تعد القصص الإسلامية مليئة بالعبر والمواعظ التى يجب أن نأخذ منها كل ماهو مفيد ونأخذه كنهج فى حياتنا
أصحاب الأخدود هم أُناس أمنوا بالنصرانية التي دعا إليها سيدنا عيسى عليه السلام، وتخلفوا عن الديانة اليهودية التي كانوا يتبعوها تحت حكم ذو نواس الذي حفر أخدوداً وحرق فيه كل من اتبع الدين الجديد.
ما قَبل حادثة أصحاب الأخدود
- كان يحكم بلاد اليمن رجل أحب الخير وزهد في الدنيا، فأنبأ هذا عن استعداده الفطري وميله للإيمان، وكان يُدعى ذو نواس ولشدة حبه للخير رغب بإصلاح النفوس وهداية الناس، وكان له ما أراد.
- أثناء رحلاته في يثرب رأى أصحابها على مستوى من الورع والتقوى، فالتفوا حوله مُرحبين لعلهم يكسبونه ليكون رسولاً ومبشراً لديانتهم اليهودية.
- سرعان ما استهوت نفسه لتلك الديانة، فأعلن إيمانه بها ونصب نفسه حامياً ومدافعاً عنها.
- أخذ يدعو العرب إلى تأييده باتباع تلك الديانة ومن يخالفه يُنزل علية عقاباً شديداً، فأصبحت الناس تدخل إلى تلك الديانة خوفاً منه ومن بطشه وقوته.
سبب حرق أصحاب الأخدود
- في هذه الأثناء كان عيسى عليه السلام قد أُوحىَ إليه أن يبشر بالدين الجديد، وأن يدعو بني إسرائيل إلى الإيمان به، وتأييد رسالته، بعد أن طغوا وعاثوا وبغو في الأرض فساداً.
- أمن بعيسى اُناس كثيرون ومنهم أهل نجران، اللذين رحبوا بالدين الجديد فأمنوا به ودعوا الناس إليه فخرجوا بذلك عن طاعة ذو نواس وعصوا أمره وخالفوا دينه وتعاليمه.
كشف أمر الديانة الجديده لذو نواس
- ذات يوم وَفَدَ رجل من الشمال قاصداً ذو نواس، وفي جُعبته أخبار عن أهل نجران يريد أن يُبَلّغ الملك بها، فأخبره بأن هناك ديناً جديداً يهدد ذلك الدين الذي يحميه ويدافع عنه، وأن الدين الجديد يوشك أن يمتد وينتشر إن لم نستطع محاربته أو محاربة الذين أمنوا به.
- انتفض ذو نواس مذهولاً مما سمع وغضب غضبا شديداً، فأمر قوّاد جيشه بالاستعداد لتأديب أهل نجران وتعذيبهم حتى يرجعوا عن هذا الدين الجديد.
الهجوم على نجران
- أحاط بنجران ولكن قبل دخولها أعطى أهلها الأمان بشرط أن يعودوا إلى الدين القديم، أختار أهل نجران الصمود فأبوا أن يتراجعوا عن دينهم الجديد بعد أن تغلغل في قلوبهم، فردوا قائلين لذو نواس بأنهم لن يتراجعوا وليفعل بهم ما شاء، ولن يهتموا سواء إن امتد عمرهم أو نقص.
- مع إصرار أهل نجران على موقفهم وثباتهم على دينهم وتمسكهم بعقيدتهم، أمر ذو نواس جنوده بأن يحفروا أخدوداً عميقاً في الأرض ويلقوا به أكواماً من الحطب ويضرموا به النيران، أتم هجومه على مدينة نجران ووقع أهلها أسرى تحت يده، وجمع أهل نجران وألقى بهم في الأخدود ولم يستثني صغيراً ولا كبيراً دخل في هذا الدين الجديد.
الثأر من ذو نواس لحرق أهل نجران
- استطاع أحد النصارى أن يهرب من المدينة، فشد رحاله إلى بلاد الروم ليستنجد بقيصرهم وإخباره ظلم الملك وما فعل بمن تَبِعَ الدين الجديد، وأنه جاؤه طالباً العون، فاعتذر له القيصر ولكنه تعهد بأن يجعل ملك الحبشة يمد لهم يد العون وينصرهم.
- توجه النصراني بكتابٍ القيصر إلى ملك الحبشة الذي أغضبه زوال المسيحية في نجران، فعقد العزم على أن ينتقم، عَلِمَ ذو نواس بذلك فخرج بجيشه لملاقاة خصمه، وما إن التقى الجيشان وارتفعت أصوات السيوف وثار الغبار لينكشف بعد ساعات عن هزيمة ذو نواس ليعيد بهزيمته المجد للنصرانية.