توجد أسماء الله الحسنى في كثير من السّور في القران الكريم ، التي تختلف فهي تهدف إلى فتح آفاق المسلم للتفكّر في الله عز وجل وفي عظمته، وصفاته سبحانه وتعالي .
فوجود هذا الكون بما فيه من تفاصيل عظيمة انعكاس لقدرة الإله العظيم، التي تتضح صفاته في أسمائه الحسنى لتتحقق الغاية التي خلق الله الإنسان لأجلها، وهي عبادته وحده سبحانه؛ إذ يقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
فبدت أسماء الله طريقة لربط تفكير الإنسان ووجدانه بالله سبحانه، ولإبعاده عن الأهواء التي تُضلّه، ولتُطلِق طاقاته الداخلية لإقامة شرع الله على الأرض، فلا يعرف طريق الحق إلّا بمعرفة الله، ولا يعرف الله إلّا بمعرفة أسمائه كلها،، فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَلِلهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث : صحيح]، كما أنّ حب أسماء الله وصفاته سبب في دخول الجنة، كما أنّ العلم والتفقه بأسماء الله وصفاته رأس العلم وأساسه، ويُعدّ من أفضل القربات؛ لأنّه يعين على تعظيم الله عز وجل
معاني أسماء الله الحسنى
لكلّ اسم من أسماء الله الحسنى معنى خاص، ومن أبرز هذه المعاني ما يأتي:
- الله: هو أكبر الأسماء، وافتُتح به القرآن الكريم، إذ يقول الله تعالى :{بسم الله}[الفاتحة:1]، و افتتح به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسائله وكتبه.
- الأحد: يعني أن لا شبيه له، وجاء في قوله تعالى: {قل هو الله أحد}[الإخلاص:١]
- الآخر: يعني أن لا نهاية لوجوده، وجاء في قوله تعالى:{هو الأول والآخر}[الحديد:3]
- الأعلى: أي إنّه يعلو على كل شيء، وورد عن حذيفة بن اليمان (أنَّهُ صلَّى معَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- فَكانَ يقولُ في رُكوعِهِ سبحانَ ربِّيَ العظيمِ وفي سجودِهِ سبحانَ ربِّيَ الأعلى وما مرَّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ عندَها فسألَ ولا بآيةِ عذابٍ إلَّا وقفَ عندَها فتعوَّذَ) [ صحيح أبي داود|خلاصة حكم المحدث : صحيح ]
- الأكرم: أي لا يعادله في الكرم أحد، وجاء في قوله: {إقرأ وربك الأكرم}[العلق: 3]
- الأول: لا بداية محددة لوجوده، وجاء في قوله تعالى : {هو الأول} [الحديد:3].
- البارئ: أي الخالق ، وجاء في قوله تعالى:{هو الله الخالق البارئ}[الحشر:٢٤].
- الباسط: هو من يُوسِع الرزق لمن يشاء، وجاء في قوله تعالى: {والله يقبض ويبسط}.
- الباطن: يعني أنّ الله محتجب، فلا يراه أحد في الدنيا، وقد جاء في قوله تعالى:{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}[الحديد:3].
- البديع: يعني من خلق هذا الخلق كله بصورة غير مسبوقة من قبل، وجاء في قوله: {بديع السموات والأرض}[البقرة:117].
- البصير: أي الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وجاء في قوله تعالى:{وهو السميع البصير}[الشورى:11].
- البَرّ: أي العطوف والمُحسن، وجاء في قوله تعالى:{إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البَرّ الرحيم}[الطور: 28].
- التواب: الذي يقبل التوبة، وقد جاء في قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم}[البقرة: 37].
- الجبار : تعني صاحب القوة والعظمة الذي لا يخرج عن أمره أحد، وقد جاء في قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار}[الحشر:23].
- الجليل: أي رفيع الشأن والمنزلة، وقد جاء في قوله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }[الرحمن: 27].
- الحسيب: الشريف، والعالم بمقادير الأشياء كلّها، وقد جاء في قوله تعالى: {وكفى بالله حسيبا}[النساء:6].
- الحافظ: من يصون عباده ويحفظهم من كلّ ما يُهلِك، وقد جاء في قوله تعالى:{فالله خير حافظًا}[يوسف: 64].
- الحفيظ: من يحفظ السماء والأرض والكوكب ونظام الحياة، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّ ربّي على كلّ شيء حفيظ}[هود: 57].
