عقيدة ومنهج

فوائد الحوار في الإسلام

ما اهميه الحوار في الإسلام

مامفهوم الحوار في الإسلام

نبذه عن الحوار في الإسلام

ان المحادثات يشكل ركنا اساسيا من أركان الدعوة الاسلامية، فالدعوة الاسلامية في الاساس قايمة على حوار المخالفين واقناعهم بالحجة والمنطق والدليل

كانت للحوار في الاسلام ضوابط واحكام واداب؛ فالحوار ينبغي ان يكون ممنهجا بالحكمة متصفا بالموعظة الحسنة، فلا ينبغي ان يكون الحوار اهوجا دون اسس وقواعد وضوابط، والا انقلبت نتايجه ولم يوت ثماره، كما يلزم ان يكون الحوار باستعمال الاسلوب الجمال المنمق بعيدا عن العنف والتخويف والتشكيك، صرح تعالى: (ادع الى طريق ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن طريقه وهو اعلم بالمهتدين)،[٣] فما هي اهمية الحوار في الاسلام؟ وكيف يمكن الوصول الى الحوار المنطقي الممنهج؟ وما هي ضوابط الحوار مع الاخر.

تعريف الحوار

الحوار هو: التناقش بطريق الخطاب المباشر بين مجموعة من الاشخاص الذين يمثلون اتجاهين متخالفين باسلوب هادية يحترم فيها كل طرف الطرف المقابل له، دون التعصب لرايه او جماعته،[٤] وتكون الغرض من الحوار الوصول الى الحقيقة من اثناء عرض الافكار ووجهات البصر المتعددة،[٥] وهو ايضا يعني: التعاون والتباحث بين طرفين مختلفين من اجل الوصول الى حقيقة محددة ومعرفتها والاطلاع على تفاصيلها، بعد ان يكشف كل طرف ما يمتلك تجاه الاخر،[٦]

استخدم القران الكريم لفظة المجادلة بالحسنى للاشارة الى الحوار التشييد بين جماعتين او فرقتين او شخصين مختلفين، صرح تعالى: (وجادلهم بالتي هي احسن).[٣][٧]

اهمية الحوار في الاسلام

اولى الاسلام موضوع الحوار اهمية فريدة، ويراد بالحوار المناقشة الذي يدور بين اشخاص مختلفين في فكرة ما، او في معتقد واخر؛ حيث ان كيفية الحوار وطريقته تنعكس على المتحاورين اما سلبا او ايجابا، وتاتي اهمية الحوار وتبدو من العديد من امور منها:[٨][٩]

