شعر عن الغزل

من أشعار المعتمد بن عباد الأندلسي

من الشعر الأندلسي القديم

أشعار عن الحب والغزل

شعر المعتمد بن عباد الأندلسي

المعتمد بن عباد من أشهر الشعراء في الأندلس وله أشعار متعدد عن الحب والغزل والفراق.

الشعر الأندلسي

بغضّ النظر عن ابتعاد الأندلس عن الأرض التي خرج منها العرب وهي شبه الجزيرة العربيّة، إلَّا أن عقولهم ومروءتهم وأدبهم استطاع أن يعبُرَ شمال أفريقيا وصولًا إلى الأندلس، فكان للشعر العربي في الأندلس مكانة كبيرة، حتَّى اشتهر كثير من شعراء الأندلس وذاع صيتهم بما قدموا من شعر يليق بالحضارة العربية في الأندلس، ولعل أشهر شعراء الأندلس: ابن هانئ الأندلسي، ابن زيدون، ولادة بنت المستكفي، أبو البقاء الرندي، وغيرهم من الشعراء الأندلسيين الذين أثْروا حصيلة هذا العصر بنتاجاتهم العظيمة، وهذا المقال سيتناول الحديث عن شعر المعتمد بن عباد وحياته. 1)

من هو المعتمد بن عباد

هو أبو القاسم المعتمد على الله محمّد بن عبَّاد، يُلقَّب بالظافر أو المؤيد، وُلد المعتمد سنة 1040م، وهو ابن حاكم إشبيلية أبي عمر المعتضد، وُلد المعتمد في باجة في البرتغال حاليًا، وحكم إشبيلية خلفًا لوالده حين كان في الثلاثين من عمره، واستولى أثناء حكمه على بلنسية وقرطبة، فكان واحدًا من أقوى ملوك الطوائف في عهده، فقيل إنَّه امتلك 200 مدينة، وله 173 ولدًا، وكان المعتمد شاعرًا مهتمًا بالشعر والأدب، وكان يقضي معظم وقته بين الشعراء يقرأ عليهم ويسمع منهم، فاشتهر في عصره مجموعة من الشعراء كابن زيدون وابن لبانة، وقد ازدهرت إشبيلية في عصر المعتمد بن عباد ازدهارًا عظيمًا، فعمِّرت وبُنيت بناءً عظيمًا.

وجدير بالقول إنَّ الملك القشتالي ألفونسو السادس هاجم المعتمد بن عباد الذي اتحد مع يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين وقد هزم القشتالي ألفونسو في هذه المعركة، لكن وفي عام 1091م هاجم يوسف بن تاشفين إشبيلية وحاصرها واستولى عليها وأسر المعتمد بن عباد، وأمر بنفيه إلى المغرب، وهناك توفِّي المعتمد بن عباد سنة 1095م أسيرًا بعد أربع سنوات من نفيه بأمر من يوسف بن تاشفين، وكانت هذه الحادثة سببًا في إسالة حبر كثيرٍ من المؤرّخين الذين اعتبروا ما فعله يوسف خطأ عظيمًا وعملًا شنيعًا في تاريخ الأندلس. 2)

شعر المعتمد بن عباد

بعدَ الحديث عن المعتمد بن عباد، جدير بالذكر أن يتمّ المرور على شعر المعتمد بن عباد الملك الذي حكم إشبيلية، واهتمّ بالأدب والشعر والشعراء كثيرًا في فترة حكمه، فكان المعتمد شاعرًا من شعراء الأندلس الذين اشتهر شعرهم وانتشر، فاهتمامه بالشعر والشعراء انعكس بشكل إيجابي على تجربته الشعرية، وهذه مجموعة من أجمل شعر المعتمد بن عباد:

  • يقول المعتمد بن عباد: 3)

دعا لي بالبقاءِ، وكيف يهوى            أسيرٌ أن يطولَ به البقاءُ

أليس الموتُ أروحَ من حياةٍ             يطولُ على الشّقيِّ بها الشّقاءُ

فَمَن يكُ مِن هواه لِقاءُ حِبٍّ              فإنّ هواي من حَتفي اللّقاءُ

أأرغبُ أن أعيشَ أرى بناتي               عَوارِيَ، قد أضرَّ بها الحَفاءُ

خَوادمَ بنتِ من قد كان أعلى             مراتبَهُ -إذا أبدُو- النّداءُ

  • ومن شعر المعتمد بن عباد أيضًا قولُهُ: 4)

عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ          مِن أُفقِ مَن أَنا في قَلبي أُشاطِرُهُ

أَرادَ تَجديد ذِكراهُ عَلى شَحَطٍ               وَما تَيَقَّنَ أَنّي الدَهرَ ذاكِرُهُ

يَنأى المَزارُ بِهِ وَالدارُ دانيَةٌ            يا حَبَّذا الفالُ لَو صَحَّت زَواجِرُهُ

ذُخري أَبا الجَيشِ هَل يُقضى اللِقاءُ لَنا           فَيَشتَفي مِنكَ جَفنٌ أَنتَ ناظِرُهُ

قُصارُهُ قَيصَرٌ إِن قامَ مُفتَخِرًا            لِلَّهِ أَوَّلُهُ مَجدٌ وَآخِرُهُ

  • ومن شعره أيضًا: 5)

تبدَّلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ             بذُلِّ الحَديدِ وَثِقَل القُيودِ

وَكانَ حَديدي سنانًا ذَليقًا             وَعَضْبًا رقيقًا صَقيل الحَديدِ

فَقَد صارَ ذاكَ وَذا أَدهَما                يَعُضُّ بِساقيَّ عَضَّ الأُسُود

  • ومن شعر المعتمد بن عباد أيضًا ما قال فيه: 6)

أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ           وَبَحرًا لَهُ في المَكرُماتِ عَبابُ

وَمَولى عَدَتني مُذ نَشأتُ مَكارِمٌ           تَصوبُ بِها مِن راحَتَيهِ سَحابُ

أَطَعتُكَ في سِرّي وَجَهريَ جاهِدًا              فَلَم يَكُ لي إِلّا الملامَ ثَوابُ

وَأَعمَلتُ جُهدي في رِضاكَ مُشَمِّرًا              وَمِن دونِ أَن أَفضي إِلَيهِ حِجابُ

  • ومما قال أيضًا: 7)

بَكى المُبارَكُ في إِثرِ ابن عَبّادِ           بَكى عَلى أَثر غِزلانٍ وَآسادِ

بَكَت ثُرَيَّاهُ لا غُمَّت كَواكِبُها              بِمِثلِ نَوءِ الثُّرَيّا الرّائح الغادي

بَكىَ الوَحيدُ، بَكى الزَّاهي وَقُبَّتُهُ             وَالنَّهرُ، وَالتَّاجُ كُلٌّ ذُلُّهُ بادِ

ماءُ السَماءِ عَلى أَبنائِهِ دِرَرٌ                يا لُجَّةَ البَحرِ دُومي ذاتَ إِزبادِ

السابق
كلام في الحب والغزل
التالي
نثر بن زيدون عن الفراق

اترك تعليقاً