- الحق: أي الذي لا يستطيع أحد إنكار وجوده، وقد جاء في قوله تعالى:{ويعلمون أنّ الله هو الحقّ المبين}[النور: 25].
- الحكم: الذي يقضي بين المتخاصمين ويحكم بينهم بالعدل، وقد جاء في قوله تعالى:{حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين}[الأعراف: 78].
- الحكيم: أي من يجعل الأمور في مواضعها الصحيحة، وكلّ ما يفعله صواب، وقد جاء في قوله تعالى:{قالوا سبحانك لا علم لنا إلّا ما علمتنا إنّك أنت العليم الحكيم}[البقرة: 32].
- الحليم: من لا يمنع نعمته على عباده بسبب ذنوبهم، بل يرزقهم ويرشدهم إلى التوبة، وقد جاء في قوله تعالى:{والله غفور حليم}[البقرة: 225].
- الحميد: من استحقّ الحمد في الشدة والرخاء، وقد جاء في قوله تعالى:{وإنّ الله لهو الغني الحميد}[الحج: 64].
- الحيّ: صاحب الحياة التامة، وليس فيها موت ولا عدم، وقد جاء في قوله تعالى:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم }[البقرة: 255].
- الخالق: من أوجد الأشياء من العدم، وقدّر وجودها قبل خلقها، وقد جاء في قوله تعالى:{هو الله الخالق البارئ المصور }[الحشر: 24].
- الخبير: العالم ببواطن الأشياء، وخفاياها، وظواهرها، وقد جاء في قوله تعالى:{وهو الحكيم الخبير}[الأنعام: 18].
- الخلّاق: من يخلق بكثرة واتّساع، وقد جاء في قوله تعالى:{إنّ ربك هو الخلّاق العليم}[الحجر: 86].
- الديّان: أي من يحاسب العباد دون إضاعة حق أحد.
- ذو الجلال والإكرام: صاحب الشرف والكبرياء والعظمة والسعة والجود، وقد جاء في قوله تعالى:{تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام}[الرحمن: 78].
- الرؤوف: الذي يخفّف عن عباده، وقد جاء في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}[البقرة: 143].
- الرّازق: أي الذي يتفضّل على عباده بما يحتاجونه في حياتهم، وقد جاء في قوله تعالى: {وإنّ الله لهو خير الرازقين}[الحج: 58].
- الرّب: الذي خلق الخلق ويسّر الرزق والحياة، وقد جاء في قوله تعالى: {الحمد لله ربّ العالمين} [الفاتحة: 2].
- الرحمن: أي صاحب الرحمة التي لا يعادله فيها أحد، وقد جاء في قوله تعالى: {وإلهكم إله واحد لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم} [البقرة: 163].
- الرحيم: من يختصّ بالرحمة للمؤمنين، وقد جاء في قوله تعالى {الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 3].
- الرزّاق: الذي يتكفّل برزق عباده، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّ الله هو الرزّاق ذو القوة المتين} [الذاريات:58].
- الرقيب: أي الذي لا يغيب عنه شيء من أمر خلقه، وقد جاء في قوله تعالى {فلمّا توفيتني كنت أنت الرّقيب عليهم} [المائدة: 117].
- السّبوح: المُنزّه عن العيوب والنقائص.
- السلام: صاحب البراءة من العيوب، وأنّ عباده قد سلموا من ظلمه.
- السميع: أي الذي يسمع الأصوات كلها؛ صغيرها وكبيرها، وسرها وجهرها، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّ الله هو السميع البصير} [غافر: 20].
- الشافي: أي هو القادر على شفاء العبد من أمراضه كلها، حتى وإن أخذ بأسباب العلاج، فالله هو الشافي الحقيقي.
- الشاكر: يمدح من يطيعه، ويثيبه على عمله، وقد جاء في قوله تعالى: {وكان الله شاكرًا عليمًا} [النساء: 147].
- الشكور: الذي يُشكَر على الطاعات حتى لو كانت يسيرة، ويكافئ عليها أضعافًا، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّه غفور شكور} [فاطر:30].
- الشهيد، أي الذي يطّلع على ما لا يعلمه الخلق إلّا بالحضور، وقد جاء في قوله تعالى: {وكفى بالله شهيدًا} [النساء:79].
- الصمد: الذي يقبل إليه الخلق كلهم بالطاعة، وقد جاء في قوله تعالى: {الله الصمد} [الإخلاص: 2].
