فى هذا المقال نتعرف على طفلك والانترنت هل الانترنت مفيد للطفل ام انه خطر على طفلك وكيف تحمى طفلك من خطر الانترنت تابعونا
لا جدال أن القلق و الخوف يتسرب إلى كل أب و أم من مخاطر الإنترنت على الأطفال, وأن مهمة الحفاظ على الأبناء من تهديدات الحياة الحقيقية أضيف إليها مهمة أخرى هي الحفاظ عليهم من تهديدات الحياة الافتراضية, فالأمر تخطى الحماية من مشاهد غير مرغوبة تبث العنف أو تلميحات جنسية كما كان يحدث في المواد الإعلامية المعروضة على التلفاز إلى حياة كاملة يعيشها الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي يلتقون فيها مع غرباء و يتبادلون معهم المعلومات و البيانات الشخصية و غير ذلك مما يتطلب أن يكون هناك دليل يرشد الوالدين إلى كيفية تأمين تواصل أطفالهم عبر الإنترنت.
كيف تتجنبين مخاطر الإنترنت على أطفالكِ ؟
لابد أن يعرف الوالدان أن تواجد ابنائهم على الإنترنت يشبه إلى حد كبير تواجدهم في مسارات الحياة الحقيقية كالمدرسة و الشارع و دائرة الأصدقاء …إلخ, وأن خطوات الحماية من هذا العالم الافتراضي لا تختلف كثيراً عن خطوات الحماية التقليدية التي نمارسها بشكل يومي ومنها:-
الحديث مع الأبناء
ليس هناك شك أن أقصر الطرق للوصول إلى عقل وقلب الطفل الحوار معه ومعرفة انطباعاته وتوقعاته عن الأمر, الحديث مع الطفل يهدف إلى استكشاف ما تجمع لديه من معلومات و خبرات عن الإنترنت والمخاطر المتوقعة و وسائل الحماية التي يلم بها الطفل ومن ثمّ تصحيح المعلومات المغلوطة و إضافة المهارات اللازمة.
القواعد الصارمة
تنشئة الأبناء على الاستقلالية و الحرية لا يتعارض مع وضع قواعد صارمة للتربية وضبط السلوك خاصة حينما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال الجسدية و النفسية, إذا كان الوالدان قد اتخذا القرار بالسماح لأبنائهم بالتواصل عبر الإنترنت فلابد أن يكون هناك إرشادات واضحة تحدد متى و إلى متى يمكن استخدام الإنترنت, ماذا يمكن فعله وما لا يجب الاقتراب منه, تحديد من يمكن التواصل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي, غرف الدردشة, تطبيقات الرسائل.
كل هذه الأمور يجب أن تكون واضحة و أن يتم التأكيد عليها في كل مناسبة مع وضع “عقوبات” واضحة في حالة حدوث خروقات أو تجاوزات لما تم الاتفاق عليه.
ابق بالجوار
وضع القواعد النظرية ليس كافياً لتحقيق الحماية من مخاطر الإنترنت على الأطفال فالأمر أكبر من أن يترك إلى شخصية الصغار الفضولية بطبعها وقد يحتاج الوالدان إلى بعض الحيل التي تجعلهم دائماً بالقرب من أطفالهم أثناء التواجد على الإنترنت مثل وضع الكمبيوتر في مكان بارز في المنزل, أو تفعيل بعض خصائص المراقبة التي توفرها أنظمة التشغيل لأجهزة الهواتف الحديثة, أو حتى الجلوس بجوارهم أثناء الدخول على الإنترنت وسؤالهم عما يفعلونه ومع من يتحدثون.
ابق على إطلاع
إذا سألت أطفالك عما يقومون بفعله على الإنترنت ولم تفهم ما يقولونه أو شعرت أن هناك الكثير من التفاصيل تغيب عنك فهذا هو الوقت لكي تعيد تجديد معلوماتك عن المواقع التي يتواصل معها أبنائك سواء بالدخول على هذه المواقع و فهم طبيعتها ورسالتها أو بالاشتراك المباشر أو بالبحث عبر المحركات لمعرفة المزيد.
شاركى في المتعة
إذا كان أطفالك يشاركون في مواقع تواصل اجتماعي فابق على تواصل وشارك في المتعة بالتسجيل بحساب خاص وأضف أبنائك لتكن على مقربة مما يعجبون به ويشاركونه, كما أنه يظهرك بمظهر المتوافق معهم في ميولهم و اهتماماتهم.
راقبى عن بعد
المسئولية الشرعية و القانونية عن الأبناء قد تضطر الوالدين إلى اللجوء إلى بعض التصرفات التي لا يجب فعلها مع غيرهم وما نقصده هنا تتبع سلوكيات الأطفال على الإنترنت دون معرفة منهم بأنهم تحت المراقبة.
