علاج هشاشة العظام
تُعتبر هشاشة العظام ظاهرة طبية معقدة تتأثر بعوامل متعددة، بما في ذلك الوراثة والعوامل البيئية ونمط الحياة.
ومع انتشارها الواسع، فإن الوعي والتثقيف حول هذا المرض يلعبان دورًا حاسمًا في التحكم في انتشاره وتقليل تأثيره على الأفراد والمجتمعات.
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أسباب وعوامل الخطر المرتبطة بالهشاشة العظمية،
وأهمية التشخيص المبكر والوقاية منها، بالإضافة إلى التحدث عن أحدث التطورات في العلاجات المتاحة.
سيتم استعراض النصائح والإرشادات العملية للمساعدة في تعزيز صحة العظام والوقاية من تطور هشاشة العظام.
ما هي هشاشة العظام ؟
هشاشة العظام، المعروفة أيضًا باسم “تصلب العظام المنخفض”، هي حالة طبية تتمثل في فقدان الكثافة العظمية وتدهور العظام،
مما يجعلها هشة وسهلة الكسر ، تعتبر هذه الحالة من أكثر الاضطرابات العظمية شيوعًا وتتأثر بها عادة النساء أكثر من الرجال، خاصة مع اقتراب سن اليأس.
اسباب هشاشة العظام
هشاشة العظام هي حالة تعتمد على عوامل متعددة، وعلى الرغم من أن بعض الأسباب لا يمكن تغييرها،
إلا أن هناك عوامل أخرى يمكن التحكم فيها والعمل على تقليل تأثيرها على صحة العظام ، وإليك بعض الأسباب المعروفة لهشاشة العظام:
الشيخوخة:
يعتبر التقدم في السن من أهم الأسباب لهشاشة العظام، حيث يبدأ انخفاض كثافة العظام عادة بعد سن اليأس (بعد سن 50-60 عامًا)، وخاصة للنساء بعد انقطاع الطمث.
العوامل الوراثية:
تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في تحديد كثافة العظام لدى الفرد ،
إذا كانت هشاشة العظام موجودة لدى أفراد العائلة، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة بها.
نقص هرمونات النمو:
هرمونات النمو اذا نقصت قد يؤثر على تكوين وصحة العظام، ويمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام.
نقص هرمون الاستروجين:
يعد هرمون الاستروجين أساسيًا لصحة العظام لدى النساء، وعند انقطاع الطمث ،
أو بعد استئصال المبيضين، يمكن أن يؤدي نقص هذا الهرمون إلى فقدان كثافة العظام.
قلة ممارسة النشاط البدني:
عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكثافة العظمية.
العوامل الغذائية:
نقص بعض المعادن الحيوية مثل الكالسيوم وفيتامين د يمكن أن يزيد من خطر هشاشة العظام.
التدخين واستهلاك الكحول:
يمكن أن يؤثر التدخين المُطَوِّر واستهلاك كميات كبيرة من الكحول على كثافة العظام.
الحالات الصحية المزمنة:
بعض الحالات الصحية مثل الروماتويد ومرض كرون والاضطرابات الهرمونية يمكن أن ترتبط بزيادة خطر هشاشة العظام.
اعراض هشاشة العظام
- آلام العظام المتكررة
- ضعف العظام
- انخفاض الطول
- كسور في الرسغ والفقرات القطنية ورأس الفخذ.
- انحناء الظهر
- تأخر الشفاء
- تدهور الوضع البدني
- زيادة عدد الكسور بمرور الوقت
التهاب المفاصل الروماتويدي الاعراض والعلاج
أنواع هشاشة العظام
هشاشة العظام تتنوع في أنواعها بناءً على الأسباب الأساسية والعوامل المرتبطة بها ،
وعلى الرغم من أن هناك أنواعًا مختلفة، إلا أن الأكثر شيوعًا هي هشاشة العظام الابتدائية وهشاشة العظام الثانوية
إليك نظرة عامة عن هذه الأنواع:
هشاشة العظام الابتدائية:
تعتبر هذه النوعية الأكثر شيوعًا وتحدث نتيجة لعملية الشيخوخة الطبيعية،
وتؤثر بشكل أساسي على النساء بعد انقطاع الطمث ، يحدث في العادة بسبب انخفاض مستويات الهرمونات الجنسية الأنثوية (الاستروجين)،
وهو الهرمون الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على كثافة العظام ، تتأثر النساء عادة بهذا النوع بعد سن اليأس.
هشاشة العظام الثانوية:
يحدث هذا النوع نتيجة لحالات صحية أو أدوية تؤثر على صحة العظام بشكل غير مباشر.