- الظاهر: أي الذي استعلى بعظمته وقوّته وعلمه وآياته، وقد جاء في قوله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [الحديد: 3].
- العزيز: أي القوي الذي لا يُغلب، وقد جاء في قوله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} [إبراهيم: 4].
- العظيم : صاحب العظمة في الذات والصفات، وقد جاء في قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم}[الشورى:4].
- العفو: الذي يتجاوز عن الذنوب، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّ الله كان عفوًّا غفورا} [النساء:43].
- العلي: أي الذي ليس فوقه أحد، وله العلو المطلق في الذات والصفات، وقد جاء في قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم} [الشورى:4].
- العليم: أي الذي يعلم كلّ شيء ولا تخفى عليه خافية، وقد جاء في قوله تعالى: {قالوا سبحانك لا علم لنا إلّا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم} [البقرة:32].
- الغفار: أي كثير الستر والتجاوز عن الذنوب، وقد جاء في قوله تعالى: {رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار}[ص:66].
- الغفور: أي من يستر عيوب الخلق ويتجاوز عن سيئاتهم، وقد جاء في قوله تعالى: {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم }[الحجر:49].
- الغني: الذي لا يحتاج أحدًا بل يحتاجه غيره، وقد جاء في قوله تعالى: {والله هو الغني الحميد} [لقمان:26].
- الفاطر: أي ابتدع الخلق دون تقليد لمثال سابق، وقد جاء في قوله تعالى: {قل أغير الله أتّخذ وليًّا فاطر السموات والأرض }[الأنعام:14].
- الفتّاح: يفتح أبواب رحمته لعباده، وقد جاء في قوله تعالى: “‘{قل يجمع بيننا ربنا ثمّ يفتح بيننا بالحق وهو الفتّاح العليم}”‘[سبأ: 26].
- القابض: أي يقبض الرزق على من يشاء.
- القادر: صاحب القدرة المطلقة، ولا يُعجِزه شيء، وقد جاء في قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم}[الأنعام: 65].
- القاهر: أي من يقهر عباده بالمرض والموت والفقر والذل، ولا يستطيع أحد ردّ ما قدّره، وقد جاء في قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}[الأنعام: 18].
- القدّوس: أي صاحب صفات الكمال والفضائل، والطاهر والمنزّه، وقد جاء في قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس}[الجمعة:1].
- القدير: أي صاحب القدرة الذي لا يعيقه أي عجز، وقد جاء في قوله تعالى: { وهو العليم القدير }[الروم:54].
- القريب: يعني الذي رغم علّوه وجلاله قريب من عباده يسمع ويرى، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّ ربي قريب مجيب }[هود:61] .
- القهار: يقهر كلّ جبار وطاغية بالعقاب الشديد، ويقهر عباده كلّهم بالموت، وقد جاء في قوله تعالى: {قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار }[الرعد:16].
- القوي: أي صاحب القوة التامة، وقد جاء في قوله تعالى: {إنّ ربك هو القوي العزيز}[هود:66]
- القيّوم: هو القائم بالحفظ على كلّ شيء من المخلوقات وبالرعاية والتدبير، وقد جاء في قوله تعالى: {الله لا إله إلّا هو الحي القيوم} [البقرة: 255]
- الكافي: يعني الذي يكفي العباد شؤونهم كلّها، ولا كافٍ في الحياة إلّا هو سبحانه، وجاء في قوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده}[الزمر: 36]
- الكبير: أكبر وأعظم من كلّ شيء، وجاء في قوله تعالى:{عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال}[الرعد:9]
- الكريم: صاحب النفع الكبير بالرزق والعفو والتجاوز، وجاء في قوله تعالى:{يا أيّها الإنسان ما غرّك بربك الكريم}[الانفطار:6].
- اللطيف: من يتكلّف بالعباد، وييسر لهم الصلاح والخير والبر، وجاء في قوله تعالى: {وهو اللطيف الخبير}[الأنعام:103]
- المبدِىء المُعيد: يعنيان أنّه من ابتدأ الخلق من العدم وهو من يعيد الخلق من الموت إلى الحياة، ومن الحياة إلى الموت، وجاء في قوله تعالى: {إنّه هو يبدئ ويعيد} [البروج:13]
- المقدّم والمؤخر: يعنيان أنّ الله من يُنزِل الأمور منازلها، ويُقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، وقد ذُكرا في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ) [صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث:صحيح] .
