شعر عربي

محمود درويش وقصيدة الشهيد

قصيدة الشهيد للشاعر محمود درويش

شرح لقصيدة الشهيد

كل ما لا تعرفه عن محمود درويش

محمود درويش من شعراء الرمزية بالشعر العربي وهو فلسطيني الأصل وقصيدة الشهيد من أروع ما كتب.

محمود درويش

محمود درويش، شاعر فلسطيني معاصر، وهو أهمّ شاعر فلسطيني اتّخذَ القضية الفلسطينيّة

قضيته المركزية، وُلدَ درويش عام 1941م في قرية البروة في فلسطين، بالقرب من ساحل عكا،

وأتمَّ دراسته الثانوية في حيفا، ثمَّ عمل في صحف الحزب الشيوعي،

وقد اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي مرات متكررة بسبب بعض آرائه السياسية،

وفي عام 1970م خرج درويش من فلسطين وتنقل بين موسكو والقاهرة وبيروت وعمَّان،

وقد عُدَّ درويش مُدخِلَ الرمزيّة على الشعر العربي المعاصر، صدرت له مؤلفات كثيرة،

وقد تُوفِّي عام 2008م في تكساس في أمريكا،

وهذا المقال سيتناول شرح قصيدة الشهيد لمحمود درويش وأبرز قصائد درويش عن الشهيد. 1)

شرح قصيدة الشهيد لمحمود درويش

اتّخذ درويش من القضية الفلسطينية قضية شخصيّة لذاته، وحملها على عاتقه،

فكتب من أجلها، وتناولها من كلِّ الجوانب التي يمكن أن تلامسها القضية،

فكتب عن الشهيد وعن الحصار وعن النزوح وعن الغياب، وهذه قصيدة الشهيد لمحمود درويش

أو إحدى قصائده الكيرة التي تناول فيها موضوع الشهيد، يقول:

عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو، وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةِ الرِّثَاءْ

أَقُولُ لَهُم: تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ، مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ شَجَرٍ، مِنْ سَرَابٍ وَمَاءْ

أُهَنِّئُهُم بِالسَّلامَةِ مِنْ حَادِثِ المُسْتَحِيلِ، وَمِنْ قِيمَةِ الَمَذْبَحِ الفَائِضَهْ

قصيدة الشهيد لمحمود درويش نافذةٌ أطلّ من خلالها الشاعر على البرزخ القريب،

هناك حيث يقبع الشعراء في فردوسهم المفقود، يقول درويش:

عندما يغادر الشهداء هذا العالم أهبُّ من سكوني لأقف في وجه كلِّ من يحاول رثاءهم،

فالشهداء أكبر قيمة من الرثاء وممن يحاولون رثاءهم،.

ويقول درويش: سأقول للشهداء الذين رقدوا في سباتهم الأخير:

تصبحون على وطن، هذا الوطن من مطر ومن بساتين خضراء، ومن ماء حقيقي يروي ظمأكم.

ثمَّ يقول: عندما يصحو الشهداء من نومهم الأخير، سأقومُ بتهنئتهم لوصولهم بالسلامة،

فهم الناجون الوحيدون من المجزرة الأخيرة.

وَأَسْرِقُ وَقْتًا لِكَيْ يسْرِقُوني مِنَ الوَقْتِ، هَلْ كُلُنَا شُهَدَاءْ؟

وَأهْمسُ: يَا أَصْدِقَائِي اتْرُكُوا حَائِطًا وَاحدًا، لحِبَالِ الغَسِيلِ، اتْرُكُوا لَيْلَةَ
لِلْغِنَاءْ

ثمّ يتساءل درويش: سوف أسال نفسي لماذا أنا هنا مع الشهداء في الفردوس وفي الوطن الذي يحلمون به،

هل متُّ شهيدًا مثلهم. ثم يقول سأهمس في آذانهم: يا أصدقاء الفردوس الجديد،

دعونا نترك حائطًا لنعلَّق عليه حبال الغسيل التي سترجعنا بالذاكرة إلى الوطن القديم،

واتركوا ليلة واحدة نجدد فيها معاناتنا السابقة.

اُعَلِّقُ أسْمَاءَكُمْ أيْنَ شِئْتُمْ فَنَامُوا قلِيلاً، وَنَامُوا عَلَى سُلَّم الكَرْمَة الحَامضَهْ

لأحْرُسَ أَحْلاَمَكُمْ مِنْ خَنَاجِرِ حُرَّاسِكُم وانْقِلاَب الكِتَابِ عَلَى الأَنْبِيَاءْ

وَكُونُوا نَشِيدَ الذِي لاَ نَشيدَ لهُ عِنْدمَا تَذْهَبُونَ إِلَى النَّومِ هَذَا المَسَاءْ

ثمّ يقول درويش للشهداء أيضًا: سأنشر أسماءكم أينما تشاؤون، فناموا هادئين، ناموا متكئين على جذع شجرة العنب. يقول: أنا صاحٍ فناموا ولا تخافوا من غدر الأقارب فأنا سأحرسُكم من غدرهم، فقط كونوا الهدوء والغناء والسلام للمتعبين المحرومين من كلِّ هذه الأشياء، ثمَّ ارتحلوا إلى فردوسكم.

أَقُولُ لَكُم: تُصْبِحُونَ عَلَى وَطَنٍ حَمّلُوهُ عَلَى فَرَسٍ راكِضَهْ

وَأَهْمِسُ: يَا أَصْدِقَائيَ لَنْ تُصْبِحُوا مِثْلَنَا، حَبْلَ مِشْنَقةٍ غَامِضَهْ!

ثمَّ استيقظوا على وطن، أدعو الله لكم أن تستيقظوا على وطن هادئ ليس ينزحُ سكانه، ثمَّ أهمس، يا أقرباء القضية، أيّها الشهداء لقد انتقلتم إلى مكان لن تكونوا فيه حبال مشانق ولن تَرَوْا السواد، أنتم ضيوف البياض الجدد. 2)

شعر محمود درويش عن الشهيد

تناول الشاعر الفلسطيني كلَّ المواضيع الشعرية التي ترتبط بالقضية الفلسطينية،

مهما كان ارتباطها قليلًا، وقد أعطى الشهيد اهتمامًا كبيرًا دون غيره من القضايا،

فمرَّ عليه في بعض قصائده الطويلة، وكتب له قصائدَ خاصَّة به أيضًا، وأشهر ما قال محمود درويش عن الشهيد:

  • يقول درويش في قصيدته “طوبى لشيء لم يصل”: 3)

هذا هو العرس الذي لا ينتهي

في ساحة لا تنتهي

في ليلة لا تنتهي

هذا هو العرس الفلسطينيّ

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلاّ شهيدًا أو شريدا.

  • يقول أيضًا في قصيدته “مديح الظل العالي”: 4)

بيروت ليلًا

يخرج الشهداء من أشجارهم

يتفقدون صغارهم

يتجولون على السواحل

يرصدون الحلم والرؤيا

يغطون السماء بفائض الألوان،

يفترشون موقعهم

يسـمّون الجزيرة

يغسلون الماء

ثم يطرزون حصارنا قططـًا ونخلا.

السابق
قصائد في مدح النبي
التالي
نزار قباني والقصيدة الدمشقية

اترك تعليقاً