فى هذا المقال نتعرف على مرض السكر وطرق علاج السكر بالأعشاب
أصبح من المعروف أنّ مرض السكري الذي يُؤثّر في مستويات السكر والإنسولين في الدم لا شفاء نهائي منه حتى الآن، ويجب التعايش مع هذا المرض والمحافظة على نسب سكر معتدلة لتفادي حدوث المضاعفات، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك نوعان لمرض السكري؛ النوع الأوّل (بالإنجليزيّة: Type 1 diabetes) الذي يحدث بسبب عدم إفراز الإنسولين، والنوع الثاني (بالإنجليزيّة: Type 2 diabetes) الذي يحدث بسبب عدم إنتاج كميّات غير كافية من الإنسولين أو وجود مقاومة لعمل الإنسولين في الجسم، ويكون العامل المهمّ للعلاج دائماً هو تناول غذاء صحيّ ومتوازن، وممارسة الرياضة، والمحافظة على وزن صحي، بالإضافة إلى تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب إذا لم تكن التدابير السابقة تفي بالغرض، ومن الجدير بالذكر أنّه في الآونة الأخيرة قد تزايد الاهتمام في استخدام علاجات الطب البديل للمساعدة على علاج النوع الثاني من مرض السكر.[١][٢]
علاج السكر بالأعشاب
بالرغم من وجود مجموعة من الأعشاب التي من الممكن أن تُحافظ على انتظام مُستويات السكر في الدم، وتُقلّل من مُقاومة الإنسولين، وتمنع حدوث مُضاعفات مرض السكر المعروفة، إلّا أنّ الدراسات التي تمّ عملها لم تجد الدليل القاطع على فعاليّة هذه الأعشاب في علاج السكري، ومن المهم مراجعة الطبيب قبل استخدام أو تجربة هذه الأعشاب لاحتمالية تداخلها مع الأدوية الموصوفة لعلاج المرض.[٢]
وفيما يلي نعرض بعض هذه الأعشاب والنباتات:
- الصبّار: يُعتبر الصبّار (بالإنجليزيّة: Aloe vera) من النباتات ذات الأهميّة المعروفة، خاصّة فيما يتعلق بحماية الجلد من حروق الشمس والتقليل من التلف الناتج عنها، والجديد أنّ خلاصة نبات الصبار قد تُساعد على تحسين أعراض مرض السكر؛ حيث أشارت الدراسات إلى دورها في التقليل من مستوى السكر في الدم، وزيادة مستوى هرمون الإنسولين عن طريق تحفيزالبنكرياس لإنتاج المزيد من الإنسولين، وهذا بدوره قد يُساعد على تحسين حالة المريض والحفاظ على أعضاء جسمه المختلفة من الضرر الذي قد يُصيبها نتيجة مضاعفات مرض السكري.[١]
- القِرفة: إنّ أهمّ ما يُميّز القرفة أنّها حلوة المذاق وذات رائحة لاذعة، وهذا ما يُشجّع مرضى السكري على استخدامها للتحلية دون إضافة السكر، وقد أظهرت الدراسات دورٌ مهمّ للقرفة مُشابه لعمل الإنسولين؛ وقدرتها على تحفيز عمليّات الأيض للسكّر، بالإضافة إلى دورها في تقليل مستويات الكولسترول السيء (بالإنجليزيّة: LDL cholesterol)، والمحافظة على ضغط الدم وكميّة مضادّات الأكسدة في الجسم، وبالتالي فهي مهمّة لمرضى السكر للحفاظ على المستويات المطلوبة للسكر والإنسولين.[١][٣]
- الحنظل: الحنظل أو القرع المرّ (بالإنجليزيّة: Bitter gourd) هو نوع من الفاكهة المفيدة لمرضى السكري بكل حالاتها سواءً تمّ تناولها دون طهي، أو بعد طهيها مع الطعام، أو تمّ شرب عصيرها، أو الشاي المحضّر منها.[٤] وتكمن أهميّتها في عملها المشابه للإنسولين؛ حيث تحسّن من استهلاك الخلايا للجلوكوز، وتُقلّل من تصنيعه في الكبد، بالإضافة إلى دورها في تقليل الدهون في الدم.[٣]
- الخُرفيش: بيّنت الدراسات أنّ نبات الخُرفيش (بالإنجليزيّة: Milk thistle) يحتوي على مادة معروفة باسم السيليمارين (بالإنجليزيّة: Silymarin) وتمتاز بخواصّ مُضادّة للأكسدة والالتهاب، ممّا أكسب الخُرفيش قدرته في المساعدة على حماية مرضى السكر من المضاعفات المتوقعة نتيجة الإصابة بالمرض.[١]
- الحلبة: تُساعد بذور الحلبة (بالإنجليزيّة: Fenugreek) على تقليل سرعة هضم الكربوهيدرات، كما تزيد من مستويات الإنسولين في الدم وبالتالي تقلّل مستوى السكر فيه، بالإضافة إلى دورها في تخفيض الكولسترول.[١]
