شعر عن الغزل

من أشعار بن زيدون عن الحب

شعر ابن زيدون عن الحب

ابن زيدون عن الشوق والحب

أشعار رومانسية عن الحب

ابن زيدون شاعر أندلسي عرف بأشعارة الرومانسية والتى كان يكتبها لحبيبتة ولادة بنت المستكفي.

ابن زيدون

هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي، والمعروف باسمه ابن زيدون،

وُلد في قرطبة سنة 394 هجريّة، وهو وزير أندلسي بالإضافة إلى كونِه شاعرًا وكاتبًا،

وهو من أسرة عريقة في قرطبة من بني مخزوم، تولّى الوزارة لصاحب قرطبة  لأبي الوليد بن جمهور،

وأصبح سفيرَه إلى أمراء الطوائف في الأندلس، انتقل ابن زيدون إلى إشبيلية

بعد أن اتّهمه ابن جمهور بالميل إلى حاكمها المعتضد بن عباد، وحبسه،

فهرب ابن زيدون ولجأ إلى المعتضد الذي قرب ابن زيدون إليه وبقي في إشبيلية

حتى توفي فيها عام 463 هجرية، اشتهر ابن زيدون في الشعر والنثر

وقد كان جلُّ شعر ابن زيدون في الحب لمحبوبته التي عشقها بكلِّ جوارحه ولادة بنت المستكفي. 1)

 شعر ابن زيدون في الحب

كان ابن زيدون شاعرًا ذا إحساس مرهَف ومشاعر متأجّجة،

أشْلَتْها بداخله فتاة من البيت الأمويّ، هي ولادة بنت المستكفي التي وُصفت

بأنَّها نادرة زمانها ظُرفًا وحُسنًا وأدبًا، وقد كانت شاعرة من أصلٍ شريف ونسبٍ عريق،

كتب فيها ابن زيدون أجمل أشعار الحب والفراق والشوق،

وسيذكر هذا المقال بعضًا من شعر ابن زيدون في الحب ومن هذا الشعر القصائد الآتية: 2)

  • قصيدة امتزج فيها الحب مع وصف الطبيعة مع لوعة الفراق:

إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقًا                   وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا

وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ                  كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا

وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ           كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا

يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت                   بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا

نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ           جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا

كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي                   بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا

وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ                فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا

  • قصيدة ثانية في الشوق والحب:

يا مُعطِشي مِن وِصالٍ كُنتُ وارِدَهُ                هَل مِنكَ لي غُلَّةٌ إِن صِحتُ واعَطَشي

كَسَوتَني مِن ثِيابِ السَقمِ أَسبَغَها              ظُلماً وَصَيَّرتَ مِن لَحفِ الضَنى فُرُشي

إِنّي بَصَرتُ الهَوى عَن مُقلَةٍ كُحِلَت               بِالسِحرِ مِنكَ وَخَدٍّ بِالجَمالِ وُشي

لَمّا بَدا الصَدغُ مُسوَدّاً بِأَحمَرِهِ                      أَرى التَسالُمَ بَينَ الرومِ وَالحَبَشِ

أَوفى إِلى الخَدِّ ثُمَّ اِنصاعَ مُنعَطِفاً                 كَالعُقرُبانِ اِنثَنى مِن خَوفِ مُحتَرِشِ

لَو شِئتَ زُرتَ وَسَلكُ النَجمِ مُنتَظِمُ               وَالأُفقُ يَختالُ في ثَوبٍ مِنَ الغَبَشِ

  • قصيدة قصيرة لابن زيدون في الحب يقول فيها:

أَغائِبَةً عَنّي وَحاضِرَةً مَعي                        أُناديكِ لَمّا عيلَ صَبرِيَ فَاسمَعي

أَفي الحَقِّ أَن أَشقى بِحُبِّكِ أَو أُرى              حَريقاً بِأَنفاسي غَريقاً بِأَدمُعي

