مقال اليوم عن تشنج الرقبة ماهو وكيف يحدث وما هى اسباب حدوث تشنج الرقبة وماهى طرق علاجه
يزن الرأس قرابة خمس كيلوجرامات، وتتولى الرقبة مهمّة حمله، والسماح له بالحركة يُمنةً ويُسرة، وإلى الأعلى والأسفل، بالإضافة لتشكيلها ممراً للحبل الشوكي، واحتوائها على الأوعية الدموية التي تنقل الدم من وإلى الرأس، وبالنظر إلى التراكيب الداخلية للرقبة نجد أنّها تُشكّل بُنية متشابكة من العظام، والمفاصل، والعضلات، والأربطة، والأوتار، والأعصاب، بالإضافة لسبع فقرات عظمية (بالإنجليزيّة: Vertebrae)، تفصل بين كل واحدة والأخرىأقراص غضروفية (بالإنجليزيّة: Intervertebral Disks) تعمل على امتصاص الصدمات التي تتعرّض لها الرقبة.[١]
وفي الحقيقة قد يعاني الشخص من آلام الرقبة سواء كان ذلك لفترة قصيرة أو بشكل مستمر ومزمن، وذلك لأسباب مختلفة، منها تشنّج الرقبة (بالإنجليزية: Neck spasm)، الذي يُمكن تعريفه على أنّه حدوث انقباض لا إرادي ومفاجئ في عضلات الرقبة، ليشعر المصاب بالألم أو التصلّب في رقبته، وقد يُعيق هذا التشنج قدرة الشخص على تحريك رقبته.[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الألم المصاحب للتشنج قد يستمر بضع دقائق، أو يمتد لعدة ساعات أو حتى أيام بعد ارتخاء عضلات الرقبة وعودتها إلى حالتها الطبيعية.[٢]
علاج تشنج الرقبة
غالباً ما تكون حالات الإصابة بتشنّج الرقبة بسيطة ولا تُشكّل أيّ خطر، ويمكن التخلص منها بسهولة بإجراء بعض التمارين، أو باستخدام إحدى العلاجات المنزلية، أو تناول أحد الأدوية المُخصّصة لهذا الغرض.[٢]
تمارين الرقبة
هناك عدد من التمارين التي يُمكن ممارستها لعلاج تشنج الرقبة، وفيما يأتي بيان لبعض منها:
- التمرين الأول: يتطلب هذا التمرين استلقاء الشخص على ظهره مع ثني ركبتيه، ومن ثمّ يسند رأسه بيديه الاثنتين، ويحاول تحريك رأسه باتجاه صدره، ويبقى على هذه الوضعية لمدة عشر ثوانٍ، ويُنصح بتكرار هذا التمرير خمس مرات.[٢]
- التمرين الثاني: الوقوف باستقامة، وتثبيت اليد اليمنى باليد اليسرى خلف الظهر، ومن ثمّ إمالة أحد الكتفين للأسفل قليلاً، وتحريك االرأس باتجاه الكتف الأخرى، والبقاء على هذه الوضعية لمدة 15-30 ثانية. ويُنصح بتكرار هذا التمرين ثلاث مرات على كلتا جهتي الجسم.[٢]
- التمرين الثالث: وضع اليد اليمنى على الرأس، ومن ثمّ إمالة الرأس باتجاه الجهة اليمنى من الصدر، ومن ثمّ إعادة التمرين بإمالة الرأس إلى الجهة اليسرى من الصدر، ويُنصح بإعادة هذا التمرين ثلاث مرات.[٣]
العلاجات المنزلية
نوضّح فيما يأتي بعضاً من العلاجات المنزلية التي تساعد على التخفيف من ألم وتشنّج الرقبة:
- التدليك: يُمكن أن يقوم المصاب بتدليك رقبته بنفسه، أو أن يطلب من شخص آخر أن يقوم بذلك، حيثُ يتمّ الضغط بأصابع اليدين على الجزء المتشنّج من الرقبة، والتحريك بشكل دائري.[٢]
- استخدام كمادات الثلج: يُمكن استخدام الثلج في تخفيف آلام وتشنّجات العضلات، بما في ذلك تشنّج الرقبة، ويجدر التنبيه إلى أهمية عدم وضع الثلج على الجلد بشكل مباشر، بل لفّه بمنشفة مثلاً، ووضْعها على الرقبة لمدة لا تزيد عن عشر دقائق متواصلة، ويُمكن بعد ذلك تكرار استخدام كمادات الثلج بمعدل لا يزيد عن مرة في الساعة الواحدة.[٢]