- المؤمن: المُصدّق بإيمان عباده، وهو من آمنهم من العذاب، وقد جاء في قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلّا هو الملك القدوس السلام المؤمن}[الحشر:23]
- المبين: يعني أنّه الذي لا تخفى على أحد دلائل وجوده العظيمة، وأنّه من يبيّن طريق الرشاد من الضلال لعباده، وقد جاء في قوله تعالى: {ويعلمون أنّ الله هو الحق المبين}[النور:25].
- المتعالي: يعني من تعالى وترفع عمّا نسبه إليه أهل الكفر، وجاء في قوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال}[الرعد:9]
- المتكبّر: صاحب العظمة التي تفوق صفات الخلق، وليس من الكبر المذموم عند الخلق، وجاء في قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلّا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر}[الحشر:23]
- المتين: الشديد الصلب، وجاء في قوله تعالى: {إنّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين}[الذاريات:58]
- المجيب: أي من يجيب دعاء السائلين والداعين، وجاء في قوله تعالى: {إنّ ربّي قريب مجيب}[هود: 61]
- المجيد: يعني صاحب الكرم والسعة والسخاء، وقد قال تعالى: {ذو العرش المجيد }[البروج: 15] .
- المحصي: العالِم بالمقادير كلها مهما كثرت أو تعددت؛ كعدد حبات المطر، والرمل، وتفاصيل المخلوقات جميعها، وجاء في قوله تعالى: {وأحصى كل شيء عددًا}[الجن: 28]
- المحيط: من أحاطت قدرته خلقه جميعهم، وقد جاء في قوله تعالى:{إنّ الله بما يعملون محيط}[آل عمران: 120]
- المصوِّر: من خلق الخلق بصور مختلفة، وجاء في قوله تعالى: {هو الله الخالق البارئ المصور} [الحشر:24]
- المعطي: يعني من أعطى كلّ شيء خلقه.
- المقتدر: كامل القدرة، ولا يُعجِزه شيء، وقد جاء في قوله تعالى: {فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر}[القمر: 42]
- المقيت: مدبّر قوت الخلق والحيوانات ورزقها، وقد جاء في قوله تعالى: {وكان الله على كل شيء مقيتًا} [النساء: 85]
- المَلِك: المالك لخلقه وغير المحتاج إليهم، وقد جاء في قوله تعالى: {فتعالى الله الملك الحق}[طه:114]
- المليك: يعني كمال ملك الله بالحكم والحيازة، وقد جاء في قوله تعالى عندما وصَف أهل الجنة: {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}[القمر: 55] .
- المنّان: المتفضّل على عباده، وقد جاء في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ ، يا حيُّ يا قيُّومُ، إنِّي أسألُكَ، فَقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لأصحابِهِ: تَدرونَ بما دعا؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى) [صحيح النسائي|خلاصة حكم المحدث:صحيح]
- المهيمن: يعني أنّه صاحب السيطرة والتمكن والتحكم بالقدر، وقد جاء في قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلّا هو الملك القدوس السّلام المؤمن المهيمن} [الحشر:23]
- المولى: ملجأ العباد في الشدة والرخاء، فيَنصُرهم ويُثبّتهم، وقد جاء في قوله تعالى: {واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}[الحج:78]
- النصير: يعني أنّه ينصر عباده ورسله، وقد جاء في قوله تعالى: {واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}[الحج:78]
- الهادي: أي من ييسر لعباده طرق الهداية والرشاد، وقد ورد في قوله تعالى: {وإنّ الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم}[الحج:54]
- الواحد: لا مثيل ولا شبيه له، والمتفرّد لا ثانيَ له، وقد جاء في قوله تعالى:{إنّما الله إله واحد}[النساء: 171]
- الوارث: وحده الباقي بعد هلاك الخلق كله، وقد جاء في قوله تعالى: {وكنّا نحن الوارثين}[القصص:58] .
