو محمود درويش
محمود درويش (1941-2008) وُلِدَ في 13 آذار/ مارس عام 1941 في قرية البروة الفلسطينية. بدأ إصدار أعماله الأولى في صحافة الحزب الشيوعي الإسرائيلي. تأثرت جوانب حياته وشعره بالقضايا السياسية وتجاربه في موسكو، القاهرة، بيروت، تونس وباريس. انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية ثم استقال احتجاجًا على اتفاق أوسلو. فاز درويش بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة لينين للسلام عام 1983.كان شاعرًا فلسطينيًا وكاتبًا وفنانًا وناشطًا سياسيًا. وُلد في قرية البروة في الجليل الأعلى في فلسطين، وترعرع في اللاذقية في سوريا. وهو يعد واحدًا من أشهر الشعراء العرب في العصر الحديث.
السيرة الذاتية لمحمود درويش
يعتبر محمود درويش من أبرز الشعراء الفلسطينيين ، واشتهر بكونه من أدباء المقاومة.
ولد عام 1941 في قرية البروة ، ثم انتقل مع عائلته إلى لبنان بعد نكبة 1948 ، وعاد بعد ذلك بعامين متنكرا إلى فلسطين ليجد أن قريته قد دمرت. ليعود ليعيش نهاية حياته في مدينة عمان الأردنية وفلسطينية رام الله.
لدى محمود درويش أكثر من 30 مجموعة شعرية ونثرية و 8 كتب.
ساهم محمود درويش في تطوير الشعر العربي الحديث واكتسابه المزيد من الرمزية ، وهنا سنحاول التركيز أكثر على حياته نفسها أكثر من شعره لنعرف معًا ما ساهم في تكوين هذه العقلية العبقرية.
ثانياً:- أشعار محمود درويش
يوجد لمحمود درويش العديد من الاشعار والقصائد الرائعة ومنها :-
“أنا عربي”
أنا عربي
أنا عربيٌّ،
وترابي عربيّ،
ونبضُ قلبي عربيّ،
ولغتي عربيّة.
قصائد محمود درويش عن الحرية.
محود درويش هذا الشاعر العربي الفلسطيني العاشق للحياة ومحب لها، فلقد اشتهر بحبه للحرية وبأشعاره حول العالم العربي بإكماله ، و له العديد من القصائد عن الحرية.
صلاة الحرية
احرص على صلاة الفجر في السجن
لأنها صلاة الحرية
وأيضا احرص على صلاة العصر في البحر
لأنها صلاة العودة
إلى بيت الأم
وأحرص على صلاة الغروب في الحقل
لأنها صلاة الراحة
وأحرص على صلاة المغرب في الجبل
لأنها صلاة الصمود
يا ربّ إذا لم تكن تدري
فقلّ للطفل الذي يلعب في الشارع
أنّي قد صلّيت صلاة الحرية
وأخبر الحموات الذين استشهدوا في السجون
أنّي قد صلّيت صلاة الفجر في السجن
وأخبر البحر
أنّي قد صلّيت صلاة العصر على شاطئه
وأخبر الحقل
أنّي قد صلّيت صلاة الغروب في مزارعه
وأخبر الجبل
أنّي قد صلّيت صلاة المغرب على قممه
فإذا قتلوني
فلا تنسوا صلاة الصبح في السجن.
قصيدة أمي
وجه أمي
وجهُ الحب في حياتي
أمي
أنتِ كلُّ الحبِّ
في الحياةِ
هيَّا اُعطيني شمسَكِ
وحُبَّكِ
ونحنُ الاثنانِ يمشي كلُّ الناسِ
وحدَنا
وفي الحقولِ ينبتُ الزهورُ
لنا
وفي البيتِ تغنِّي النوارِسُ
لنا
وفي الحياةِ كلُّ الحُلوَةِ
لنا
أمي
أنتِ كلُّ الحبِّ في حياتي.
