أسباب تسوس الأسنان رغم تنظيفها
تُعَدُّ صحة الفم والأسنان أمرًا بالغ الأهمية لا يجب تجاهله فعندما نتحدث عن صحة الأسنان،
يتسلل مصطلح “تسوس الأسنان” إلى الذهن، وهو مشكلة شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم ،
إنها الحالة المزعجة التي تعكر صفو حياتنا اليومية وتتسبب في آلام شديدة ومشاكل صحية خطيرة.
إن تسوس الأسنان، المعروف أيضًا بالتسوس السني أو التسوس النخري،
هو مرض مزعج يتسبب في تلف وتدهور الأسنان ، يحدث هذا التلف نتيجة تفاعل معقد بين البكتيريا الموجودة في فمنا والأطعمة الغنية بالسكر والنشويات التي نتناولها يوميًا.
عندما تتفاعل هذه البكتيريا مع السكر، تنتج حموضة تهاجم طبقة المينا (المادة الخارجية الصلبة للسن) وتبدأ عملية التآكل.
ففي هذا المقال سنتعرف على أهم أسباب تسوس الأسنان والأعراض وطرق الوقاية منها .
إقرأ أيضاً : أعراض وعلاج جرثومة المعدة
تعريف تسوس الأسنان
تسوس الأسنان هو حالة مرضية تصيب الأسنان وتتسبب في تدهور هيكلها الصلب ،
وتآكله بسبب تفاعل كيميائي بين البكتيريا الموجودة في الفم والمواد الغذائية السكرية.
ينتج تسوس الأسنان عن تراكم البلاك، وهو طبقة لزجة تتكون من البكتيريا وبقايا الطعام، على سطح الأسنان وفي الشقوق بينها.
عندما يتعرض البلاك للسكريات الموجودة في الطعام والمشروبات السكرية،
تنتج البكتيريا حموضة تؤدي إلى ذوبان ميناء الأسنان (المادة الصلبة التي تشكل الطبقة الخارجية للسن).
مع مرور الوقت، يتشكل فجوة صغيرة في السطح الخارجي للسن، ومع استمرار عملية التآكل،
يمكن أن تتوسع هذه الفجوة لتشمل طبقة السن المسماة العاج. إذا تركت دون علاج،
فإن تلك الفجوة تتعمق أكثر في السن وتصل إلى لب السن الحساس.
الأسباب
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى تسوس الأسنان رغم القيام بعملية التنظيف ، ومن أبرز هذه الأسباب:
نمط الحياة والتغذية:
تناول الطعام الغني بالسكريات والنشويات المتحولة إلى حموضة في الفم،
مثل الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، يسهم في زيادة تكون البلاك وتؤدي إلى تآكل الأسنان.
نقص العناية الفموية:
عدم تنظيف الأسنان بشكل صحيح ومنتظم يترك بقايا الطعام والبلاك عالقة على الأسنان،
مما يؤدي إلى تحوّلها إلى حمض يسبب تآكل الطبقة الخارجية للأسنان (المينا).
عدم استخدام المواد المناسبة للعناية الفموية:
استخدام فرشاة أسنان مناسبة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الأسنان ،
عدم استخدام هذه المواد اللازمة يزيد من فرص تسوس الأسنان.
هشاشة الأسنان:
بعض الناس يكونون أكثر عرضة لتسوس الأسنان بسبب وجود هشاشة في الطبقات الحامية للأسنان ،
هذا يمكن أن يجعل الأسنان أكثر عرضة للضرر من الحموض والبكتيريا.
عوامل جينية:
قد يكون للعوامل الوراثية دور في تسوس الأسنان ، وبعض الأشخاص يكونون أكثر تعرضًا لتسوس الأسنان بسبب وراثة تسوس الأسنان في العائلة.
إقرأ أيضاً: أفضل طريقة لتسكين الآلام الأسنان
الأعراض
نقاط سوداء أو بنية:
قد تظهر نقاط صغيرة سوداء أو بنية على سطح الأسنان، وتشير إلى وجود تسوس ، قد تكون هذه النقاط صغيرة جدًا وصعبة التمييز بالعين المجردة.
حساسية الأسنان:
يمكن أن يصاحب التسوس السني على شكل نقاط حساسية الأسنان ،
قد تشعر بألم حاد أو حساسية عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلوة.
