يعد عالم الحيوانات عالم مجهول بالنسبه للإنسان لذلك فهو دائما يبحث عن معرفته.
مملكة الحيوانات
تؤدّي الحيوانات بمختلَفِ أنواعها دورًا حيويًا في توازنِ البيئة؛ نظرًا لتعدّدِ أنواعها وتصنيفاتها، فهي مملكةٌ حيويذة تضمّ عددًا ضخمًا من الأنواع المختلفة فيما بينها، وتوصف الحيوانات في علم الأحياء أنّها من الكائنات الحية العديدة الخلايا، ولها القدرة على الحركة والاستجابة للمتغيرات البيئية التي تحيط بها، ومن الجدير بالذكرِ أن مملكة الحيوانات تضم بداخلها عوالم ينفصل كل منها عن الآخر في طبيعته وصفاته، وتصنف الحيوانات عادةً تبعًا لتغذيتها إلى حيوانات آكلة للحوم وأخرى آكلة للأعشاب، حيث تندرج الأولى ضمن عالم الافتراس الخاص بها، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات عن عالم الافتراس.
عالم الافتراس
يضمُّ عالمُ الافتراسِ آلافَ الأنواع من الحيواناتِ اللاحمة أي المفترسة، وقد قدَّم علماء البيئة تعريفًا له أنّه عبارة عن تفاعل بيولوجيّ يحدثُ بين كائنين؛ حيث يُقدِمُ الكائن الضّاري أو الكاسر على اصطيادِ كائن آخر يعرف باسم الفريسة ليقتات عليه، فيكون المفترس والفريسة هما المكون الرئيس لهذا العالم، وتتعدد الطرق التي يتم بها الافتراس؛ فهناك ما يعرف بالاحتتات، أي قيام أحد الكائنات الحية بتناول المواد العضوية الميتة أو كما تعرف بالحتات، وتشير المعلومات إلى أن الافتراس قد تطوّر كثيرًا في غضون 550 مليون سنة الماضية، إذْ ظهَرَ أسلوبُ التكلّسِ في الحيوانات والطحالب، وطريقة حفر الجحود وغيرها الكثير.
تصنيفات الحيوانات في عالم الافتراس
تتدرج التصنيفات في عالم الحيوانات على شكل هرم، حيث يُدرج تحت كلّ تصنيف مجموعة أخرى من التصنيفات وفقًا لصفات مشتركة أو سمات تجمع بين أبناء الصنف الواحد، وكذلك الأمر في عالم الافتراس؛ ومن أهمِّ تصنيفاتِه وفقًا للتنصيفِ الوظيفيّ:
- الافتراس الحقيقي: ويُشار به إلى قيام كائن حيّ مفترس بالتربص لكائن حي آخر واصطياده للاقتيات عليه، كافتراس النمر للغزلان مثلًا.
- الافتراس بالرعي: من الممكن اعتبار قيام الكائنات الراعية أو كما تعرف بالحيوانات العاشبة أنّها مفترسة؛ إلا أن الأمر يكمن بقيامها بقتل العوالق الحيوانية أو العوالق النباتية أحاديّة الخلية.
- الافتراس بالتطفل: بالرغم من صعوبة التمييز بين الطفيليات والكائنات الراعية؛ إلا أن هناك فرق شاسع بين العلاقة التي تربط بين كل منهما مع المضيف لهما، فالحيوانات الراعية قد تقطع مسافات شاسعة للرعي بين عددٍ من النباتات، إلا أن الطفيليات تركز الضوء على مضيف أو مضيفين طيلة حياتها، لذلك يعدُّ أسلوب الافتراس هنا بالمعايشة.
الإنسان وعالم الافتراس
بعيدًا عن الحيوانات المفترسة، يعمَدُ علماءُ البيئةِ إلى تصنيف الإنسان ضمن أحد أفراد عالم الافتراس، حيث يعدُّ الأكثرَ قوّةً بينَ المفترسات والأكثر تنظيمًا؛ ويعود ذلك لما لديه من قدرة على ابتكار الأدوات والآلات والترتيب لافتراس الكائنات الأخرى، ومن الجدير بالذكر أن الإنسان قد تمكن من إعداد الأفخاخ والهروات والأسلحة النارية إلى جانب أدواتِ صيد السمك للإيقاع بالفرائس واصطياد الحيوانات، حيث تمكّنَ البشر من الإيقاع بأقوى الحيوانات المفترسة مثل: الكلاب والصقور والأسود والنمور.