المقدمة
تناول الطعام يعني الحصول على السعرات الحرارية والتي يختلف عددها باختلاف نوعية الطعام وكميته، لهذا السبب نرى أن الكثير من الأشخاص الراغبين في إنقاص الوزن يتعاملون بنظام السعرات الحرارية وحسابها، بمعنى معرفة عدد السعرات الحرارية في كل شيء يتناولونه للحفاظ على أوزانهم، ولكن قد لا يعرف البعض معنى السعرات الحرارية وأهميتها، لذلك هيا نستعرض لكم هذا المقال.
مفهوم السعرات الحرارية
السعرات الحرارية أو الكالوري أو الحريرة، كلها بمعنى واحد، وهي وحدة لقياس الطاقة الحرارية، وهي كمية الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة غرام واحد من الماء لدرجة مئوية واحدة.
وتعني أيضاً وحدة لقياس الطاقة الحرارية التي يحتاجها ويكونها الجسم حتى يقوم بعمله بشكل طبيعي، وذلك عن طريق إحراق المواد الغذائية.
فمصادر الطاقة في جسم الإنسان هي الغذاء والأكسجين، وتختلف الأغذية في مقدار الطاقة التي تنتجها حسب ما تحتويه من العناصر الأساسية الثلاثة في الغذاء وهي الكربوهيدرات – البروتينات – الدهون، وهذا يعني أن مصدر السعرات الحرارية في المصادر الثلاثة يكون بنسب متفاوتة كالآتي:
- الكربوهيدرات: تنتج ٤٠٠ سعرة لكل ١٠٠ جرام
- البروتينات: تنتج ٤٠٠ سعرة لكل ١٠٠ جرام
- الدهون: تنتج ٩٠٠ سعرة لكل ١٠٠ جرام
ولكن السعرات الحرارية موجودة بشكل عام في جميع الأطعمة بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه، ولكن نسبتها قليلة جداً مقارنة بالمصادر الثلاثة سابقة الذكر، لذلك يوصي أخصائيو التغذية بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات للحصول على عدد قليل من السعرات الحرارية، لأنها ترفع مستوى الشعور بالشبع وامتلاء المعدة مما لا يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مرغوب فيه، فإن إضافة طبق سلطة كبير إلى الطبق الرئيسي محدود الكمية سيزيد من الشبع وزيادة نسبة الألياف وتناول كمية طعام أكبر ولكن بسعرات حرارية أقل.
حاجة الجسم من السعرات الحرارية
الجسم مثل الماكينة أو الآلة التي تحتاج إلى وقود حتى تعمل، لذلك فإن الجسم يحتاج لكمية محددة من السعرات الحرارية يومياً كوقود ومصدر طاقة لعمل الجسم، وهذه الكمية تختلف حسب نشاط الشخص وعمره وحجم جسمه.
فعلى سبيل المثال الأطفال يحتاجون لعدد كبير من السعرات الحرارية نظراً لنشاطهم المفرط، كما أنهم في حالة نمو مستمر، على عكس البالغين الذين يحتاجون لعدد محدد من السعرات الحرارية بشكل يتناسب مع أعمارهم ومستوى نشاطهم اليومي.
وحتى لا يقع الإنسان في فخ زيادة الوزن عليه الالتزام بالحد المعقول من السعرات الحرارية، وعدم زيادة عددها بشكل أكبر من كمية الطاقة التي نحرقها، لأن الجسم يُخزن السعرات الحرارية الزائدة عن حاجته على هيئة شحوم ودهون يستخدمها فيما بعد إذا اضطر لذلك في حال نقصان السعرات الحرارية المأخوذة من الطعام.
وتتمثل حاجة الجسم للسعرات الحرارية في القيام بجميع أنشطته الحيوية مثل التنفس والهضم وعمل أجهزة الجسم مثل القلب والكبد والكلى وحتى عملية التفكير.
كما أنها ضرورية في عملية النشاط البدني مثل المشي والركض وحمل الأثقال والتمارين الرياضية، فلا يمكن تصور قدرتنا على الحركة والنشاط البدني دون الحصول على الطاقة الحرارية الموجودة في السعرات، لذلك ان امتناع شخص ما عن تناول سعراته الحرارية اليومية يعرضه للضعف العام في الجسم والإصابة بهبوط في الدورة الدموية والاعياء العام.
