أدباء وشعراء

من هو الشاعر ابن زيدون

هو من اشهر شعراء الاندلس وكنيته ابو الوليد ولقب بابن زيدون وكان هذاالشاعر يتصف بخفة الظل و يجيد فن الدعابة

الشاعر ابن زيدون

هو أحمد بن عبد الله المخزوميّ، شاعر من أشهر شعراء الأندلس، ويُكنّى بأبي الوليد، ويُلقّب بابن زيدون، ولد في عام 1003م في مدينة قرطبة جنوب الأندلس، ويرجع في نسبه إلى قبيلة بني مخزوم، ومن الجدير بالذكر أنَّ تلك الفترة في مدينة قرطبة كانت فترة استقرار، ورخاء، ويعيش الناس فيها دون أي ضغوط بالإضافة إلى انتشار عدد كبير من الأدباء، والشعراء في ذلك الوقت، وهذا هو ما اتصف به ابن زيدون، فقد كان رجلًا خفيف الظل، يُجيد فن الدعابة، ويجعل المجالس التي يكون فيها مُفعمة بالحيويَّة سواءً كانت مجالس الأدب، أو المجالس الاجتماعيَّة، وبالتالي ازدادت شهرة ابن زيدون زيادةً كبيرة.

وممّا ساعد ابن زيدون على نظم الشعر البديع هو وجوده في مدينة قرطبة، وفي ضاحية الرصافة تحديدًا، إذ اشتهرت هذه الضاحية بجمالها، وطبيعتها الخلّابة التي هيأت لشعراء ذلك العصر الجو الملائم لنظم الأبيات الشعريَّة ذات المعاني البديعة، والمحتوى القيّم، واللغة السليمة، واتصف شعر ابن زيدون بجزالة الألفاظ، وقوة المعنى، والمعجم اللغويّ البارع، وبالإضافة إلى شاعرية ابن زيدون، فقد كان مرهف الإحساس، ولبقًا في الحديث.[١]

نشأة ابن زيدون وسجنه

تُوفي والد ابن زيدون وهو في الحادية عشرة من عمره، وقد اشتهر والده بأخلاقه، وعلمه، وثقافته، وتفقهه، وتولّى رعاية ابن زيدون جده بعد وفاة أبيه، وكان رجلًا ذا مكانة رفيعة، وقاضيًا على مدينة سالم التي انطلقت منها العديد من فتوحات المسلمين، وقد كان جدّه رجلًا صارمًا، ويُعامل ابن زيدون بحدّة، وحرص على تربيته بطريقة سليمة بعيدًا عن مغريات عصره، ولذلك كانت طريقته في التعامل مع حفيده شديدة، وقد نقل إليه الكثير من علمه، ومعارفه، وعلّمه القرآن الكريم، والشعر، والثقافة، واللغة، وغيرها الكثير من مجالات العلوم المختلفة ممّا ساهم في صقل شخصية ابن زيدون، وتوسيع مداركه، فكان في نشأته شابًا طموحًا، ويتصف بالذكاء، والفطنة، وقد أمضى مرحلة شبابه في وسط اجتماعيّ مرموق ذي مكانة رفيعة، وثقافة واسعة، وكان ابن زيدون يحب المجالس السياسيَّة، والمشاركة في أحداث عصره، وقد كان له دورًا واضحًا في الثورة على الأمويين، وذلك من خلال نظم الشعر الذي يؤثّر في الشعوب، وبعد انتهاء القتال عيّنه ابن جهور الحاكم الجديد وزيرًا له وهو في الثلاثين من عمره، ولكن تدخَّل الوشاة فيما بينهم، وسجنه الحاكم ابن جهور، حتى استطاع الفرار من السجن.[٢]

وفاة ابن زيدون

هرب ابن زيدون من السجن، وعند خروجه استجار بأبي الوليد ابن الحاكم ابن جهور، ونصره أبو الوليد، وعيّنه وزيرًا له، وبعدها خشي ابن زيدون أن يغدر به أبو الوليد كما غدر به أبوه من قبل، فقرر الهروب إلى بني عباد، وعاش في إشبيلية، وكان وزيرًا هناك للمعتضد بن عباد، واستطاع ومن معه السيطرة على مدينة قرطبة، ونقل مقر الحكم إليها، ولكن ثارت الأوضاع في مدينة إشبيلية، وعاد إليها لتهدئة الشعوب فيها، ولكنَّه توفي فيها بسبب مرضه وتعبه فقد كان رجلًا كبيرًا في الثمانية والستين من عمره، وتوفي ابن زيدون في مدينة إشبيلية عام 1070م.[٣]

السابق
تعرف علي الشاعر ابو فراس الحمداني
التالي
الشاعر حسان بن ثابت

اترك تعليقاً