تغير في شكل الأسنان:
عندما يتواصل تآكل الأسنان بسبب التسوس، قد يتغير شكل الأسنان المصابة ،
قد يصبح السطح غير متساوٍ وقد يظهر تصدع أو تآكل واضح.
تكون فجوات أو تجويفات:
قد يؤدي التسوس السني على شكل نقاط إلى تشكل فجوات أو تجويفات في سطح الأسنان المصابة ،
يمكن أن تكون هذه الفجوات صغيرة في البداية وتزداد حجمًا مع مرور الوقت.
تغير في لون الأسنان:
قد يلاحظ بعض الناس تغيرًا في لون الأسنان المصابة بالتسوس ، قد تصبح الأسنان أكثر تعتيمًا أو تلونًا وتفقد بريقها الطبيعي.
الأنواع
هناك عدة أنواع من تسوس الأسنان، وتشمل:
التسوس السطحي (Superficial Decay):
يحدث هذا النوع من التسوس عندما يتأثر الطبقة الخارجية للأسنان المعروفة بالمينا (المادة الصلبة)،
وتتشكل بقع بيضاء أو بنية على سطح السن ، إذا لم يتم علاجها في هذه المرحلة المبكرة،
فقد تتطور لتشمل طبقة العاج (الداخلية) وتؤثر على الأسنان بشكل أعمق.
التسوس الوسطي (Dentin Decay):
يتسبب التسوس الوسطي في تآكل طبقة العاج، وهي الطبقة الموجودة تحت المينا ،
وعندما تتطور تلك البقع البنية أو السوداء في الأسنان، فإنها تكون علامة على التسوس الوسطي ،
يمكن أن يكون هذا النوع من التسوس مؤلمًا وحساسًا للحرارة والبرودة.
التسوس العميق (Deep Decay):
يتميز التسوس العميق بتأثيره العميق على اللب (الأنسجة الحية داخل الأسنان) والأعصاب ،
قد يصاحبه ألم شديد وحساسية شديدة للحرارة والبرودة والمشاكل في اللثة ،
قد يتطلب التسوس العميق علاجاً جذريًا مثل تجريف اللب وعلاج القنوات الجذرية.
المضاعفات
تسوس الأسنان قد يؤدي إلى عدة مضاعفات ومشاكل صحية، ومن أبرزها:
تسوس العصب:
عندما يتقدم التسوس في الأسنان ويصل إلى العصب، قد يحدث التهاب في العصب ويصبح بحاجة للعلاج اللبي (علاج عصب السن) ،
أو استئصال العصب ، قد يكون ذلك مؤلمًا ويتطلب إجراءات علاجية معقدة.
تشكل الخراجات:
قد يحدث تشكل خراجات في اللثة أو الفك نتيجة للعدوى المرتبطة بالتسوس العميق ، قد يتطلب ذلك عملية جراحية لتصريف الخراج ومعالجة العدوى.
تآكل الأسنان:
التسوس المستمر والتقدم قد يؤدي إلى تآكل الأسنان بشكل كبير، وبالتالي فقدان الطبقة الخارجية للأسنان (المينا) ،
هذا يجعل الأسنان أكثر عرضة للكسر والتآكل الأسرع في المستقبل.
التهاب اللثة:
التسوس المستمر يمكن أن يؤدي إلى التهاب اللثة والأنسجة المحيطة،
وهو ما يعرف بمرض اللثة (التهاب اللثة) ، قد يتسبب ذلك في نزف اللثة، تورمها، تراجعها، وفقدان الأسنان.
التهاب الجذور وفقدان الأسنان:
في حال عدم علاج التسوس العميق والتهاب العصب، قد يحدث التهاب في الجذور السنية، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة المحيطة وفقدان السن بشكل نهائي.
انتشار العدوى:
في حالات التسوس المتقدمة والعدوى الناجمة عنها، يمكن أن ينتشر العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم، مما يسبب مضاعفات صحية عامة.
إقرأ أيضاً: علاج المياه البيضاء في العين
التشخيص
تشخيص تسوس الأسنان يتم عادة عن طريق طبيب الأسنان باستخدام الأدوات والتقنيات التالية:
الفحص البصري:
يقوم طبيب الأسنان بفحص الأسنان واللثة باستخدام مصباح مكبر (لوب) ومرآة صغيرة ،
يبحث عن علامات وأعراض التسوس مثل تجويفات أو تغيرات في اللون أو التصبغات على سطح الأسنان.
