أحكام الصيام ومبطلاتة
حكم البخور في رمضان
فضل صيام شهر رمضان
يتحرى المسلمين دائما عن الصيام الصحيح ويحرصون على الا يؤثر شبء على صيامهم حتى لا يفوتهم ثواب الصوم العظيم.
الصيام
الصيام ركن أساسيّ من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على كلِّ مسلم،
ويُعرِّفه العلماء على أنَّه إمساك المرء عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر حتَّى غياب الشمس،
وهذا ما أوضحه الله تعالى فيالحديث القدسي حين قال:
” يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي، الصِّيَامُ لِي وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا” 1)،
وقد فرض الله على المسلمين صيام شهر رمضان فقط، قال تعالى: “فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” 2)،
وهذا المقال سيتناول الحديث عن حكم البخور في رمضان إضافة إلى الحديث عن فضل الصيام في الإسلام. 3)
حكم البخور في رمضان
بعد الحديث عن تعريف الصيام، جدير بالقول إنَّ الإسلام دين الكمال، لهذا لم يترك بابًا من الأبواب إلَّا طرقه، ولم يترك حكمًا من الأحكام إلَّا وفصَّل فيه، وفيما يأتي حكم البخور في رمضان في الإسلام، فقد أجمع العلماء على أنَّه ليس هناك حرج على المسلم الصائم إذا شمَّ العطور في رمضان وهذا لا يُصنَّف مع مفسدات الصيام في الإسلام، ولكن إذا كان العطر أشبه بالبخور فلم يبحْ العلماء استنشاقه في رمضان، معللين ذلك بدخول شيء منه إلى جوف الصائم، وقد قال الشيخ ابن عثيمين في هذا الحكم: “وأما الطيب فكذلك جائز للصائم في أول النهار وفي آخره -سواء كان الطيب بخورًا، أو دهنًا، أو غير ذلك- إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور؛ لأنَّ البخور له أجزاء محسوسة مشاهدة، إذا استنشق تصاعدت إلى داخل أنفه ثم إلى معدته”.
وقد جاء في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حين قال للقيط بن صبرة: “بالِغْ في الاستنشاقِ، إلَّا أن تَكونَ صائمًا” 4)، وقال ابن عثيمين أيضًا: “رائحة العطر لا تفطر حتَّى لو استنشق الإنسان هذا العطر، فإنَّه لا يفطر، لأنَّه لا يتصاعد إلى جسمه شيء سوى مجرد الرائحة”، وجدير بالقول إنَّه لا بأس أن يضع الإنسان البخور في رمضان للتطيب دون أن يستنشقه، وهذا ما أشار إليه حديث رسول الله السابق الذكر، والله أعلم. 5)
فضل الصيام
الصيام فرض وعبادة من العبادات التي تسبّب رضا الله عن العبد، فيه من البذل والعطاء في سبيل الله ما فيه، وهو ركن من الأركان الخمسة التي بُنِي الله هذا الدين، قال رسول الله في الحديث: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” 6)، وفيما يأتي ذكر لأبرز ما جاء في الكتاب والسنة من أحاديث وآيات تبين فضل الصيام في الإسلام وأهميته: 7)
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”. 8)
- وروى أبو هريرة أيضًا عن رسول الله: “يقولُ اللهُ -عزَّ وجلَّ-: كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ، إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه، كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ”. 9)
- وعن عبادة بن الصامت قال: “إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قال يومًا وحضر رمضانُ: أتاكم رمضانُ شهرُ بركةٍ يغشاكم اللهُ فيه فينزلُ الرحمةَ ويحطُّ الخطايا ويستجيبُ فيه الدعاءَ، ينظرُ اللهُ إلى تنافسِكم ويباهي بكم ملائكتَه فأروا اللهَ من أنفسِكم خيرًا فإنَّ الشَّقِيَّ من حُرم فيه رحمةُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-“. 10)