تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
الكاتبة أحلام مستغانمي
كتبت الروائية والشاعرة الجزائرية أحلام مستغانمي العديد من الروايات التي لاقت صدى كبيراً في كافة أرجاء الوطن العربي بل وحتى في كافة أنحاء العالم، فقد ترجمت أعمالها إلى عدة لغات، بل وحصلت بعض أعمالها على جوائز أدبية مثل روايتها “ذاكرة الجسد” التي حازت على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998، وكان من أبرز ما كتبته هذه الروائية هي ثلاثيتها المشهورة (ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير)، هذه الثلاثية التي كتبتها في عدة أعوام دون أنت تفقد خلال هذه السنوات شيء من بريقها، بل أن أسلوبها الأدبي اللامع جعل جمهورها دائماً متشوقاً إلى أي عمل جديد لها، سنتحدث في هذا المقال عن أولى أعمال أحلام مستغانمي “ذاكرة الجسد”.
نبذة عن رواية ذاكرة الجسد
- تعتبر رواية ذاكرة الجسد من أهم الروايات العربية، وأكثرها رواجاً على الإطلاق، فقد كتبت أحلام هذه الرواية بأسلوب بديع، خلط بين الحقيقة والخيال، فقد جاءت هذه الرواية ببدايتها لتخبرنا عن تاريخ الجزائر ونضال شعبه أبان ثورته على الفرنسيين فذكرت فيها أحداث حقيقية عن تلك الثورة العظيمة التي أنجبت مليون شهيد، الذين كان من بينهم والدها قائد الفصيل والرجل الشديد الذي كان الفرنسيون يطالبون برأسه، فكتبت عنه وعن طفولتها التي كان ينقصها وجود الأب والكثير من الحب والسلام، لتنتقل بنا فجأة من ألم الطفولة إلى عزيمة الشباب، فقد أطلت علينا فجأة من بين السطور تلك الشخصية الوهمية التي خلقتها أحلام لتسميها حياة ولتنسبها إلى والدها ولتمنحها بطولة هذه الرواية.
- كانت حياة كأي فتاة في مقتبل العمر، إلّا أنها اختلفت عن بنات جيلها بلقب “ابنة الشهيد” ذلك اللقب الذي منحها تذكرة عبور إلى فرنسا بصحبة أسرة عمها لتكمل تعليمها فيها، وتلتقي هناك بخالد، ذلك الفنان ذو الذراع الواحدة، نعم فقد سقطت ذراعه الأخرى وهو على الجبهة، لم تكن حياة تعرف كل هذا حين انجذبت إليه وجعلت تداعبه بالكلمات بصفتها كاتبة ليرد عليها بالريشة والألوان بصفته فنان، هكذا وفي لقاء قصير في معرض كان قد أقامه خالد في فرنسا وقع كل منهما بفخ الأخر، دون أن يعلم ما سر هذا الانجذاب، وما هي تلك الحالة التي وقعاً في دوامتها.
- خالد، في موضع متأخر من الرواية سنكتشف أنه الراوي لا حياة، حين يخبرنا أنه صديق والدها، وأنه كان على بعد رصاصة منه حين أخذته يد الغدر، ولينهال علينا بحقائق جمة تمرجحنا بين الماضي والحاضر بين تلك الطفلة التي نفذ هو وصية والدها وأجلسها في حضنه وأوصل قُبله إليها ومن ثم منحها اسمها “حياة” وبين تلك الصبية الأخاذة التي لا يدري كيف وقع في حبها.
- سرد يطول بأسلوب مشوق انفردت به الكاتبة أحلام مستغانمي يخبرنا ماض وحاضر، حب وحرب، أمل وألم، دون أن يمل القارئ ويتوقف، بل أن من يقرأ البداية سيصل النهاية بشغف وحب وكأنه يحلم، بل وأنها ستصفعه بالنهاية ليستيقظ على خبر لا يصدق، كيف أن خالد عاد إلى الجزائر بعد طول غياب ليحضر عرس حياة، الطفلة التي أحب، الشابة التي عشق؟
- تفاصيل كثيرة تلك التي يعيشها القارئ في أحداث هذه الرواية، تفاصيل عميقة سيوهم أنه فهمها، إلى حين أن يصدر الجزء الآخر من الرواية “فوضى الحواس” لتكشف للقارئ ما كان يجهله.
معلومات عن رواية ذاكرة الجسد
- صدرت هذه الرواية في العام 1993
- تتكون هذه الرواية من 404 صفحات.
- صدر منها 19 طبعة وبيع 3 ملايين نسخة
- حازت على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998
- حولت الرواية إلى مسلسل أخرجه نجدت أنزور