تفحص تاريخ المتصفح ومعرفة المواقع التي تمت زيارتها, أو ضع أسماء الأطفال و أرقام الهواتف و العناوين في محركات البحث ستكشف كمية البيانات الخاصة التي تبرع الأبناء بجعلها عامة ومتاحة للجميع.
انتبهى لعلامات الخطر
رغم كل الخطوات السابقة التي يجب على الوالدين أن يقوما بها لحماية أطفالهم من مخاطر الإنترنت إلا أن الأمر السيء قد يحدث وهنا يجب أن تكون الأسرة متيقظة لعلامات التحذير التي تظهر في سلوك الطفل مثل رفض التحدث ومصارحة الوالدين حول أنشطة الإنترنت, التهرب من مراقبة الوالدين للحسابات الخاصة للأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي, الانطواء على الذات و الانسحاب من دوائر الأصدقاء وزملاء المدرسة.
ما هي مخاطر الإنترنت على الأطفال ؟
مخاطر الإنترنت على الأطفال هي كل ما يشكل تهديداً نفسياً أو جسدياً محتملاً للطفل سواء كان ذاك في صورة تبادل بيانات كاذبة بغرض الخداع, مطاردة وتعقب الطفل بأي وسيلة إليكترونية, توجيه عبارات أو ارسال مواد مؤذية للطفل ولا تتناسب مع عمره, ارسال رسائل مؤذية نفسياً للطفل أو تتضمن تهديداً بالإيذاء والاعتداء البدني, انتحال شخصيات الغير بقصد اكتساب ثقة الطفل, تسريب معلومات شخصية عن الطفل قد تتسبب له في ضرر, نشر صور الطفل و التحريض على إيذائه أو التشهير به.
لماذا تعد هذه الأشياء خطراً على الأطفال؟
من الخطأ النظر إلى مخاطر الإنترنت على الأطفال كأمر ثانوي لا يستحق إعطائه الاهتمام و الرعاية الواجبين مثل مخاطر الحياة الحقيقية رغم أن الأضرار المتوقعة قد تكون أشد خطراً حيث يصعب في أحيان كثيرة إيقاف الاعتداءات التي تمارس على الإنترنت خاصة في الدول التي لا تزال تعاني من ضعف أفرع مكافحة الجريمة الإليكترونية, كما أن الاعتداءات النفسية على الأطفال في هذا السن تكون ذات أثار أكثر تدميراً على شخصيتهم من الاعتداءات الجسدية, بالإضافة إلى انتشار المواد المستخدمة في الاعتداءات الإليكترونية(صور – مقاطع مصورة-اشاعات) على نطاق واسع وبقائها في حوزة أخرين يمكن أن يعيدوا استخدامها في أوقات أخرى و بالطبع إمكانية التخفي على الإنترنت تجعل من الصعوبة بمكان إمكانية تعقب المعتدي وتوقيفه بخلاف الحياة الطبيعية حيث يمكن تحديد الشخص والتعامل معه قانونياً.
كيف تحمي طفلك من الوقوع ضحية للاعتداءات الإليكترونية؟
كونى المرجع الأول
من أفضل الطرق كي تحمي طفلك من أن يقع ضحية للاعتداءات الإليكترونية أن تبقي على قنوات الحوار بينك وبينه في وضع يسمح له باللجوء السريع إليك إذا تعرض لأي تهديدات دون أن يتوقع أن تقابل شكواه بعاصفة من التأنيب أو الاتهام أو التشكيك.
تخوف الأطفال من العقاب يقف دائماً حاجزاً بينهم وبين مصارحة والديهم ولا يجعل الأسرة المرجع الأول ويلجئ الأبناء إلى دوائر أخرى قد تزيد الأمر سوءاً, كما أن استهزاء الكبار بمشكلات الصغار – التي قد تبدو تافهة – يجعلهم يبتعدون عن مشاركتها معهم أو طلب الرأي منهم.
تعرفى على طفلك
هذه النقطة من أهم نقاط حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت إذ أن الأطفال الذين يعانون من ضعف الثقة في النفس أو الإحباط يكونون أكثر قابلية للاعتداء من قبل أقرانهم أو الغرباء, محاولة الهروب من المسئولية بالقول بأنها حالة عارضة أو مزاج سيء يتعرض له الطفل قد ينتهي إلى نهايات غير سارة لذلك من الأفضل أن يتم دعم الطفل و تقوية ثقة في نفسه طوال الوقت.
صارحى طفلكِ
يحتاج الأطفال في هذه السن إلى من يشرح لهم ما يجب عليهم فعله إذا تعرضوا للتهديد على الإنترنت لذلك ضع لطفلك خطوات واضحة يفعلها إذا استشعر أن هناك من يطارده أو يهدده أو يرسل إليه مواد ضارة على أن يكون من أهم هذه الخطوات ألا يقوم الطفل بالتواصل المباشر مع هذا الشخص وأن يلجأ إلى الوالدين للتعامل المباشر.