أَلا عَطفَةٌ تَحيا بِها نَفسُ عاشِقٍ                 جَعَلتِ الرَدى مِنهُ بِمَرأىً وَمَسمَعِ

صِلينِيَ بَعضَ الوَصلِ حَتّى تَبَيَّني               حَقيقَةَ حالي ثُمَّ ماشِئتِ فَاصنَعي

  • وشعر ابن زيدون في الحب منه الأبيات الآتية:

أَيوحِشُني الزَمانُ وَأَنتَ أُنسي                  وَيُظلِمُ لي النَهارُ وَأَنتَ شَمسي

وَأَغرِسُ في مَحَبَّتِكَ الأَماني                     فَأَجني المَوتَ مِن ثَمَراتِ غَرسي

لَقَد جازَيتَ غَدراً عَن وَفائي                      وَبِعتَ مَوَدَّتي ظُلماً بِبَخسِ

وَلَو أَنَّ الزَمانَ أَطاعَ حُكمي                      فَدَيتُكَ مِن مَكارِهِهِ بِنَفسي

  • قصيدة غزل وحب لابن زيدون يقول فيها:

تَنَشَّقَ مِن عَرفِ الصَبا ما تَنَشَّقا                 وَعاوَدَهُ ذِكرُ الصِبا فَتَشَوَّقا

وَما زالَ لَمعُ البَرقِ لَمّا تَأَلَّقا                        يُهيبُ بِدَمعِ العَينِ حَتّى تَدَفَّقا

وَهَل يَملِكُ الدَمعُ المَشوقُ المُصَبَّأُ              خَليلَيَّ إِن أَجزَع فَقَد وَضَحَ العُذرُ

وَإِن أَستَطِع صَبراً فَمِن شيمَتي الصَبرُ           وَإِن يَكُ رُزأً ما أَصابَ بِهِ الدَهرُ

فَفي يَومِنا خَمرٌ وَفي غَدِهِ أَمرُ                     وَلا عَجَبٌ إِنَّ الكَريمَ مُرَزَّأُ

رَمَتني اللَيالي عَن قَسِيِّ النَوائِبِ               فَما أَخطَأَتني مُرسَلاتُ المَصائِبِ

أَقضي نَهاري بِالأَماني الكَواذِبِ                   وَآوي إِلى لَيلٍ بَطيءِ الكَواكِبِ

نثر ابن زيدون

برع ابن زيدون في النثر كما برع في الشعر، فاتسم نثره بجمال الوصف والصياغة،

وكثرة الصور والأخيلة فيه، حتى أشْبَهَ نثره شعره في الصياغة والموسيقى الداخلية،

وقد وصفها ابن بسام بأنَّها  “بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور”،

وبالرغم من جمال نثره فإنَّه لم يُعرف منه الكثير إلا بعض رسائله الأدبية ومنها: 3)

  • الرسائل الهزلية: كتبها ابن زيدون على لسان ولادة بنت المستكفي إلى ابن عبدوس، أوجع فيها ابن عبدوس بتهكم وسخرية، وكانت رسائلَ تتسم بالنقد والسخرية، وتعتمد في أسلوبها على التهكم المثير للضحك، وبالإضافة إلى العاطفة القوية التي تحملها، والمشاعر المختلفة بين حب وغيرة وبغض وحقد، وقد شرحت في كتاب: “العيون”.
  • الرسائل الجدية: كتبها ابن زيدون في سجنه، استعطف من خلالها الأمير “أبا الحزم” يطلب عفوه ويستدر رحمته، وقد احتوت على الكثير من الاقتباسات والأحداث، كانت هذه الرسائل تحتوي على الكثير من العنفوان بالرغم من أنها رسائل استعطاف، وقد برزت فيها شخصية ابن زيدون القوية وقد شُرحت في كتاب “تمام المتون”.
السابق
أحذر من غموض وسيطرت علم النفس العكسي!
التالي
كلام في الحب والغزل

اترك تعليقاً