معلومات عن سجن غوانتانامو يعود أصل القاعدة العسكريّة الأمريكيّة في خليج غوانتانامو إلى عام 1903 ميلادي حيث قام الرّئيس الكوبي آنذاك طوماس بتأجير الأمريكان هذا الخليج مقابل مبلغ زهيدٍ لا يتعدّى ألفي دولار، وقد رأى الرّئيس الكوبي في هذا العقد المهين محاولة لردّ الجميل الأمريكي حين ساعد الأمريكان الكوبيّين على التّخلص من الإستعمار، إلا إنّه وبعد فترةٍ من الزمن تعاظم الرّفض الشّعبي الكوبيّ وخاصّةً من قبل الثّوار الكوبيّين لوجود مثل هذه القاعدة الأمريكيّة واعتبروها أمرًا مهينًا لهم، فهم الذين ناضلوا سنوات من أجل التّخلص من الإستعمار لا يرضون إي شكلٍ من أشكاله على أيّ جزءٍ من وطنهم وتحت أيّ مبرّر، وقد حاولوا جاهدين من أجل التّنصل من هذه الاتفاقيّة المهينة وقد تجلّت قمّة هذه المحاولات حين قام الرّئيس الكوبيّ فيدل كاسترو عام 1968 بتلغيم خليج غوانتانامو لمحاولة إخراج الأمريكان منه ولكن كلّ محاولاته باءت بالفشل، واستمرت الحكومة الأمريكيّة إلى الآن بإرسال الإيجار الزّهيد الذي لا يساوي شيئًا إلى كوبا.
وفي عام 2001 وبعد أحداث سبتمبر التي هزّت العالم كلّه، حيث أقدم انتحاريّون على اختطاف طائراتٍ أمريكيّة واستخدامها لضرب عددٍ من المراكز الحيويّة في أمريكا منها مركز التّجارة العالميّة ووزارة الدّفاع، وقد جنّ جنون أمريكا بعد هذه الأحداث وقامت بشنّ حربٍ على أفغانستان لملاحقة مسلحي القاعدة المسؤولين عن هجمات سبتمر وكذلك ملاحقة طالبان التي حمت هؤلاء المسلحين ورعتهم، وقد اعتقلت أمريكا في هذه الحرب المئات ورحّلتهم إلى معتقل قامت بإنشائه في خليج غوانتانامو الذي يقع جنوب شرق كوبا، وقد وصل أوّل سجين إلى هذا المعتقل سنة 2002، وتزعم الولايات المتحدة الأمريكية أنّ المعتقلين فيه لا يخضعون للإتفاقيّات الدّوليّة التي تنصّ على عددٍ من الحقوق للسّجناء وبالتّالي أصبح هذا المبرّر مسوّغًا للولايات المتحدة الأمريكيّة على أن تمارس فيه صنوف التّعذيب والهوان وامتهان الكرامة بحقّ المعتقلين، حتّى تحدّثت منظّمة العفو الدّوليّة عن هذا المعتقل بقولها إنّه يمثّل همجيّة العصر الحديث لما يحدث فيه من انتهاكات.
وبسبب الضّغط الدّولي من قبل منظمات حقوق الإنسان سعت الولايات المتّحدة لتخفيف وانقاص ممارساتها في هذا المعتقل حيث سمحت أحيانًا للسّجناء بتوكيل محامين، كما رحّلت سجناء إلى بلادهم وأعلن الرّئيس الأمريكيّ صراحةً نيّته إغلاق هذا المعتقل بعد تسوية أمور السّجناء فيه، وأخيرًا يبقى هذا المعتقل يمثّل صورةً من صور العنجهيّة الأمريكيّة التي تظنّ أنّها مسيطرة على العالم تتحكّم فيه كما يحلو لها.