مقال اليوم عن وسائل الاتصال ومكونات عمليه الاتصال ومراحل تطور وسائل الاتصال
هي عبارة عن وسائل وأساليب تعمل على نقل الإشاراتوالمعلومات بين النّاس، وتتمثّل في التّبادلات الفِكريّة والوجدانيّة بينهم، وتتمّ من خلال نقل مجموعة من الرّسائل من شخص مُرسِل إلى شخص مُستقبِل. أما عمليّة الاتّصال نفسها فهي عبارة عن النّمط الذي يتمّ بين شخصين أو أكثر من أجل الوصول إلى أهدافٍ مُعيّنة مفادُها إيصال رسائل واضحة لجميع الأطراف.
وعند التحدُّث عن وسائِل الاتّصال فإنّه يتبادر للأذهان وسائِل الاتّصال الحديثة، والتي تشمل وسائِل الاتّصال عن بُعد، ووسائِل التّواصُل الاجتماعيّ، مثل موقع فيسبوك (بالإنجليزيّة: Facebook)، وموقع تويتر (بالإنجليزيّة: Twitter)، وتطبيقات المُحادثات، مثل تطبيق الواتساب (بالإنجليزيّة: Whatsapp)، وهذا بسبب كونها وسائِل الاتّصال المُستخدَمة في العصر الحاليّ،[١] إضافةً لاندثار لوسائل التّواصل القديمة، كالحمام الزّاجل على سبيل المثال، وهذا بفضل ثورة تكنولوجيا المعلومات التي اجتاحت العالم، وحوّلته إلى قرية صغيرة جدّاً يستطيع الإنسان فيها التّواصل بكُل سهولة ويُسر.
مُكوّنات عملية الاتّصال
تتكوّن عمليّة الاتّصال من أربع عناصر:[٢]
- المُرسِل: يُمثِّل الطّرف الأول، وهو الشّخص الذي يقوم بالتحكّم في عمليّة الاتّصال من خلال إرسال الرّسالة بطريقة ما.
- المُستقبِل: يُمثِّل الطّرف الثّاني، وهو الشّخص الذي يقوم باستقبال الرّسائل المُرسَلة من الطّرف الأول (المُرسِل)، ولا يكون مُتحكّماً في عمليّة الاتّصال كالطّرف الأول.
- الرّسالة: تُمثِّل الطّرف الثّالث، وهي عبارة عن كلمات أو إشارات يتمّ نقلها من المُرسِل إلى المُستقبِل خلال عمليّة الاتّصال، ويتّبع ذلك ردّة فعل.
- وسيلة الاتّصال: وهي عبارة عن الأداة التي يتمّ من خلالها نقل الرّسائل والإشارات من المُرسِل إلى المُستقبِل من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب من عمليّة التّواصل.
تأثير وسائل الاتّصال على المجتمع
قامت وسائل الاتّصال بعمل ثورة كبيرة في العالم، حيث إنّها استطاعت أنْ تُحوِّل العالم الكبير إلى قرية صغيرة يمكن أن يتّصل فيها الإنسان مع غيره بأقلّ مجهود وأقلّ تكلفة،[٣] ودخلت وسائل الاتّصال الحديثة في شتّى المجالات، كالتّعليم، والشّركات، والمُؤسّسات الحكوميّة منها والخاصّة.
في مجال التّعليم
تُستخدَم وسائل الاتّصال في نظام التّعليم المنزليّ (بالإنجليزية: Homeschooling) والذي يُتيح للطّالب بأن يتلقّى تعليمه بفاعليّة تامّة مع المُعلّم دون الحاجة إلى الوصول للمدرسة أو الجامعة.[٤]وفي الآونة الأخيرة، ازداد عدد مدارس التّعليم المنزليّ عبر الإنترنت، وأصبحت شهاداتها مُعتَمدة رسميّاً كأيّ شهادة من أيّ مدرسة. وقامت العديد من الجامعات بتحويل العديد من دوراتها إلى دورات تعليم عن بُعد (بالإنجليزية: Distance Learning) ممّا أتاح إمكانيّة زيادة عدد الطّلاب المُسجّلين في هذه الدّورات دون التقيُّد بمساحة الغُرفة الصفّية.[٥]
في مجال الشّركات والمُؤسّسات
أصبح بإمكان الشّركة أو المؤسّسة إجراء الاجتماعات لموظّفيها دون الحاجة للتّواجد في نفس الموقع، خصوصاً عند تعدُّد أفرُع الشّركة أو المُؤسّسة في بلدان مُختلفة. إضافةً لإمكانية إجراء اتّصالات مع شركات أو مُؤسّسات مُختلفة من أجل عَقد الصّفقات، أو إجراء اتّفاقيات بشكلٍ عام،[٦] وقد أدّى ذلك إلى تسهيل التّعامُل بين الشّركات الكُبرى والصُّغرى.