ومن هنا نستنتج معلومة هامة وهي أن تناول عدد فائض من السعرات الحرارية يؤدي لزيادة الوزن، وتناول عدد أقل من المطلوب من السعرات يؤدي للإعياء، ولهذا يجب إيجاد التوازن في الحصول على السعرات الحرارية.
دور السعرات الحرارية في إنقاص الوزن
قلنا إن السعرات الحرارية هي الطاقة الحرارية التي نحصل عليها من الطعام، وتساعد الجسم في أنشطته الحيوية، ولكن كيف يمكن أن يكون لهذه السعرات الحرارية دور في إنقاص الوزن؟ وكيف يتم ذلك؟
الإجابة على السؤال بسيط جداً، وهو أن تناول العدد الكافي من السعرات الحرارية لن يؤدي إلى تراكم الشحوم أو زيادة الوزن وستكون الأمور على ما يرام، ولكن في حالة الرغبة في إنقاص الوزن وفق نظام السعرات الحرارية فانه يجب تقليل عدد السعرات المتناولة عن المعتاد حتى يقوم الجسم بتعويض الكمية المفقودة من خلال حرق الدهون والشحوم المتراكمة في الجسم كمخزون احتياطي.
فمثلاً لو أن فتاة تحتاج لعدد ٢٠٠٠ سعرة حرارية في اليوم وتريد إنقاص وزنها فإنه من اللازم أن تقلل من طعامها المستهلك عدد ٥٠٠ سعرة يومياً، ومع مرور الوقت سيقوم الجسم بتعويض النقص من الدهون المخزنة في الجسم، وبالتالي نقص وفقدان الوزن، وهذا النظام متبع الآن بشكل كبير في الحميات الغذائية لإنقاص الوزن وقد أوصى به أخصائي التغذية.
وان تطبيق هذا النظام سهل جداً ويعتمد على مراقبة عدد السعرات الحرارية الموجودة في كل شيء يتم تناوله خلال اليوم وتدوين ذلك على ورقة لحساب عدد السعرات المستهلكة وعدم تجاوزها.
وقد أشارت الدراسات إلى أن اتباع نظام السعرات الحرارية لإنقاص الوزن سيساعدك في خسارة ما يقارب نصف كيلو غرام خلال أسبوع أي ما يعادل اثنان كيلو غرام خلال شهر كامل.
كما أن الرغبة في زيادة الوزن يعني إضافة ٥٠٠ سعرة عن العدد المعتاد، بمعنى اذا كنا نتناول ٢٠٠٠ سعرة خلال اليوم ونرغب في زيادة الوزن فإننا سنرفع عدد السعرات الحرارية المستهلكة بشكل يومي إلى ٢٥٠٠ سعرة حرارية، وهذا ما يعرف بنظام التسمين الذي يلجأ إليه الأشخاص المصابين بالنحافة.
وبناء على ما سبق استعراضه في هذا المقال المبسط فإننا نذكر بأن السعرات الحرارية هي الطاقة اللازمة لنشاط الجسم، وتختلف عددها وكميتها اللازمة من شخص لآخر باختلاف عوامل العمل والجنس وحجم جسمه ومستوى نشاطه البدني.
والالتزام بتناول الحد المطلوب من السعرات يساعد في استقرار الوزن والتمتع بصحة جيدة، أما تجاوز الحد المطلوب سيؤدي لتراكم الدهون بسبب وجود فائض سعرات مخزنة وزائدة عن حاجة الجسم، كما أن تناول سعرات حرارية أقل من حاجة الجسم سيؤدي لوعكة صحية وضعف عام في بنية الجسم.
الخاتمة
أن مراقبة السعرات الحرارية المأخوذة من الطعام وعددها وتقليله عن الكمية المعتادة التي يحتاجها الجسم خلال اليوم له دور فعال في إنقاص الوزن بشكل ملحوظ على المدى الطويل، ويعد حمية غذائية سهلة التنفيذ والالتزام وشائع جداً مقارنة بأنظمة التخسيس والحميات الغذائية القاسية التي لا تحقق نتائج صحية، كما أن نتائجها لا تدوم طويلاً خصوصاً لو كانت خسارة الوزن سريعة جداً.
وبهذا نكون قد وصلنا الى نهاية مقالتنا ونرجو منكم مشاركتها مع الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعم الفائدة.