الصلاة هي عماد الدين والصلاة هي دليل علي الايمان والسجود هي افضل الاوقات التي يكون فيها العبد قريب من ربه لذلك الدعاء في هذا الوقت مستجاب
يعدُّ الدعاء أفضل العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى ربه ويستمدُّ منه المعونة ويُظهرُ الإفتقار إليه، فالدنيا هي دار البلاء يقضي الإنسان حياته فيها متكدّرًا معظم الوقت ويصيبه من الحزن والهمّ والمرض الشيء الكثير فإذا لم يلجأ إلى ربه ويطلب العون منه لن يستطيع إكمال الرحلة.
فالدعاء هو باب تفريج الكرب وقارب النجاة من البلاء والضرر ويكفي بأنَّنا إذا ما دعونا الله استشعرنا الأمان والاطمئنان وكانت النتيجة إمّا استجابة الدعاء أو دفع الضرر أو حسناتٌ نأخذها يوم القيامة.
الأوقات المستحبة للدعاء
الدعاء مستحبٌّ في كل وقت ولكن هناك أوقاتٌ يستحبُّ فيها الدعاء دونًا عن غيرها وتسمى بأوقات استجابة يجب علينا اغتنامها والإلحاح بالدّعاء فيها:
- الوقت بين الأذان والإقامة: عن أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال “الدّعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة” ويستحب التقرب إلى الله في هذا الوقت بجوامع الدّعاء كأن نقول: “اللهمَّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النّار”.
- عند الاستيقاظ في الليل: فقد ورد في الحديث الشريف “من تعارَّ من الليل فقال لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير، الحمدلله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله ثمَّ قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلّى قُبلت صلاته”.
- ليلة القدر: جميعنا نعرف فضل هذه الليلة وبأنَّ العبادة فيها كألف شهر وفيها تنزل الملائكة من كلِّ سماءٍ ليؤمّنوا على دعاء النّاس.
- عند نزول المطر: ورد في الحديث الشريف: “اثنتان لا تردّان الدّعاء عند النداء وتحت المطر” ويُقصد بالنداء الأذان.
- يوم الجمعة: فعن النبي أنّه قال: “إنَّ في الجمعة ساعةً لا يسأل العبد اللهَ فيها شيئًا إلا أتاه الله إياه. قالوا: يا رسول الله أيّ ساعة هي؟ قال: حين تُقام الصلاة إلى الانصراف منها”.
- يوم عرفة: فقد ورد عن النبي في الصحيحين أنّه قال: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة”.
- هناك الكثير من الأوقات والأحوال التي يستحبُّ فيها الدعاء مثل: وقت السفر، وعند زيارة المريض، في شهر رمضان
- أثناء السجود: قال صلى الله عليه وسلم “أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فأكثروا الدّعاء”.
فوائد الدعاء في السجود
- يستشعر الساجد بقربه من الله فيحسن مناجاته ممّا يبعث في نفسه الرَّاحة والطمأنينة.
- يُساعد الدّعاء على التخلّص من الخوف والرغبة في الفوز بالدنيا والآخرة فيزرع في النفس الأمل ويقوّي العزيمة.
- يدعو الساجدُ وهو موقنٌ بالإجابة أو بأنَّ الله سيكفُّ عنه الشرَّ بدعائه، أو يؤخره له يوم القيامة ويبدله به حسنات، وفي الأثر أنَّ الناس إذا رأوا يوم القيامة جزاء دعواتهم التي لم تستجب في الدنيا ودّوا لو أنَّ الله لم يستجب لهم أيّ دعوة أبدًا.
- يزرع الدّعاء في النفس شعورًا بالرّضا فهو امتثالٌ لأمر الله والدّاعي مطيعٌ ومستجيبٌ لهذا الأمر.
- ينقّي دعاء السجود القلب من الكِبر والذي يعدُّ من أسوأ الخصال وأقبحها فقد ورد في الصحيحين عن الرسول قوله: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّةٍ من كبر”.
- يشرح دعاء السجود الصَّدر فيشعر الدّاعي بعد انتهائه وكأنَّ صخرةً قد أزيحت عن قلبه وسبب هذا الانشراح أنَّ الدعاء يفرِّج الهم ويزيل الغمّ وييسِّر الأمور.
- الدعاءُ سببٌ وجيه لدفع غضب الله في الدنيا والآخرة.
- يملأ الدّعاء القلب بالثقة فهو دليلٌ على التوكّل على الله وحده ومن توكّل على الله كان الله حسبه.
- الدّعاء سببٌ لرفع البلاء بعد نزوله فحتى لو نزل الهمّ والكرب على المؤمن فإنّه لا يقنط من رحمة الله ولا يكفُّ عن سؤاله والإلحاح بالدّعاء.
- للدعاء في السجود لذةٌ لا يعرفها سوى الذي يحرص على هذه العبادة العظيمة.
- الدعاء سببُ من أسباب إشاعة المودّة والترابط بين المسلمين فالمؤمن الحقّ هو من يدعو في السجود لنفسه وأهله وعامّة المسلمين.
هناك الكثير من الأدعية المأثورة التي يجب علينا أن نحرص على ترديدها أثناء السجود لما فيها من خيرٍ كثير وقد واظب عليها النبي وحرص الصحابة من بعده على ترديدها مثل: “سبحانك اللهمَ ربنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي”..