نعلم جميعا ان جميع اعضاء جسم الانسان يتوقف نموه مع تقدم السن فيما عدا الانف والاذن وفى مقال اليوم سنتعرف اكثر على اسباب ذلك
هناك حقيقة علمية تؤكد تقلّص بنيان وحجم جسم الإنسان مع تقدّمه في السن، باستثناء عضوين هامين فيه ألا وهما الأنف المسؤول عن حاسة الشم، والأذن المسؤولة عن حاسة السمع؛ فالبنيان الغضروفي في الأنف والأذن يتمتّع بخاصيّة النمو طوال العمر وعلى مر الزمن، في حين تشهد الأنسجة الضامّة ومعها الألياف النسيجية ترهّلاً مع الوقت، وتصبح عاجزةً، ولا تمتلك القدرة على حمل مختلف الغضاريف، وهكذا فإنّ الأنف لا يتوقّف نموه، ويظلّ يمتلك خاصيّة النمو طيلة فترة الحياة.
وقد قام عدّة علماء ألمان بإجراء عدّة دراساتٍ وأبحاثٍ وتجاربٍ لإثبات هذه الحقيقة العلميّة، وتوصلوا إلى نتائجٍ مفادها أنّ الأنف ومعه الأذن يستمران بالنمو حتى نهاية الحياة؛ حيث يصل حجم هذا النمو فيما يتعلّق بالأنف إلى عدّة مليمترات، في حين يصل معدّل نمو الأذن إلى سنتمترٍ واحد، ويفسّر العلماء هذه الظاهرة بقولهم إنّ ذلك يرجع للطبيعة الغضروفية التي يتكون منها الأنف والأذن والتي تواظب النموّ على عكس الخلايا الأخرى والتي تترهّل وتضمحلّ وتضمر مع تقدّم الإنسان في العمر.
ويتابع العلماء شرحهم بالقول إنّ هذا النمو في حدّ ذاته لا يأتي بأيّة وظائفٍ جديدة زيادةً على الوظائف البيولوجيّة المعروفة، وإنّما من شأن هذا الاستمرار في النمو أن يساعد على تعويض الإنسان بصفيحة أذن أكبر تسد التراجع في مستوى السمع لديه، فكلّما كبرت مساحة صفيحة الأذن كلما زادت معها زيادة مستوى السمع، ونفس الحال ينطبق على الأنف، فإنّ التقدّم في العمر يعمل على نقص فعاليّة جهاز المناعة عند الإنسان، وزيادة النمو في حجم الأنف تعمل على زيادة صنع المخاط، والذي يعتبر من أحد الأسباب المسؤولة عن زيادة القدرة المناعية لدى الإنسان، وهكذا يكون هذا النمو الزائد يعتبر تعويضاً من الطبيعة لمواجهة النقص في الأداء والمصاحب للشّيخوخة.
وقد ذهب فريقٌ آخرٌ من العلماء النرويجيين بالإدلاء بملاحظةٍ قد اكتشفوها حول وجود علاقةٍ وطيدةٍ تجمع ما بين طول الأنف وطول العمر، وأنّ ثمة علاقةٍ طرديةٍ تربط ما بين الاثنين، وكان هذا نتيجة دراسةٍ أجروها على أكثر من اثني عشر ألف مريضٍ لمدّة خمسةٍ وثلاثين عاماً؛ حيث لاحظوا أن أصحاب الأنوف الطويلة يعيشون بمعدلٍ أكبر من أصحاب الأنوف الصغيرة ما بين الخمس إلى العشر سنوات، وهذا ما تؤكده المشاهدات الميدانية في دور العجزة؛ حيث يمتاز معظم المعمّرين فيها بأنوفهم الطويلة. فهل بناءً على ما سبق يمكننا أن نستنتج أنّ كل الذين