فمثلاً، الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل الروماتويد أو الفشل الكلوي أو السرطان قد يكونون أكثر عرضة لتطوير هشاشة العظام ،
نتيجة للحالة الصحية الأساسية ، كما يمكن أن تتسبب بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات) في زيادة خطر هشاشة العظام.
هشاشة العظام الكسورية الخفية (Occult osteoporosis):
يشير هذا المصطلح إلى حالات هشاشة العظام التي تحدث بدون ظهور أعراض واضحة،
حيث يمكن أن تكون العظام هشة دون أن تشعر الشخص بآلام أو مشاكل في الحركة.
هشاشة العظام المرتبطة بالفراشة (Idiopathic juvenile osteoporosis):
يحدث هذا النوع عند الأطفال والمراهقين وهو نوع نادر من هشاشة العظام يمكن أن يتطور خلال فترة النمو السريعة.
قد يتم تحسين الحالة مع العلاج المناسب وبمجرد وصول الشخص إلى سن البلوغ.
مضاعفات هشاشة العظام
هشاشة العظام قد تؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية والمشاكل الطبية المختلفة.
حيث تتأثر المضاعفات بشكلٍ رئيسي بخطورة وشدة المرض وتأثيره على كثافة العظام وصحة الجهاز الهيكلي.
من بين المضاعفات المحتملة لهشاشة العظام:
الكسور:
تعتبر الكسور المضاعفة أحد أكثر العواقب الصحية لهشاشة العظام ،
فالعظام الهشة والضعيفة تجعل الأشخاص أكثر عُرضة للكسور، وخاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بهشاشة العظام مثل الرسغ والفقرات القطنية ورأس الفخذ.
ألم مزمن:
يمكن أن تُسبب هشاشة العظام ألمًا مزمنًا في المناطق المتأثرة، مما يؤثر على جودة حياة الشخص وقدرته على القيام بالأنشطة اليومية.
انحناء الظهر وفقدان الطول:
يمكن أن يحدث انحناء الظهر وفقدان الطول نتيجة لكسور التصاق الفقرات،
مما يؤثر على الوضعية الجسدية ويزيد من خطر الإصابة بالإعاقة.
التقييد الحركي:
قد يُحدث هشاشة العظام تقييدًا في حركة الأشخاص، ويجعلهم غير قادرين على القيام بالأنشطة البدنية بسهولة.
الاكتئاب والقلق:
يمكن أن يؤثر الألم المستمر وتقييد الحركة المرتبط بهشاشة العظام على الصحة النفسية للأشخاص، ويزيد من خطر الاكتئاب والقلق.
الإعاقة والتبعات الاقتصادية:
قد تؤدي هشاشة العظام إلى الإعاقة والاعتماد على المساعدة الخارجية في الأنشطة اليومية،
مما يزيد من التكاليف الاقتصادية والاجتماعية على الفرد والمجتمع.
تشخيص هشاشة العظام
تشخيص هشاشة العظام يتضمن سلسلة من الاختبارات والتقييمات الطبية لتحديد كثافة العظام وتقييم خطر الكسور.
الفحوص التي يتم إجراؤها لتشخيص هشاشة العظام تشمل:
فحص الأشعة السينية (DXA أو DEXA):
يُستخدم فحص الأشعة السينية لقياس كثافة العظام في المواقع الحيوية مثل الورك والفقرات ،
يعتبر هذا الفحص أكثر الطرق دقةً وشيوعًا لتشخيص هشاشة العظام.
فحص الطاقة الطيفية المزدوجة (DXA أو DEXA):
يشبه فحص الأشعة السينية ولكنه يستخدم طاقة طيفية مزدوجة لقياس كثافة العظام في المواقع المختلفة.
الفحوص المختلفة لهرمونات الغدة الدرقية:
تعتبر اختبارات لهرمونات الغدة الدرقية (TSH و T3 و T4) مهمة لاستبعاد أي مشاكل في الغدة الدرقية التي قد تؤثر على صحة العظام.
اختبار الكالسيوم وفيتامين د:
يتم قياس مستويات الكالسيوم وفيتامين د في الدم لتقييم امتصاص الكالسيوم والفيتامين د، وهما ضروريان لصحة العظام.
تقييم الطبيب لتاريخ صحي الشخص والأعراض التي يعاني منها، ويمكن أن يساعد في تحديد العوامل المؤثرة في هشاشة العظام.
علاج هشاشة العظام
يُعد العلاج الهرموني في الماضي كان العلاج الأساسي لهشاشة العظام،
ولكن بسبب مشاكل السلامة والفعالية، أصبحت الآن هناك طرق علاج أخرى متاحة ،
تشمل هذه الطرق العقاقير الموصوفة من قبل الطبيب التي تساعد في تباطؤ فقدان كتلة العظام وزيادتها بمرور الوقت.