- تطبيق الحرارة: تُساعد الحرارة على التخفيف من تشنّجات الرقبة التي تحدث بشكل متكرر، ويُمكن تطبيق الحرارة على موضع التشنّج باستخدام الكمادات الدافئة.[٣]
- تخفيف التوتر: يزيد التوتر والضغط النفسي من احتمالية الإصابة بتشنج الرقبة، ويُمكن تخفيف التوتر بأخذ قسط من الراحة، وممارسة تمارين التأمل، واليوغا (بالإنجليزيّة: Yoga)، بالإضافة لتمارين التنفس العميق.[٣]
العلاجات الدوائية
هناك عدد من الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج تشنّج الرقبة، نذكر منها ما يأتي:
- الباراسيتامول: (بالإنجليزيّة: Paracetamol)، إذ يُفيد الباراسيتامول في تخفيف الألم المرافق لتشنّج الرقبة.[٢]
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: (بالإنجليزيّة: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، واختصاراً NSAIDs، بالإضافة لقدرة هذه الأدوية على تسكين الألم، فإنّها تعمل على تخفيف الالتهاب الذي يُمكن أن يزيد تشنّج الرقبة سوءاً. ومن الأمثلة عليها: الآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزيّة: Naproxen).[٢][٤] وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام أيّ من هذه الأدوية المُسكّنة في حال كان الشخص مصاباً بقرحة المعدة (بالإنجليزيّة: Gastric ulcer)، أو بأحد أمراض الكلى أوالكبد المزمنة، أو يعاني من وجود نزيف في جهازه الهضمي.[٥][٤]
- مُرخيات العضلات: (بالإنجليزيّة: Muscle relaxants) تُوصف هذه الأدوية في حال عدم فاعلية المسكّنات السابقة في علاج آلام تشنّج الرقبة، وتعمل على إرخاء العضلات وبالتالي تخفيف تشنّج الرقبة، ومن الأمثلة عليها: الباكلوفين (بالإنجليزيّة: Baclofen) والتيزانيدين (بالإنجليزيّة: Tizanidine).[٣][٦]
- الستيرويدات أو الحقن المُخدّرة: (بالإنجليزيّة: Steroid or anesthetic injections) في الحقيقة لا تُستخدم الستيرويداتوالحقن المُخدّرة إلّا إذا كانت العلاجات السابقة غير فعّالة.[٣]
مراجعة الطبيب
على الرغم من أنّ معظم حالات تشنّج الرقبة تكون بسيطة وغير مُقلقة كما أسلفنا، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي قد تدل على وجود مشكلة خطيرة، وفيما يأتي بيان لبعض حالات تشنّج الرقبة التي تستدعي مراجعة الطبيب:[٢]
- المعاناة من تشنّج الرقبة بعد تلقي ضربة أو التعرّض لإصابة.
- استمرار تشنّج الرقبة لمدة تزيد عن أسبوع، أو إذا كان التشنّج شديداً.
- الإصابة بالصداع وازدياد حدّته سوءاً مع مرور الوقت، ومصاحبته لأعراض أخرى كالتقيؤ والغثيان.[٥]
- ازدياد شدة ألم الرقبة مع مرور الوقت أو امتداده إلى إحدى الذراعين أو كلتيهما.[٥]
- ظهور أعراض إلى جانب تشنّج الرقبة؛ فالتهاب السحايا(بالإنجليزية: Meningitis) من الأمراض الخطيرة التي يُمكن أن تتسبّب بتشنج أو تصلّب الرقبة، ومن أعراضه: الإصابة بالحمىالشديدة، والقشعريرة، والصداع، إضافة إلى ظهور بقعبنفسجية على الجسم في بعض الحالات.[٢]