اختراعات واكتشافات

مخترع الأسبرين

الأسبرين احد أشهر الأدوية وأكثرها شعبية في العالم فهو مسكن خفيف يستخدم في تخفيف الصداع وآلام المفاصل والعضلات

الأسبرين أو حمض الصفصاف هو مشتق من حمض ساليسيليك وهو مسكن خفيف غير مخدر مفيد في تخفيف الصداع وكذلك العضلات وآلام المفاصل، والباحث أبقراط هو مخترع الأسبرين الأول والذي كان يسمى والد الطب الحديث، ويعمل الأسبرين عن طريق تثبيط إنتاج المواد الكيميائية المعروفة بإسم البروستاجلاندين، والتي تعتبر ضرورية لتخثر الدم وزيادة حساسية النهايات العصبية للألم.

مخترع الأسبرين :

كان والد الطب الحديث هو أبقراط الذي عاش في وقت ما بين (460-377) قبل الميلاد، وقد ترك أبقراط سجلات تاريخية من علاجات تخفيف الألم التي شملت استخدام مسحوق مصنوع من اللحاء وأوراق شجرة الصفصاف للمساعدة في علاج الصداع والآلام والحمى، ومع ذلك، لم يكتشف العلماء حتى عام 1829 أن هناك مركب يسمى ساليسين يوجد في نباتات الصفصاف الذي يخفف الآلام.

كتبت صوفي جوردر من الجمعية الملكية للكيمياء، أنه لم يمض وقت طويل قبل عزل العنصر النشط في لحاء نبات الصفصاف، ففي عام 1828 قام يوهان بوخنر أستاذ الصيدلة في جامعة ميونيخ بعزل كمية ضئيلة من بلورات تشبه الإبر ذات اللون الأصفر لاذع المذاق، والذي أطلق عليه اسم الساليسين، وفي الواقع، كان الباحثان الإيطاليان بروغناتيلي وفونتانا قد حصلوا بالفعل على مادة الساليسين في عام 1826، ولكن في شكل غير دقيق للغاية.

وبحلول عام 1829، قام الكيميائي الفرنسي هنري ليروكس بتحسين عملية الاستخراج للحصول على حوالي 30 جراما من الساليسين من حوالي 1.5 كجم من اللحاء.

في عام 1838، قام رافايلي بيريا وهو كيميائي إيطالي يعمل في جامعة السوربون في باريس بتقسيم الساليسين إلى سكر ومركب عطري وهو ساليسيلالدهيد وقام بتحويل هذا المركب العطري عن طريق التحلل المائي والأكسدة إلى حمض إبرية الشكل عديمة اللون متبلورة، والذي أطلق عليه اسم حمض الساليسيليك.

في الوقت الذي كان هنري ليروكس قد استخلص مادة الساليسين في شكل بلوري لأول مرة، كان رافاييل بيريا هو الذي نجح في الحصول على حمض الساليسيليك في حالته النقية، ولكن المشكلة كانت أن حمض الساليسيليك كان قاسيا على المعدة وكانت هناك حاجة إلى التخزين المؤقت للمركب.

تطوير الأسبرين :

كان اول شخص يحقق التخزين المؤقت اللازم هو كيميائي فرنسي يدعى تشارلز فريدريك جيرهاردت، ففي عام 1853، قام جيرهاردت بتعادل حمض الساليسيليك عن طريق تخزينه مع الصوديوم (ساليسيلات الصوديوم) وكلوريد الأسيتيل لعمل حمض أسيتيل الساليسيليك، وناتج جيرهاردت كان له تأثير ولكنه لم يكن لديه الرغبة في تسويقه وتخلى عن اكتشافه.

في عام 1899 ، قام كيميائي ألماني يدعى فيليكس هوفمان الذي كان يعمل في شركة ألمانية تسمى باير، بإعادة اكتشاف صيغة جيرهاردت، وقد قدم هوفمان الوصفة الطبية وأعطاها لأبيه الذي كان يعاني من ألم التهاب المفاصل، عملت الوصفة الطبية وهكذا أقنع هوفمان بعد ذلك باير بتسويق العقار الرائع الجديد، وتم تسجيل براءة اختراع الأسبرين في 27 فبراير 1900.

قبل عام 1915، تم بيع الأسبرين لأول مرة كمسحوق، وفي ذلك العام، تم تصنيع أول أقراص الأسبرين، ومن المثير للاهتمام أن الأسبرين كان من العلامات التجارية التابعة لشركة باير، وبعد أن خسرت ألمانيا الحرب العالمية الأولى، اضطرت شركة باير للتخلي عن العلامة التجارية للأسبرين كجزء من معاهدة فرساي في عام 1919.

فبعد إندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، كانت شركة باير تواجه منافسة في جميع أسواقها الرئيسية من منتجي الأسبرين المحليين بالإضافة إلى شركات الأدوية الألمانية الأخرى، وقد أغلقت السوق البريطانية على الفور أمام الشركات الألمانية، ولكن الصناعة البريطانية لم تستطع تلبية الطلب وخاصة مع إمدادات الفينول اللازمة لصنع الأسبرين، والذي يستخدم إلى حد كبير في تصنيع المتفجرات.

وفي 5 فبراير 1915، تم إلغاء العلامات التجارية في باير في المملكة المتحدة، بحيث يمكن لأي شركة استخدام مصطلح الأسبرين، وفي الولايات المتحدة كانت شركة باير لا تزال تحت السيطرة الألمانية على الرغم من أن الحرب أفسدت الصلة بين مصنع باير الأمريكي ومقر شركة باير الألمانية إلا أن نقص الفينول هدد بخفض إنتاج الأسبرين، وتم حظر الواردات عبر المحيط الأطلسي من قبل البحرية الملكية.

السابق
مراحل اختراع مكيف الهواء
التالي
متى أخترعت إشارات المرور ؟ ومن هو أول من أخترعها ؟

اترك تعليقاً