- نبتة الساجدة: تُلقّب الساجدة (بالإنجليزيّة: Gymnema) في موطنها الأصلي الهند بهادمة السكر، حيث تُستخدم الأوراق المطحونة أو خلاصة الأوراق في علاج مرض السكر؛ فهي تساعد على زيادة الإنسولين في الدم عن طريق تجديد خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاجه، كما تُحسّن من دخول الجلوكوز إلى الخلايا من خلال زيادة فعاليّة الإنزيمات المهمّة في عمليّة الاستفادة من سكر الجلوكوز، بالإضافة إلى منع الكبد من إنتاج المزيد من الجلوكوز، ومن الجدير بالذكر أنّ ما لاحظته الدراسات الحديثة هو وجود تأثير إيجابي لهذه النبتة على مرضى السكري من النوعين الأول والثاني.[١][٣]
- الزنجبيل: يمتاز الزنجبيل باستخدامه في علاج الالتهابات المختلفة ومشاكل الجهاز الهضمي، كما قد يُقلّل من مستوى السكر في الدم دون التأثير في مستوى الإنسولين، وبالتالي من الممكن أن يكون له دور في تقليل مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني.[١]
- الكركم: تحتوي جذور عشبة الكركم (بالإنجليزيّة: Turmeric) على مادّة الكركمين (بالإنجليزيّة: Curcumin)، التي تُعطيها اللون الأصفر أو البرتقالي بالإضافة إلى الأهميّة الطبيّة للعشبة؛ وتمتاز مادة الكركمين بالعديد من الخصائص الطبيّة المميزة ومنها تقليل مستوى السكر، والكولسترول في الدم، وتأخير ظهور مضاعفات مرض السكر وذلك كونه يمتلك خواص مضادّة للالتهابات، كما يقلّل من مقاومة الجسم للإنسولين، ويحافظ على خلايا البيتا المسؤولة عن تصنيع الإنسولين.[٥]
- الحبة السوداء: أشارت بعض الدراسات إلى دور الحبة السوداءأو حبة البركة (بالإنجليزيّة: Black Seed) في علاج مرض السكري؛ وذلك من خلال تثبيط امتصاص الجلوكوز، والتقليل من تلف خلايا بيتا (بالإنجليزيّة: Beta cells) الموجودة في البنكرياس، وزيادة حساسيّة خلايا الكبد لهرمون الإنسولين.[٦]
- الشعير: تتميّز حبوب الشعير باحتوائها على كميّة كبيرة من الألياف؛ حيث يُساعد تناول الألياف على تقليل فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث إنّه يُقلّل من فرصة حدوث الالتهاب والتأكسد المرتبطين بمرض السكري من النوع الثاني، ومن الجدير بالذكر أنّ الكميّة الموصى بها من الألياف للنساء تُقدّر بخمسة وعشرون غرام، بينما يُوصى بثمانية وثلاثون غراماً من الألياف للرجال.[٦]
- المنجا: يُعدّ استخدام أوراق نبات المنجا (بالإنجليزيّة: Mango) معروفاً في الطب الشعبي النيجيري وذلك في علاج مرض السكري؛ وقد يعود ذلك لتقليله من امتصاص السكر في الأمعاء.[٣]
- الريحان المقدّس: تعمل خلاصة أوراق الريحان المقدس (بالإنجليزيّة: Holy basil) على تقليل مستوى السكر في الدم، وتقليل الدهون الثلاثيّة، وتقليل الكولسترول.[٣]
- عشبة سالشيا أوبلونغا: تمنع عشبة سالشيا أوبلونغا (باللاتينيّة: Salacia Oblonga) ارتفاع سكر الدم؛ وذلك من خلال ارتباطها بالإنزيم المسؤول عن تحطيم الكربوهيدرات إلى سكر الجلوكوز البسيط ويُسمّى هذا الإنزيم ألفا غلوكوزيداز (بالإنجليزيّة: alpha-glycosidase).[٣]
- نبات الجنسنغ: قد يساهم الجنسنغ (بالإنجليزيّة: Ginseng) في تنظيم مستوى السكر في الدم، فهو يمتلك خواصّ تشابه عمل الإنسولين، ويُقلّل من عمليّات الأيض للجلوكوز في الكبد، ويزيد من إنتاج الإنسلولين، كما قد يكون له دور في التقليل من موت خلايا بيتا (بالإنجليزيّة: Beta cells) الموجودة في البنكرياس.[٣]
مشاكل علاج السكر بالأعشاب
يُمكن لطب النباتات والأعشاب المساهمة في السيطرة على مستوى السكر في الدم، ولكن في المقابل لديه العديد من السلبيّات التي لا يجب أن نغفل عن معرفتها والانتباه لها ومنها؛ عدم معرفة الجرعة التي يتم تناولها بدقّة وذلك لاختلاف قوّة تركيز المواد تبعاً للمكان والزمان الذي تُزرع فيه النبتة، وأحياناً لا تُكتب المكوّنات الحقيقيّة الموجودة داخل عبوّة الأعشاب على المُلصق الخارجي، وبذلك يكون من الأفضل شراء الأعشاب الطبيعيّة الكاملة لاستخدامها، كما يُمكن أن يُسبّب استخدام الأعشاب بعض الآثار الجانبيّة المزعجة كردّة فعل للجسم مثل؛ الشعور باضطّراب أو انزعاج في البطن، والإسهال، وألم الرأس، والتحسّس الجلدي المتمثل بالطفح الجلديّ والحكّة، بالإضافة إلى إمكانيّة حدوث تداخلات دوائيّة في حال تمّ استخدام الأعشاب بالتزامن مع الأدوية الطبيّة الموصوفة، وعليه يجب استشارة الطبيب المختصّ قبل البدء باستخدام الأعشاب.[٤]