صحة

من هم الأسباط

تعد القصص الإسلامية مليئة بالعبر والمواعظ التى يجب أن نأخذ منها كل ماهو مفيد ونأخذه كنهج فى حياتنا

أبناء يعقوب عليه السلام

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- واحدٌ من أبرز وأشهر أنبياء بني إسرائيل، فقد وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالكريم كونه من نسل ذرية أنبياءٍ وجده خليل الرحمن، وهو في الدِّين الإسلامي نبيٌّ يتوجب على المسلم الإيمان بنبوته وأنه معصومٌ من الخطأ كغيره من الأنبياء لا كما نُسِب إليه الخداع والغدر والخيانة كي يحوز على النبوة من أبيه إسحاق -عليهما السلام-، وقد تزوج يعقوب عددًا من النساء أنجبن له إثني عشر ولدًا وهم: يوسف وبنيامين وروبيل ويهوذا ولاوي وشمعون وايساخر وزايلون ودان ونفتالي وجاد وعشير، وهذا المقال يسلط الضوء على الأسباط.

من هم الأسباط

الأسباط في اللغة العربية مفردها السبط، وهو ابن الإبنة أو ابن الابن ولكن يغلُب استخدامها على ابن الابنة، وقد وردت كلمة الأسباط في القرآن الكريم في جميع مواضعها بعد اسم يعقوب -عليه السلام- وقد أجمع أهل العلم والتفسير على أنّهم أحفاد يعقوب -عليه السلام- من أبنائه الاثني عشر فمن ذريتهم نشأت القبائل بني إسرائيل، ولا يوجد في القرآن ما يدل على نبوتهم أو نبوة أي واحدٍ من أبناء يعقوب إلا يوسف -عليهما السلام-

عيون موسى

جاء ذِكر عيون موسى في القرآن الكريم وعددها اثنتا عشرة عينًا بعدد أسباط يعقوب -عليه السلام- في موضعين أولهما سورة البقرة: “وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ”والآخر في سورة الأعراف:”وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ” وتقع هذه العيون في صحراء سيناء في مصر وقد تفجرت لنبي الله موسى -عليه السلام- ومن معه من بني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر وقد استبد بهم العطش بعد مسيرهم لمسافةٍ طويلة في الصحراء والتي قدرها العلماء بخمس وثلاثين كيلو مترٍ من منطقة عبورهم عند رأس خليج السويس حتى منطقة العيون في صحراء سيناء، وحاليًا توجد أربع عيونٍ واضحةٍ أما ما تبقى فقد طُمِر بفعل العوامل البيئية والجيولوجية على المنطقة. 

الفرق بين اليهود وبني إسرائيل

أجمع المفسرون وأهل العلم في الأديان والأنساب أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق -عليهما السلام- وبنو إسرائيل هم أبناؤه الاثنا عشر وأبناؤهم وذريتهم وقد عاشو ضمن مملكة موحدةٍ في زمن ملوكهم شاول وداود سليمان -عليهما السلام- وبعد وفاة النبي سليمان -عليه السلام- انقسم بنو إسرائيل إلى قسمين  مملكة شمالية وعاصمتها السامرة -نابلس حاليًا- وحملوا اسم الإسرائليين ومملكة جنوبية وعاصمتها أورشليم –القدس– وحملوا اسم اليهود نسبةً إلى يهوذا بن يعقوب ومن نسلهم موسى -عليه السلام-.

وقد سقطت المملكة الشمالية على يد الآشوريين وسُبي جميع سكانها واختفوا عن الوجود وبقي إلى يومنا هذا أبناء المملكة اليهودية والتي دُمرت لاحقًا على يد البابليين وتفرقوا في الأرض لكنهم حافظوا على أنفسهم ككيانٍ يهوديٍّ في أي مكانٍ تواجدوا فيه. 

مواضع ذكر الأسباط في القرآن الكريم

جاء ذِكر أسباط يعقوب -عليه السلام- في القرآن الكريم في أربعة مواضع اثنتين منها في سورة البقرة وواحدةٌ في سورة آل عمران وآخر في سورة النساء، قال تعالى: “قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” ، وقال تعالى: “أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” .

وقال تعالى:”قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”  وقال تعالى:”إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِوَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا” 

السابق
قصة الملكة بلقيس ملكة سبأ
التالي
قصة حوت يونس عليه السلام

اترك تعليقاً