دائماً حاصره بحر آبائه، السكسونيين،
الذين منحوا البحرَ اسم
طريق الحوت، حيث يعوي شيئان عظيمان:
الحوتُ والبحار التي يمخر بها طويلاً.
دائماً كان البحر له. حين رأت عيناه في عرض البحر الماءَ العظيم،
كان قد تاق إليه الآخر، الذي هو الكتابة،
أو في رسوم النماذج.
رجل وهب نفسه لبحار الأرضِ،
للأسفار البحرية المضنية
وعرف حربة الصيد التي حمّرها اللويثان والرمل المحزّز
ورائحة الليالي والفجر
والأفق حيث يترصدُ القدرُ
وسعادة أنّه شجاع
ومتعة أن يلمحَ أخيراً إيثاكا.
قاهر البحر، وطأ اليابسةَ، جذرَ الجبال.
ويخطّ عليها خريطة بحرية مبهمة،
ساكنةً في الزمن، بوصلة نائمة.
إلى ظل البساتين الموروث يعبر مِلفيّ مساءاتِ إنكلترا الجديدة (نيوإنكلاند)
لكنّ البحرَ يسكنه. إنّه وصمة القبطان المبتور،
البحر العصيّ على الكشف، وعواصف البياض وفظاعته.
إنّه الكتاب العظيم. إنّه بروتيوس الأزرق