فلسطيني أنا
فلسطيني أنا
ولا أحد يطرقُ بابي
فلسطيني أنا
والسماءُ تمطرُ على جرحي
فلسطيني أنا
والأرضُ ترتجفُ تحتَّ قدمي
فلسطيني أنا
والشمسُ تشرقُ من بينَ الجدرانِ
فلسطيني أنا
والحريةُ ترقصُ في دمي
فلسطيني أنا
والحبُّ يحتضنُني ويشدو
فلسطيني أنا
والحقُّ يتوسَّدُ رأسيادَ الجورِّ والظُّلمِ
فلسطيني أنا
والأمِلُ يزهوُ في قلبي كالشمسِ
فلسطيني أنا
والفلسُّ يرقصُ في جيبِي
فلسطيني أنا
والحياةُ تنبضُ في كلِّ شيءٍ
فلسطيني أنا
وإذا انتصرَ الحقُّ يومًا
فلسطيني أنا
سأقولُ للعالمِ بأسرِهِ:
فلسطيني أنا
وإذا انتصرَ الحقُّ يومًا
فلسطيني أنا
وإذا خانَتِ الأممُ الإنسانيةَ
فلسطيني أنا
وإذا ماتَ الحلمُ في قلوبِ العربِ
فلسطيني أنا
وإذا غدرتِ الأممُ عن فلسطينَ
فلسطيني أنا
وإذا شردتِ الحربُ شعبي
فلسطيني أنا
وإذا حاصَرَ الجدارُ جدراني
فلسطيني أنا
وإذا نسيَ الناسُ معنى الحريةِ
فلسطيني أنا
وإذا طوى الزمنُ صفحةً جديدةً
فلسطيني أنا
وإذا ترجَّلتِ الأممُ عن مبادئِها
فلسطيني أنا
فلسطيني أنا
وما زلت أنا.
قصائد الشعرية مشهورة في عالم الشعر
قصيدة الحياة :-
الحياة مسألة وجود
والوجود مسألة حرية
والحرية مسألة اختيار
والاختيار مسألة شجاعة
والشجاعة مسألة ثقة
والثقة مسألة إيمان
والإيمان مسألة تجربة
والتجربة مسألة فشل
والفشل مسألة تعلم
والتعلم مسألة تطوير
والتطوير مسألة نمو
والنمو مسألة حياة
فالحياة مسألة وجود.
قصيدة في قرطبة
أبواب قرطبة الخشبية لا تدعوني إلى
الدخول لإلقاء تحية دمشقية على نافورة
و ياسمينة . أمشي في الأزقة الضيقة في
نهار ربيعي مشمس سلس. أمشي خفيفا
كأني ضيف على ذاتي و ذكرياتي ، كأني
لست قطعة أثرية يتداولها السياح .
لا أربت على كتف ماضي بفرح يتيم ،
كما تتوقع مني قصيدة مرجأة . ولا
أخاف الحنين منذ أغلقت عليه حقيبة
السفر ، بل أخاف الغد الراكض أمامي
بخطى الكترونية . كلما تطفلت عليه نهرني
قائلا : ابحث عن الحاضر . لكن الشعراء
كثر في قرطبة . أجانب و أندلسيون . يتحدثون
عن ماضي العرب و عن مستقبل الشعر.
و في حديقة، قليلة الشأن و الشجر ،ارى نصبا
بحجم الكف لابن زيدون و ولادة ، فأسأل
احد شعرائي المفضلين ، ديريك ولكوت ، إن
كان يعرف شيئا عن الشعر العربي ، فلا
يأسف عندما يقول : كلا…لا شيء ، و مع
ذلك بقينا ثلاثة أيام لم نتوقف
فيها عن الضحك و السخرية من الشعر و الشعراء
الذين وصفهم بلصوص الاستعارات …
سألني : كم استعارة سرقت ، فأخفقت في
جواب . و تبارينا في مغازلة القرطبيات,
و سألني : إذا أعجبت بامرأة فهل تتقدم
منها ؟ قلت: على قدر جمالها جرأتي …
و أنت ؟ قال : أما أنا ، فإذا أعجبتني امرأة
جاءت إلي . قلت : لأنك ملك و ابن …
ما لا اعرف . و كانت زوجته الثالثة تضحك.
