مصادر الزكاة في الإسلام
أحكام الزكاة في الإسلام
أحكام الزكاة ومقاصدها
الزكاة ركن من الأركان التى يقوم عليها إسلام الفرد وقد حدد الإسلام أحكامها ومصادؤها ومقاصدها وهو ما نوضحه بالمقال.
الزكاة لغة واصطلاحًا
الزكاة لغة هي النماء والزيادة، وهي طهارة المال، ويُقال: زكَّى فلانٌ بالمال أي طهَّر المال تطهيرًا، والقصد أنَّه عندما دفع من ماله زكاةً طهَّر ماله طهارةً معنويةً حسيَّة وليست مادية ملموسة، والزكاة في الاصطلاح هي أن يدفع الرجل قسمًا محددًا من ماله الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول أي مرَّ عليه عام، ويتم دفع الزكاة في أوقات مخصصة في الإسلام، وهي ركن أساسي منأركان الإسلام الخمسة، وهذا المقال سيتحدث عن الزكاة أحكامها ومقاصدها إضافة إلى الحديث عن فوائد الزكاة في الإسلام.
الزكاة أحكامها ومقاصدها
بعد تعريف الزكاة سيتم المرور بمسألة الزكاة أحكامها ومقاصدها في الإسلام، والحديث عن أحكام الزكاة يعني الحديث دليل مشروعيّتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى الحديث عن الأموال التي تجب فيها الزكاة في الإسلام، والحديث عن شروطها أيضًا، وبداية سيكون الحديث عن الأموال التي تجب فيها الزكاة:
ففيما يخصُّ الأموال التي تجب فيها الزكاة، فقد حدد الإسلام الزكاة في أموال محددة وهي: الأنعام من الغنم والبقر والإبل، والتمر والزبيب، وتجب الزكاة على الذهب والفضة وما يشابهما، أما الخيل والخضراوات فلا زكاة عليها، وقد حدد الله تعالى مستحقي الزكاة في الآية القرآنية التي قال فيها: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} 1) والله أعلم 2).
وتكملة في الحديث عن الزكاة أحكامها ومقاصدها سيتم المرور على شروط الزكاة في الإسلام، وشروطها تنقسم إلى أقسام متعددة وهي:
- شروط ترجع إلى المُزكِّي أي الذي أخرج الزكاة:
- الإسلام: فلا تجب الزكاة على غير المسلم.
- البلوغ: لأنَّه لا زكاة على الولد الصبي اذي لم يبلغ الحلم.
- العقل: فلا زكاة على المجنون، ويبدأ الحول في زكاة أمواله إذا أصبح عاقلًا أو زالت العلة.
- الحرية: لأنه لا زكاة على من كان عبدًا في الإسلام، فالعبد وماله لسيِّده.
- النصاب: أن يبلغ مال الرجل النصاب وبمر عليه الحول أي السنة.
- شروط ترجع إلى المال:
- أن يكون المال ملكًا لصاحبه وليس وقفًا لأحد.
- ألَّا يكون المال مالًا غير منتفعٍ منه، كأن يكون بعيرًا هزيلًا لا ينتفع منه في شيء لشدة هزالته.
- أن يكون المال المُزكَّى به ناميًا.
- أن يكون المال المُزكَّى به فائضًا عن حاجة الرجل الأساسية في حياته، والله أعلم
مشروعية الزكاة في الكتاب والسنة
وأمَّا فيما يتعلق بمشروعية الزكاة في الكتاب والسنة:
- في الكتاب: قال تعالى في محكم التنزيل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} 3).
- في السنة النبوية: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ” 4) 5).
فوائد الزكاة
بعد الحديث عن الزكاة أحكامها ومقاصدها فإنَّه سيتم المرور على فوائد الزكاة في الإسلام، ومن أهم فوائدها ما يأتي:
- تقرَِّب الزكاة العبد من الله -سبحانه وتعالى- لأنَّها طاعة من الطاعات التي يؤديها ابتغاء مرضاة الله سبحانه.
- يكسب مؤدي الزكاة الأجر العظيم من ربِّه سبحانه، قال تعالى في سورة البقرة: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} 6).
- تمحو الصدقة أو الزكاة الأخطاء كما تطفئ الماء النار، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه معاذ بن جبل: “ألا أَدُلُّكَ على أبوابِ الخيرِ؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُطفِيءُ الخطيئةَ كما تُطفِيءُ الماءُ النارَ” 7).
- في الزكاة طهارة للمزكي ولماله أيضًا كما أشار الله تعالى في القرآن الكريم، قال جلَّ من قائل: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} 8)، والله أعلم 9).