أدباء وشعراء

مقاله عن ابن هانئ الأندلسي

ما هى قصائد  ابن هانئ الأندلسي

نبذه عن  ابن هانئ الأندلسي

مرلفات  ابن هانئ الأندلسي

 ان  ابن هانئ الأندلسي كان من أهم شعراء الأندلس حيث نَظَمَ أهل الأندلس الشعر في كلِّ أغراضه التقليديَّة التي انتشرت في الشعر العربيِّ قديمًا كالمدح والهجاء والرثاء والمجون

الشعر الأندلسي

تأملات في سيرة ابن هانئ الأندلسي

هو أبو القاسم محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، يرجعُ نسبه إلى المهلَّب بن أبي صفرة، ولدَ عام 938م في إشبيلية وكان والده أديبًا وشاعرًا فخصَّ ابنه بحظٍّ كبير من دراسةِ الأدب والشعر، وكانت له حظوة كبيرة عند أميرها، يعدُّ من أعلام الشعراء العرب في المغرب العربي والأندلس في عهد الدولة الفاطميَّة، وكان يُعرفُ عنه أنَّه أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عند أهل المغرب والأندلس كالمتنبي في بلاد المشرق العربيّ وقد كانا متعاصرين وكان يلقَّب أحيانًا بمتنبي الغرب، اتَّهمه أهل إشبيلية بمذهب الفلاسفة وإغراقه في الفلسفة، وبدا أنَّ في شعره نزعة إسماعيليَّة بارزة، وقد أساء أهل إشبيلية القول في ملكهم بسبب ابن هانئ فأشار عليه بأن بتغيَّب عن الأنظار ويغادر البلاد، فرحل إلى شمال أفريقيا وإلى الجزائر واتَّصل بالمعزِّ العبيدي بن إسماعيل، وأقام عنده في المنصورية بالقرب من القيروان، ولمَّا رحلَ المُعزُّ إلى مصرَ عاد ابن هانئ الأندلسي إلى إشبيلية فقُتل غيلةً لمَّا وصل إلى برقة عام 973م وهو في ريعان شبابه، ويُقال أنَّه قُتل بسبب تعلُّقه بالدعوة الفاطميَّة التي كانت مناوئةً للسلطة في الأندلس. 1)

الأسلوب الشعري عند ابن هانئ الأندلسي

يعتمد ابن هانئ الأندلسي في أسلوبه الشعري على الاتجاه المحافظ الجديد متأثرًا بذلك بالمتنبي في المشرق، وقد كان أهل الأندلس يقارنون ابن هانئ الأندلسي بالمتنبي، وكان لشعره طابع خاصٌّ مميَّز، ومن أهمِّ سمات أسلوبه الشعري هو الاتجاه السياسي الذي ولجَ فيه، إضافةً إلى وحدته ووضوحه الشعري، ويعرفُ من أسلوبه أيضًا أنَّه كان يغوصُ في الأفكار ويتعمَّق فيها ليخرجها في صدق التجربة وحرارة الإحساس عنده، وبالتأكيد فإنَّ صوره كانت تستمدُّ مقوِّماتها من هذه الألفاظ، ومن تلك العبارات ذات الجرس والرنين القوي، وقد لاحظَ أبو العلاء المعري حبَّ ابن هانئ الأندلسي بالألفاظ الغريبة والألفاظ ذات الصخب الشديد مع ضحالةِ المعنى وعدَّ ذلك الشيء من عيوب شعر ابن هانئ الأندلسي، فقال فيه: “ما أشبهه إلا برحى تطحنُ قرونًا”. فقد كان ابن هانئ يقدِّم الاهتمام بالشكل والألفاظ على حساب معنى النصِّ الذي كان يؤدي حسبَ رأي أبي العلاء إلى ضحالة المعنى. 2)

قصائد ابن هانئ الأندلسي

ترك ابن هانئ الأندلسي ديوان شعرٍ يُسمَّى “ديوان ابن هانئ الأندلسي” 3)، وقد احتوى ديوانه أشعاره الكثيرة والعديدة الأغراض، ومنها قصائد المدح في مدحِ المُعز الفاطمي الكثيرة وغيره، حيثُ بالغَ في ذلك كثيرًا وفيما يلي بعض من قصائده:

  • في هذه القصيدة يمدحُ المعزَّ الفاطمي، وقد كفَّره بعضُ العلماء على مثل هذه الأشعار 4)، حيثُ يقول في مطلعِ القصيدة:

ما شئتَ لا ما شاءت الأقدارُ         فاحكُم فأنتَ الواحدُ القهَّارُ

وكأنَّما أنت النبيُّ محمَّدٌ              وكأنَّما أنصارُكَ الأنصارُ

أنتَ الذي كانَت تُبشِّرُنا به           في كُتْبها الأحبارُ والأخبارُ

هذا إمامُ المتَّقينَ ومن بهِ           قد دُوِّخَ الطغيانُ والكفَّارُ

هذا الذي تُرجى النجاةُ بحبِّه       وبهِ يحطُّ الإصرُ والأوزارُ

  • ومن قصائده الرقيقة الغزليَّة قصيدة فتكاتُ طرفك أم سيوفُ أبيك، وفيما يلي مطلعُ القصيدة وبعض من أبياتها: 5)