  • الحوار هو الطريق الاوحد الذي من خلاله يتم الوصول الى اقناع المخالف بالفكرة الصحيحة، ومن خلاله يبلغ المتحاوران الى قلبي بعضهما حتى الوصول الى الحق.
  • هو الطريقة الامثل للتواصل والتفاهم والتخاطب بين الناس، فلا ينبغي ان يتعامل الناس بغير الحوار التشييد كفرض ما يرونه من افكار ومعتقدات ومبادي، وهو الكيفية الامثل التي من خلالها يتعارف الناس ويتالفون.
  • هو المنهج الاصوب لتفادي الحروب والكوارث؛ فلولا التحاور العقلاني لكثرت الحروب، واقتتل الناس فيما بينهم، ولهاجت افعال الجاهلية، وحرب البسوس خير شاهد على ذلك، فبعد ان اقتتلت قبيلتا داحس والغبراء مدة اربعين سنة كاملة لم ينتج عنها الا الدماء والقتل والتنكيل، فلما جلسوا للتحاور الهادي اصلح الله بينهم، ولو جلسوا للحوار قبل بدء الحرب لما وصلوا الى ما وصلوا اليه من القتال.
  • اقامة الحجة: ان الغرض من الحوار بالدرجة الاولى هي اقامة الحجة ودفع الشبهات وبيان الراي التالف من الراي الصايب، ويكون هذا بطريق الاستدلال الصحيح والاستشهاد بالشواهد المناسبة حتى يستطيع المتحاوران من الوصول الى الحق، فغاية الحوار الاولى ووظيفته المثلى هي اظهار الحق.
  • الدعوة: ان المقصود الاعظم من الحوار في الاسلام هو مناشدة المخالف وارشاده للصواب حتى يقتنع بعقله بمنطق الاسلام وصدقه، ويعتقد بطريق الحوار الهادي انه الصواب، فالحوار الهادي هو مفتاح القلوب ومن خلاله يتوصل الى العقول وبه ترتاح النفوس وتقر، صرح تعالى: (ادع الى طريق ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن طريقه وهو اعلم بالمهتدين)،[٣]
  • تقريب وجهات النظر: ان من اهم ثمرات الحوار في الاسلام تضييق هوة الخلاف بين المتحاورين، وتقريب وجهات البصر بينهما حتى لا يوجد في صدورهما شيء عكس بعضهما؛ حيث يمكن من اثناء الحوار الهادي الوصول الى حل وسط يرضي جميع المتحاورين ويقنعهم ان كان الخلاف بين جماعتين او شخصين في فكرة ما، وبالتحاور يستبدل التباغض والتناحر الى تحابب وتواد.
  • كشف الشبهات والرد على الاباطيل: ان الحوار السليم يوصل المتحاورين الى كشف ما يلصق بالافكار والمعتقدات من شبهات واباطيل اختلقها خصوم المنطق لارضاء رغباتهم، الامر الذي يوصل بالنتيجة الى اظهار الحق وبيانه، وابطال الباطل وازهاقه.

اداب الحوار

حتى يكون الحوار ناجحا وعقلانيا ومنهجيا، يثمر في قلوب وعقول من يستمع اليه ويتناقش من خلاله لا بد ان يحوي عددا من الاداب والامور المنهجية، منها:[٨]

  • ان تكون النية المعنية للمتحاورين من الحوار الداير بينهما الوصول للحق واظهاره، لا اظهار ما يعتقد به المتحاور بغض البصر عن كونه صايبا ام غير صايب، فلا ينبغي ان ينبني التحاور على حب اظهار الامكانيات المعرفية من اجل الوصول للسمعة، او الرياء، او يكون القصد من هذا مجرد الجدال، او اعلاء الباطل مع علمه ببطلانه. كان الشافعي – رحمه الله – يقول: (ما ناظرت احدا قط على الغلبة، ووددت اذا ناظرت احدا ان يتضح الحق على يديه)، وقال: (ما كلمت احدا قط الا وددت ان يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ).
  • التواضع ولين المنحى وحسن الخلق نحو طرح الفكرة المخالفة للاخر، ولذلك اثر فعال على المستمع والمتحاور؛ حيث ان المتحدث ان انتقى كلماته وتحدث بتواضع كان هذا ادعى للانصات له والاهتمام بما يقول.
  • ان يتقن المحاور فن السماع للاخر؛ فكما ان طريقته في الجديد تجذب الاسماع اليه، فكذلك جمال استماعه لمن يحاوره يلزم ان يكون جيدا؛ فلا ينبغي ان يكون الحوار من طرف واحد بحيث يستاثر هو بالكلام دون محاوره.
  • العلم الكامل بما يحاور فيه: فلا ينبغي للمحاور ان يتكلم الا بما يعرف، وهذا شرط هام لنجاح الحوار والوصول الى الغرض منه، ودون العلم يصبح الحوار هشا لا استفادة منه ولا فايدة، لكن على الارجح ينقلب بالنتيجة الى ضد المرجو منه.
  • ينبغي ان ينبني الحوار على ادلة وبراهين منطقية وصحيحة حتى يكون ناجحا ومنهجيا، والا كان مجرد خطاب لا قيمة له ولا فايدة منه.
السابق
الفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي
التالي
طرق حسن الظن بالله

اترك تعليقاً