- الواسع: صاحب الغنى والفضل والسعة التي تشمل عباده جميعهم، وقد جاء في قوله تعالى: {والله واسع عليم} [البقرة:247]
- الودود: أي المُحبّ للرسل والمؤمنين، ويُحبّونه أيضًا، وقد جاء في قوله تعالى: {وهو الغفور الودود} [البروج:14]
- الوكيل: من توكّل برزق الخلق وأمورهم جميعها، وقد جاء في قوله تعالى: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173]
- الولي: يعني أنّه من يؤدي أمور خلقه من رعاية وحفظ وتدبير، وقد جاء في قوله تعالى: {وهو الولي الحميد}[الشورى:28]
- الوهاب: المعطي لعباده العطايا، وقد جاء في قوله تعالى: { عندهم خزائن رحمة ربّك العزيز الوهاب }[ص:9]
أثر الأسماء الحسنى
للأسماء الحسنى أثر كبير في الإيمان الصحيح والعبادة الصحيحة، وتوضيح ذلك في ما يأتي:
- الأسماء الحسنى زيادة في تعظيم الله -عز وجل-، فعبادة المسلم تأتي بذكر الله في أسمائه كلّها؛ في الدعاء والعمل والإيمان والمعرفة، فيقول الله تعالى: {إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} [الحاقة: 33]، إذ هناك فرق بين الإيمان بالله فقط والإيمان بالله عظيمًا، ففي ما ذُكر في القرآن الكريم :{رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[الحجر: 36]، فإبليس يؤمن بالله، لكنّه لا يؤمن بعظمته إلى الحدّ الذي يمنعه من الطغيان، أو يجعله يخشى الله ويخاف عقابه، والإنسان كذلك إن لم يستشعر عظمة الله وصفاته سيقترف كثيرًا من المحرمات.
- بيان الإيمان باللسان، والإيمان باللسان والقلب، فيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ آخرُ كلامِه لا إلَه إلَّا اللَّهُ، دخلَ الجنَّةَ) [الجامع الصغير|خلاصة حكم المحدث:صحيح]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ) [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث:صحيح]، ويقصد -عليه الصلاة والسلام- بالعلم: التصديق والإيمان واليقين، فقد قال نبيّ الله يونس -عليه السلام- وفرعون العبارة نفسها في موقفين متشابهين، إذ كان النبي يونس خائفًا في بطن الحوت فقال: { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء: 87]، وقد كان فرعون خائفًا حين أوشك على الغرق وقال: {لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس: 90]، فقبل الله -عز وجل- توحيد النبي يونس ولم يقبله من فرعون؛ لأنّه لم يكن يعرف الله قبل موقفه هذا، أمّا النبي يونس فقد نادى الله باسمه الأعظم فاستجاب له ونجاه، كما أنّه خاطب الله بكلمة أنت لقربه منه، بينما خاطبه فرعون بـ (الذي) ويدلّ ذلك على أنّه سمع بإله موسى ولم يكن متيقنًا من التوحيد، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ) [مختصر المقاصد|خلاصة حكم المحدث:حسن]، كما أنّ النبي يونس كان من المسبّحين، فشفع له تسبيحه عند الله، إذ يقول الله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143-144]، بينما كان فرعون ينصّب نفسه إلهًا، وجاء على لسانه في قوله تعالى: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]، فأهلكه الله وجعله عبرة للناس.
- الدعاء بأسماء الله الحسنى، وعبادته، ومناداته بها، وطلب العون والنصرة منه وحده، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل به همٌّ أو غمٌّ قال: (يا حَىُّ يا قيُّومُ برَحمتِك أستَغيثُ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث:حسن]، وكان -صلى الله عليه وسلم- يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ ويَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث:صحيح]، ومن أهم الأدعية وأعظمها لتفريج الكروب وذهاب الهموم دعاء النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بتمجيد الله بالأسماء والصفات فيقول: (اللَّهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيَدِك، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عدلٌ فيَّ قَضاؤُك، أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سَمَّيتَ به نفْسَك، أو أنزَلتَه في كتابِك، أو علَّمْتَه أحدًا مِن خلقِك أو استأثَرْتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعَلَ القرآنَ ربيعَ قَلْبي، ونورَ صدري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي – إلَّا أذهَبَ اللهُ همَّه وحُزْنَه، وأبدَلَه مكانَه فرَحًا)! قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ، ألَا نتعَلَّمُها؟ فقال: (بلى، ينبَغي لِمَن سَمِعَها أن يتَعلَّمَها) [تخريج شرح الطحاوية|خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح].
- إحصاء الأسماء الحسنى، ويبدو بفهم معانيها، والتّعبّد بما تعنيه، وليس الإحصاء بعدّها فقط، أو كتابتها في ورقة وحفظها، بل بالعمل بها، ويقول ابن عقيل: “وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أحصاها) يعني: من عمل بها”، ويقول الإمام ابن القيم: “الإحصاء على ثلاث مراتب: إحصاء ألفاظها وعددها، وفهم معانيها ومدلولها، ودعاؤه بها”.