فتكاتُ طرفِكِ أم سيوفُ أبــيــكِ     وكــؤوسُ خمـرٍ أم مراشِـفُ فيـكِ

أجلاد مرهفةٍ وفتـك محــاجــــرٍ      مـا أنتِ راحــمـةٌ ولا أهـلـــوكِ

يا بنتَ ذا البردِ الطويـلِ نجَاده        أكذا يـجـــوزُ الحُكم في ناديـكِ

قد كانَ يدعُوني خيالكِ طارقًا         حتَّى دعانِي بالقنَا داعيكِ

عـيـناكِ أم مـَغـنـاكِ مــوعدُنا وفي        وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ

حسبُ التكحُّل في جفونك حليةً        تا الله مـا بـأكـفِّــهـم كـحلـوكِ

ودَعوكِ نَشوَى ما سقوكِ مدامةً        لـمــا تـمـايـلَ عـطفـكِ اتـَّهـمـوكِ

منعوكِ من سـنـةِ الكرى وسرَوا فـلَـو        عـثـروا بطَيــفِ طـارقٍ ظـنـُّـوك

فضعِي اللثام فقبلَ خدِّك ضُرِّجَت            راياتُ يحيى بالـدَّم المـَسـفـــوكِ

  • ومن قصائده قصيدة “ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نُقَطُ” ويمدحُ فيها المعز الفاطميِّ أيضًا، وفيما يلي بعض من أبيات القصيدة:

ألؤلؤٌ دَمعُ هذا الغيثِ أمْ نقطُ؟         ما كانَ أحسَنَهُ لو كانَ يُلتقَطُ

بينَ السَّحابِ وبينَ الرِّيحِ ملحمة ٌ     قعاقعٌ وظبىً في الجوِّ تَخترطُ

كأنّهُ سَاِخطٌ يَرضَى على عجَلٍ       فما يدومُ رضىً منهُ ولا سخَطُ

أهْدَى الرّبيعُ إلينا روضةً أُنُفًا           كما تنفَّسَ عن كافورهِ السَفطُ

غمائمٌ في نواحِي الجوِّ عاكفَة ٌ      جَعْدٌ تحَدَّرَ منها وابلٌ سَبِط

كأنَّ تهتانَها في كلِّ ناحية ٍ           مَدٌّ من البَحرِ يعلو ثمَّ ينهبطُ

والبَرْق يَظهرُ في لَألاءِ غرَّتِهِ          قَاضٍ من المُزْنِ في أحكامِه شَطط

وللجَديَدينِ من طُولٍ ومن قِصَرٍ      حَبلانِ مُنقبضٌ عنَّا ومُنبَسطُ

والأرْضُ تبسُطُ في هذا الثَّرى وَرَقًا         كما تنشَّرُ في حافاتِها البسطُ

والرّيحُ تَبعَثُ أنفاسًا مُعَطَّرةً         مثلَ العبيرِ بمَاءِ الوَرد يختلِط

كأنَّما هي أنفاسُ المُعزِّ سَرتْ              لا شُبْهَةٌ للنَّدى فِيهَا ولا غَلَط

تاللهِ لو كانت الأنواءُ تُشبهُه          ما مَرَّ بُؤسٌ على الدُّنْيا ولا قَنَط

  • ومن قصائده الشاعر ابن هانئ الأندلسي أيضًا:

طلبُ المجدِ من طريقِ السيوفِ      شرفٌ مؤنسٌ لنفسِ الشَّريفِ

إنَّ ذلَّ العزيزِ أفظعُ مرْأى        بين عينيهِ من لقاءِ الحتوفِ

ليسَ غيرُ الهيجاءِ والضربةِ الأخـ       دودِ فيها والطعنةِ الإخطيفِ

أنا من صارمِ وطرفٍ جوادٍ        لستُ من قُبَّةٍ وقصرٍ مُنيفِ

ليسَ للمجدِ من يبيتُ على المجـ     ـدِ بسعيٍ وانٍ ونفسٍ عزوفِ

  • ومن قصائده الرائعة أيضًا قصيدة “الشمسُ عنه كليلةٌ أجفانها”، وفيما يلي بعض أبيات من القصيدة:

الشمسُ عنهُ كليلةٌ أجفانها        عبرى يضيقُ بسرِّها كتمانها

وأُريكَها تخبو على برحائها           لم تخفَ مذعنةً ولا أذعانها

إيوانُ ملكٍ لو رأتْهُ فارسٌ             ذُعرت وخرَّ لسمكهِ إيوانُها

واستَعظَمت ما لم يخلِّد مثلهُ           سابورها قدمًا ولا ساسانُها

سجدَت إلى النيرانِ أعصرُها ولو        بصرت به سجدَت له نيرانُها

بل لو تجادلُها به ألبابها           في الله قامَ لحسنه برهانُها

أو ما ترى الدنيا وجامعَ حسنها        صُغرى لديه وهي يعظمُ شانُها

لولا الذي فُتنت به لاستعبَرت         ثكلى تفضُّ ضلوعَها أشجانُها

السابق
مقاله عن الكاتب أحمد أمين
التالي
مقاله عن عمر أبو ريشة الشعرية

اترك تعليقاً