صحة

قصة جبل عرفات

يجب على كل المسلمين السيرعلى نهج وسنه الرسل والأنبياء والشخصيات الإسلامية الجيدة.

جبل عرفات

جبل عرفات هو جبلٌ يقع خارجَ حدود الحرم المكيّ إلى الجانبِ الشرقي منها، ويبعد عن مكّةَ المكرمة حوالي 21 كيلومتر، تبلغُ مساحته 10.4كم²، اتخذ أهميتُه الدينيّة لدى المسلمين من فريضةِ الحجّ، حيث يُعدّ الوقوف به شرطًا لصحة الحج لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الحَجُّ عَرَفَة)، ويتلو يوم الوقوف به يوم عيد المسلمين الأكبر، عيد الأضحى المبارك، ولعلَّ العديدَ من المسلمين يتساءلونَ عن قصّة جبل عرفات وسبب تسميته وهو ما سيتم تقديمُه في هذا المقال.

قصة جبل عرفات

لم يثبتْ في القرآن الكريم ولا في السنّةِ النبوية الصحيحة قصة جبل عرفات ولقاء آدم -عليه السلام- بحواء عليه، والأمر الجليّ الذي لا خلافَ عليه والذي ورد في القرآن الكريم هو أنّ آدم وحواء أُنزلا من الجنة وهَبَطا إلى الأرض ليكونَ فيها مستقرّهم، يقول الله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة:36]، أما فيما روي عن قصة جبل عرفات والتقاء آدم بحواء فيُؤخذ منه ما يأتي ولو أنه لا يؤخذ يقينًا قطعيًا بصحته، فمنه ما ورد بأحاديث ضعيفة الإسناد ومنه ما أخذ من الإسرائيليات وروايات أهل الكتاب والتي سيتم الحديث عنها في تاليًا.

ورد عن الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أنه قال: “وقال السّدي: قال الله تعالى: (اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا) فهبطوا، فنزل آدم بالهند، ونزل معه الحجر الأسود، وقبضة من ورق الجنة، فبثه بالهند، فنبتت شجرة الطيب، فإنما أصل ما يجاء به من الهند من الطيب من قبضة الورق التي هبط بها آدم، وإنما قبضَها آدم أسفًا على الجنة حين أخرج منها.”

وعن الحسن البصري -رضي الله عنه- قال: “أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس بدَسْتُمِيسان من البصرة على أميال، وأهبطت الحية بأصبهان” رواه ابن أبي حاتم، وتشير هذه الروايات ضعيفة الإسناد والاستشهاد بأن آدم -عليه السلام- أُهبط من الجنة إلى الهند، وحواء أهبطت إلى جدة، وقد بحثا عن بعضهما البعض حتى التقيا ببعضهما على جبل عرفة ومن هنا استنبطت قصة جبل عرفات وسبب إطلاق هذا الاسم عليه لأنهما تعارفا عليه بعد الافتراق، والله تعالى أجلّ وأعلم.

الإسرائيليات وحكم الاستشهاد بها

الإسرائيليّات هي ما ورد في الكتب السماويّة التي أنزلت على بني إسرائيل من أحاديث وقصص، ولا يؤخذ بها على محمل التصديق ولا على محمل التكذيب، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تُصَدِّقوا أَهْلَ الْكِتَابِ ولا تُكَّذِّبوهم” رواه البخاري، لذا أجاز العلماء التحديث بها من باب الاستئناس والوعظ والنصح دون أخذها بصورة جازمة لقوله -عليه الصلاة والسلام-: “حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائيل ولا حَرَج” رواه البخاري.

السابق
قصة حادثة الإفك
التالي
قصة سورة عبس

اترك تعليقاً