و في قرطبة ، وقفت أمام بوابة بيت خشبية
و بحثت في جيبي عن مفاتيح بيتي القديم،
كما فعل نزار قباني . لم اذرف دمعة ،
لان الجرح الجديد يخفي ندبة الجرح القديم
لكن ديريك ولكوت فاجأني بسؤال جارح :
لمن القدس ؟ لكم أم لهم ؟
ثالثاً:-إنجازات محمود درويش
تولى مسؤوليات عدة في النضال الفلسطيني، بما في ذلك عضوية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وكما أن درويش كان من أشد المدافعين عن الهوية الفلسطينية والحرية، وكتب العديد من الأشعار التي تعبر عن تجربته الفلسطينية وصراعه مع الاحتلال الإسرائيلي. ومن بين أشهر قصائده “التخت المقدس” و”أرض اليعرب”.
وبجانب شعره، فقد كتب درويش أيضاً عدداً من المقالات والمقابلات والأعمال الأدبية الأخرى، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات العالمية. ولا تزال أعماله تلهم الأجيال المقبلة وتساعد في نشر الوعي بقضية فلسطين والحرية في الأرض المحتلة.
الجوائز التي حصل عليها محمود درويش:
حصل محمود درويش على العديد من الجوائز الأدبية والثقافية خلال حياته، ومن بين هذه الجوائز:
- جائزة فلسطين للثقافة عام 1997.
- جائزة الصحافة العربية عام 1997.
- جائزة القدس الأدبية عام 1998
- جائزة الثقافة الأوروبية عام 2003.
- جائزة إيتالو كالفينو للأدب العالمي عام 2007.
- جائزة الأميرة أستورياس للآداب عام 2007.
- جائزة الكتاب العربي لعام 2010 في فئة الشعر.
- جائزة التميز الإبداعي في الثقافة والفنون عام 2012 من مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت.
كما تم ترشيح درويش لجائزة نوبل في الأدب في عام 1995، ولكنه لم يحصل عليها. ولا تزال أعماله تلهم الأجيال المقبلة وتساعد في نشر الوعي بقضية فلسطين والحرية في الأرض المحتلة.
أعمال محمود درويش التي حصل على جوائز فيها :-
كانت هناك أعمال محددة حصل عليها محمود درويش هذه الجوائز بسببها. ،على سبيل المثال، حصل على جائزة فلسطين للثقافة في عام 1997 بسبب مساهماته الأدبية والثقافية الهامة في دعم الثقافة الفلسطينية ونشر الوعي بقضية فلسطين.
وحصل على جائزة القدس الأدبية في عام 1998 بسبب دوره الهام في الأدب العربي ومساهمته في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية.
كما حصل على جائزة الثقافة الأوروبية في عام 2003 بسبب دوره الهام في نشر الثقافة العربية والإسلامية في أوروبا، وعلى وجه الخص بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة.
وحصل على جائزة التميز الإبداعي في الثقافة والفنون عام 2012 من مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت بسبب مساهماته الأدبية والثقافية الهامة في العالم العربي، وخاصة في تعزيز الهوية العربية والإسلامية ودعم الحرية والعدالة الاجتماعية.
ثالثاً:- وفاة محمود درويش
توفي محمود درويش في 9 أغسطس 2008 في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث كان يتلقى العلاج من مرض السرطان. وقد عمل درويش على مدار حياته على دعم الحرية والعدالة في الأرض المحتلة، وتعمل أعماله الأدبية على إلهام الأجيال المقبلة في البحث عن الحرية والعدالة في عالم متغير.
وبعد وفاته، تم تنظيم العديد من المناسبات الرسمية والشعبية لتكريم درويش وإحياء ذكراه، وتم وضع تمثال له في وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية. ولا تزال أعماله الأدبية والثقافية تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي والعالمي، وتعتبر مصدر إلهام للأجيال الجديدة.
الخاتمة :-
الى هنا نكون وصلنا الى نهاية المقال ، فاذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع اصدقائك.