هناك أيضًا علاجات طبيعية تُظهر فاعلية في تخفيف حدة الألم وتحسين ثبات الجسم ،
وتقليل خطر الإصابات جراء السقوط لدى النساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام.
تعتمد هذه الطريقة على دمج جهاز يوضع على الظهر لدعمه وتحسين ثقل الجسم في الجزء العلوي من العمود الفقري، بالإضافة إلى تمارين تهدف إلى تقوية الظهر.
بالإضافة إلى العلاجات، يُعتبر الكالسيوم وفيتامين د جزءًا هامًا في الوقاية من هشاشة العظام.
ينصح بتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، ويمكن للأفراد في مراحل مختلفة من الحياة أن يحتاجوا إلى كميات مختلفة منهما.
للأطفال والمراهقين والنساء في سن اليأس والرجال في سن متقدم، يكون الاحتياج للكالسيوم أكبر.
إليك بعض الأدوية المشتركة التي تستخدم لعلاج هشاشة العظام:
البيسفوسفونات (Bisphosphonates):
هذه الأدوية تستخدم على نطاق واسع لعلاج هشاشة العظام ، تعمل عن طريق تثبيط نشاط الخلايا التي تقوم بتحليل العظام، وبذلك تقلل من فقدان كتلة العظام وتعزز كثافتها.
من البيسفوسفونات المعروفة:
الالندرونيك أسيد (Alendronic Acid)، الريسيدرونات (Risedronate)، والزوليدرونيك أسيد (Zoledronic Acid).
مُحَفِّزات الهورمون الباراثرويد (Parathyroid Hormone Analogues):
تستخدم هذه الأدوية لتعزيز نمو العظام وتحسين كثافتها ، يُعتبر تيريباراتايد (Teriparatide) أحد المحفزات الهورمونية المستخدمة لعلاج هشاشة العظام.
المُعَدِّلات الانتقائيين للمستقبلات الهرمونية (Selective Estrogen Receptor Modulators – SERMs):
هذه الأدوية تعمل عن طريق تقليد أو تقليص تأثيرات الاستروجين على العظام والأنسجة الأخرى.
رالوكسيفين (Raloxifene) هو مثال على SERM يستخدم لعلاج هشاشة العظام.
الكالسيتونين (Calcitonin):
هو هرمون ينتج طبيعياً في الجسم وله دور في تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم.
حيث يمكن استخدام الكالسيتونين المصنع صناعيًا لتقليل فقدان كتلة العظام وتخفيف الألم المرتبط بالكسور.
الدينوسوماب (Denosumab):
هو نوع من الأدوية المضادة للجسيمات (monoclonal antibodies) التي تستخدم لمنع انحلال العظم وزيادة كثافته.
تستخدم بشكل عام لعلاج هشاشة العظام لدى النساء بعد سن اليأس ولدى الرجال الذين يتلقون العلاج بالهرمونات المضادة للذكورة.
نصائح للوقاية من هشاشة العظام
الوقاية من هشاشة العظام يتطلب اتباع نمط حياة صحي واتخاذ إجراءات وقائية لتعزيز صحة العظام.
إليك بعض النصائح الهامة للوقاية من هشاشة العظام:
تناول غذاء غني بالكالسيوم مثل الألبان ومنتجات الألبان غير الدسم،
والسمك مثل السلمون والسردين، والمكسرات والبذور،
والخضروات الورقية الداكنة مثل البروكلي والكرنب ، لتعزيز قوة العظام.
ضمان الحصول على فيتامين د ، فيتامين د يلعب دورًا حاسمًا في امتصاص الكالسيوم وتحسين صحة العظام.
يمكن الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس المباشرة، ومن بعض الأطعمة مثل السمك الدهني والبيض،
ويُمكن أن يستكمل بفيتامين د الموصى به من خلال مكملات.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ، يساعد النشاط البدني المنتظم في تعزيز كثافة العظام والحفاظ عليها ،
تشمل التمارين المفيدة للعظام المشي وركوب الدراجة ورفع الأثقال.
الامتناع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول ، التدخين واستهلاك الكحول يمكن أن يؤثر على صحة العظام ،
ويزيد من خطر هشاشة العظام، لذا يجب تجنبهما أو تقليلهما إلى الحد الأدنى.
الحفاظ على وزن صحي ، الوزن الزائد قد يزيد من ضغط العظام ويزيد من خطر كسور العظام.
من الضروري الحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية.
الخاتمة :
وبهذا نكون انتهينا من مقالنا فإذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقائك .
المراجع :
هشاشة العظام ترقق العظام الأسباب والعلاج