تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
أرضنا .. أرض النفاق
يبدأ يوسف السبّاعي مؤلِّف رواية أرض النفاق بإهداء غريب يمهِّد به لأحداث الرواية فيقول فيه: إلى خير من استحقَّ الإهداء ..إلى أحبِّ النَّاس إلى نفسي وأقربهم إلى قلبي، إلى يوسف السباعي ولو قلت غير هذا لكنت شيخ المنافقين من أرض النفاق” . صدرت رواية أرض النفاق أول مرة عام 1949 وانتشرت وقتها انتشارًا كبيرًا فقد اعتمدت أسلوب النَّقد السَّاخر، وصُّنِّفت ضمن الأعمال الاجتماعية التي تحاول تسليط الضّوء على المشكلات المجتمعية ونقد تصرفات النَّاس والمجتمع بأكمله. عام 1968 تمَّ إنتاج فيلم مقتبس من الرواية يحمل نفس العنوان وإلى يومنا هذا بقيت الرواية منتشرة ويتداول النّاس الكثير من اقتباساتها.
مؤلِّف أرض النفاق
يوسف محمد عبد الوهّاب السباعي أديب مصري عاش في الفترة الواقعة بين عامي 1917_1978 وقد تولّى عدّة مناصب في الحكومة المصرية حتى وصل إلى الوزارة وقد صدرَ له العديد من الروايات والقصص التي سجَّل بها أحداثًا عاصرها ونقل صورة تفصيلية عن المجتمع آنذاك.
ملخّص رواية أرض النفاق:
تبدأ الرواية على لسان الراوي الذي صادف ذات مرة دكّانا صغيرة أو حانوتًا توسطه لافتة مكتوب عليها “تاجر أخلاق بالجملة والقطّاعي” فيدفعه الفضول ليدخل ويتكلَّم مع البائع ليكتشف أنّه يبيع مساحيق تُكسب من يتناولها أخلاقًا حميدة وعرض عليه أن يجرِّب مسحوق الشجاعة ومدّة مفعوله عشرة أيام ،بعد تردّدٍ وتفكير أخذه الراوي وتناوله عندما عاد إلى البيت وهو ما زال يشكُّ بأَّن ذلك البائع قد يكون عاقلًا ولكن بعد فترة قليلة تغيَّرت صفاته وبدأ لا يسكت عن الخطأ وينتصر للضعيف ويروي لنا الكاتب القصص التي حدثت معه عندما أصبح شجاعًا بطريقة ساخرة لاذعة بيَّن لنا فيها بأنَّنا نقطن أرض النفاق والمنافقين.
لم يحتمل الرَّجل الشجاعة لأكثر من يوم فهرع إلى الحانوتي وطلب منه أن يعطيه مسحوقًا آخر فأعطاه مسحوق المروءة وحصل معه نفس الشيء الذي حصل معه عندما شرب مسحوق الشجاعة ولكن هذه المرة أسوء فأصبح رقيق القلب يحزن على المحتاجين ويعطيهم كلَّ ما لديه ويصدِّق الجميع حتى أنَّه خلع ملابسه ليعطيها لشابٍّ فقير وقد تعرَّض لجميع أنواع الخداع من الآخرين حتّى شكَّ أهله بجنونه وقرّروا أخذه للمستشفى فهرب من البيت وذهب مرّةً أخرى إلى التّاجر وقرَّر أن يبقى عنده طوال العشرة أيام حتّى يزول مفعول المروءة منه.
في الليل لاحظ الرّاوي كيسًا موجودًا في زاويةٍ قصيّة ليكتشف بأنّه كيس الأخلاق الذي لو شرب منه النّاس سوف يتحلّون بالأخلاق الحميدة وسيتخلَّصون من نفاقهم وريائهم ولكنَّ التّاجر حذره بأنَّ النَّاس سيكونون وقتها على حقيقتهم وكرههم لبعضهم وكذبهم على بعض وستنتشر المشاكل.
يسرق الرّاوي كيس الأخلاق ليلحق به التّاجر ويتعاركان بجانب النهر الذي يُغذّي المدينة فيقع الكيس ويختلط بالمياه ليصل إلى خزّانات في المدينة فيتغيَّر حال النّاس وتنتشر المعارك بينهم ويُظهرون مشاعرهم الحقيقية لبعضهم البعض.
يعتقل الأمن الرّاوي والتّاجر بعد أن سمعهما أحد المخبرين ولكنَّ أعضاء المحكمة يكونون قد شربوا من المياه المختلطة بمسحوق الأخلاق فتبرئهم.
تنتهي الرواية بمشهد النّاس على باب المحكمة يحملون التّاجر وصديقه ويهتفون للأخلاق.