أصبحت المُشاركة في المؤتمرات أكثر سهولة باستخدام وسائل الاتّصال الحديثة، فظهرت مؤتمرات الفيديو (بالإنجليزية: Video Conferences) والتي أزالت حاجة المُوظّف للّسفر والتنقُّل للوصول إلى المؤتمرات.[٧]
في مجال الحياة اليوميّة
تتعدّد استخدامات وسائل التّواصل الحديثة في مجال الحياة اليوميّة، حيث أصبح من الصّعب إيجاد شخص لا يحمل هاتفاً محمولاً،[٨] أو منزلاً لا يحتوي على هاتف أرضيّ واحد على الأقل، وأصبح الكبير والصغير لا يخلو هاتفه المحمول من برمجيات الرّسائل الفوريّة وتطبيقات الاتّصال.
مراحل تطوُّر وسائل الاتصال
كانت طرق الاتّصال قديماً بواسطة الحَمام الزّاجل من خلال ربط الرّسالة بقدم الحمامة، ومن ثمّ ترك الحَمامة لتطير وتذهب إلى المُستقبِل، وبعدها أصبح الإنسان يستخدم النّار من أجل التّواصل، وتطوّر الأمر واختُرِع الهاتف البدائيّ، وبدأ الهاتف يتطوّر حتى أصبح محمولاً، ومن ثمّ تمّ اختراع الإنترنت والتي استطاعت أن تحوِّل العالم إلى مكان صغير يمكن لأي شخص أن يتّصل بشخص آخر بالصّوت والصّورة بسُرعات فائقة.[٩]
الهاتف الأرضي
يُعدّ الهاتف الأرضيّ من أوائل وسائل الاتّصال عن بُعد، وقد تمّ اختراعه في عام 1876م من قِبَل العالم الأمريكيّ ألكساندر بيل (بالإنجليزية: Alexander Bell)، وهو جهاز سلكيّ يعمل على الاتّصال بجهاز سلكيّ آخر لنقل الصّوت وتلقّيه. حظي هذا الاختراع باهتمام كبير، فتسارع حجم استخدامه بشكل كبير في بدايات القرن العشرين، وكان هو بداية ثورة وسائل الاتّصال الحديثة.[١٠]
الهاتف المحمول
تمّ اختراع الهاتف الخلويّ في عام 1973م من قِبَل المُهندس الأمريكيّ مارتن كوبر (بالإنجليزية: Martin Cooper) والذي كان يعمل في شركة موتورولا (بالإنجليزية: Motorola) للاتّصالات، وهوجهاز لاسلكيّ محمول يُتيح الاتّصال عبر أبراج مُتخصّصة بجهاز لاسلكيّ محمول آخر لنقل الصّوت، ويُعتبَر جهاز Motorola DynaTAC هو أول هاتف خلويّ محمول.[١١]
تطوّر جهاز الهاتف المحمول خلال الخمسين عام الماضية، فأصبح أصغر حجماً، وأخفّ وزناً، وأضاف العديد من الميزات المُهمّة، كالرّسائل القصيرة، وآلات التّصوير، واستبدال لوحة المفاتيحبشاشات اللّمس المُلوّنة، وغيرها العديد من الميزات التي تتنافس فيها الشّركات المُصنِّعة للهواتف المحمولة.[١٢]
تكنولوجيا VOIP
تكنولوجيا Voice Over IP واختصاراً (VOIP) هي وسيلة حديثة تُمكِّن المُستخدِم من إجراء اتّصال عن طريق شبكة الإنترنت بالصّوت والصّورة، ويتميّز هذا الاتّصال بالسّرعة ووضوح الصّوت والصّورة. تَستخدم بعض برمجيات الـVOIP وسائل لتشفير الصّوت والصّورة ممّا يُعطي المُتّصلين الخصوصيّة التامّة.[١٣] ومن الأمثلة الشّهيرة على تطبيقات الـ VOIP هي تطبيق سكايب (بالإنجليزيّة: Skype)، وتطبيق فايبر (بالإنجليزيّة: Viber).