الأشعة السينية:
تستخدم الأشعة السينية (الأشعة السينية البانورامية أو الصور الشعاعية الفموية) لتشخيص التسوس الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ،
تظهر الأشعة السينية الأجزاء الداخلية للأسنان وتكشف التسوس في المناطق التي قد تكون غير مرئية خارجيًا.
استخدام الزوائد:
يمكن استخدام زائدة (مشغول الاختبار) لفحص الأسنان واختبار النسيج المصاب ،
تستخدم لتحديد مناطق التسوس الناعمة أو الضعيفة في الأسنان.
الفحص بالليزر:
قد يستخدم الطبيب أجهزة الليزر لفحص التسوس ، يمكن للأجهزة المبنية على الليزر تحديد التسوس في مراحله المبكرة وتحديد عمق التسوس دون الحاجة إلى الأشعة السينية.
العلاج
علاج تسوس الأسنان يعتمد على مدى تقدم التسوس وتأثيره على الأسنان ، إليك بعض العلاجات المشتركة لتسوس الأسنان:
حشوات الأسنان:
في حالة التسوس السطحي أو المتوسط، يقوم طبيب الأسنان بإزالة التسوس وتنظيف الثقوب،
ثم يقوم بحشوها باستخدام مادة حشوة (مثل الأملغام أو المركبات الراتنجية) ، هذا يساعد على إصلاح الضرر واستعادة وظيفة الأسنان.
علاج عصب السن:
إذا انتشر التسوس إلى العصب في الأسنان وتسبب التهابًا أو ألمًا شديدًا،
فقد يكون العلاج اللازم هو علاج عصب السن ، يتضمن ذلك إزالة العصب المصاب ،
وتنظيف قنوات الجذر، ثم يملأ السن بمادة حشوة لحمايته وإعادة وظيفته.
تركيب التاج:
في حالة تسوس شديد أو تلف كبير في الأسنان، قد يكون العلاج المناسب هو تركيب التاج (التاج السني) ،
يتم تحضير السن بإزالة التسوس وتشكيله، ثم يتم وضع تاج دائم مصنوع من مواد ،
مثل الخزف أو المعدن على السن لحمايته واستعادة شكله ووظيفته.
علاجات اللثة:
في حالة وجود التهابات في اللثة بسبب تسوس الأسنان، يمكن أن تشمل العلاجات تنظيف اللثة بواسطة طبيب الأسنان لإزالة الترسبات والبلاك ،
قد يكون هناك حاجة أيضًا إلى علاجات إضافية مثل جراحة اللثة أو تنظيف الجذر.
نصائح للوقايه من تسوس الاسنان
إليك بعض النصائح للوقاية من تسوس الأسنان:
تنظيف الأسنان بشكل صحيح:
قم بتنظيف أسنانك مرتين يوميًا على الأقل لمدة دقيقتين كل مرة ،
استخدم فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد،
قم بتنظيف الأسنان بحركة دائرية ولا تنسى تنظيف اللسان واللثة.
استخدام خيط الأسنان:
قم بتنظيف الفراغات بين الأسنان باستخدام خيط الأسنان أو الخيط الدنتال لإزالة البقايا والبلاك التي لا يمكن الوصول إليها بالفرشاة ،
قم بتمرير الخيط بلطف بين الأسنان واللثة، وقم بتنظيف الجوانب الجانبية للأسنان.
تقليل تناول السكريات:
قلل من استهلاك السكريات والمشروبات الغازية المحلاة ، وتجنب الأطعمة الحلوة والمصنعة التي يمكن أن تتراكم على الأسنان وتسبب تآكلها.
الأكل الصحي:
تناول نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضروات والألبان والبروتينات الصحية ،
تجنب التجاويف الغذائية اللزجة والمتسببة في التصاق الفضلات على الأسنان.
استخدام المواد المقاومة للتسوس:
يمكن استخدام مواد مثل غسول الفم المحتوي على الفلورايد والممضغة السكرية الخالية من السكر لتقوية الأسنان وحمايتها من التسوس.
الخاتمة :
وبهذا قد نكون وصلنا الى نهاية المقال، فإذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقائك.
المراجع :