تاريخ الصوفية
علماء الصوفية
اشهر كتب الصوفية
وفي هذا الموضوع سوف يدور الحديث حول أشهر كتب الصوفية وتاريخ الصوفية وأشهر علماء الصوفيه المعروفه
تاريخ الصوفية
قبل الحديث عن أشهر كتب الصوفية سيُشار إلى تاريخ الصوفية بشكل مختصر، فالصوفية مثل أي جماعة أو فرقة إسلامية تستند في مرجعيتها إلى عصر النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنّه يعد المرجع الأول والشرعي في تاريخ الإسلام، ولذلك فإنَّ كل طريقة من طرق الصوفية تعيدُ أورادها بالسند إلى أحد الصحابة أو إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكنَّ مصطلح الصوفية لم يظهر إلا في القرن الثالث للهجرة مع أنَّ جذور الصوفية كانت قد ظهرت قبل هذه الفترة. وكما هو معروف فإنَّ معظم حركات الفكر والسياسة في الحضارة الإسلامية والعربية التي ظهرت عندما تمدّدت الدولة الإسلاميّة وبسطت نفوذها على مناطق واسعة من بلاد فارس إلى المغرب كانت كلها نتيجة اختلاط ثقافات وعناصر متعددة وُجدت في تلك المناطق، فإضافة الثقافة الإسلامية بما جاءت به من نصوص شرعية وعادات اجتماعية مع الموروث الجاهلي والموروث الفارسي في بلاد الرافدين، بالإضافة إلى الموروث الروماني واليوناني، وموروث الشعوب السامية وغير السامية المحلية، فاندماج هذا الخليط وتصادمه أحيانًا وفي العصر الذهبي للدولة العباسية أدى لظهور كثر من تلك الحركات الإسلامية والتي تعدُّ الصوفية إحداها.
حيثُ بدأت الصوفية ببعض السلوكيات التعبديّة من زهد في الحياة الدنيا وحضّ على العبادة والترغيب في الآخرة، وتمثَّلت هذه السلوكيات ضمن تيارين رئيسَيْن: عند السنة والجماعة ويمثلها الحسن البصري والحارث المحاسبي، عند الشيعة وهو من أصول فارسية وعلى رأس هذا التيار حبيب العجمي الفارسي، ثمَّ برزَ الجنيد ضمن تيار الزهد الإسلامي وكانت له آراء خاصة في النفس والتوحيد، وبعده ظهر الحلاج وهو أول من أعلن وصرّحَ عن الحلول والاتحاد لتنغمسَ الصوفية بالغنوصية في ذلك الوقت. ثمَّ أحدثَ الإمام الغزالي نقلة نوعية في تاريخ الصوفية عندما انقلب على مدرسة المتكلمين إلى التصوف وأصدر كتاب إحياء علوم الدين الذي حاول فيه أن يؤسّسَ للعلوم الشرعية بصيغة صوفية، وكان اعتماد كثير من الفقهاء منهم الجيلاني للصوفية منهج للتربية الإيمانية من الأمور التي ساعد على انتشار التصوف في بقاع العالم الإسلامي كافّة. 1)
أشهر كتب الصوفية
خلال مسيرة الصوفية والتي كان أول ظهور فعليّ لها في القرن الثالث الهجري ظهر الكثير من العلماء الذين ألّفوا العديد من الكتب والمراجع في التصوف، منها ما عمل على إعادة صياغة العلوم الشرعية بطريقة صوفية ومنها ما أخذَ صيغ الوعظ والإرشاد والتوعية في الزهد والورع والتقوى، وفيما يأتي بعض أشهر كتب الصوفية خلال تاريخها الطويل: 2)
- كتاب إحياء علوم الدين: هو أحدُ أشهر كتب الصوفية والذي ألّفَه الإمام أبو حامد الغزالي وهو أشهر مؤلفاته، وعملَ فيه على تأسيس للعلوم في الشريعة الإسلاميّة بصيغة صوفية، وقيلَ عنه: أنه من أعظم كتب المواعظ وأجلها، وقيل عنه أيضًا: لو ذهبت كتب الإسلام، وبقيَ الإحياء أغنى عمَّا ذهب.
- البحر المديد في تفسير القرآن المجيد: يعدُّ أحد تفسيرات القرآن الكريم الصوفية لابن عجيبة الشريف الإدريسي الحسني والذي يرجع نسبه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويعد ابن عجيبة من علماء الصوفيين المتأخرين ويعتبر تفسيره نتاجًا أدبيًا متكاملًا في أروع أدب صوفي.
- الحكم العطائية: يعدُّ كتاب الحكم العطائية من أشهر كتب الوعظ الصوفية كتبه ابن عطاء الله السكندري ويبلغ عددها 264 حكمة، وابن عطاء أحد أهمّ أشخاص الطريقة الشاذليّة في التصوف والتي أسسها أبو الحسن الشاذلي.
- جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر: وهو كتاب للشيخ والإمام عبد القادر الجيلاني المعروف يتألف من جزئين، يجمع هذا الكتاب مجموعة كبيرة من خطب الشيخ، تتناول مواضيع في الفقه والعبادات والعقائد والفرق الإسلامية والأخلاق والمواعظ.
- الأنوار المقدسة في معرفة قواعد الصوفية: من أشهر كتب الصوفية بيَّن فيه الشيخ عبد الوَهّاب الشعراني قواعد الصوفية وأسسها ومنهجها، والكتاب يتحدّث في عقيدة الصوفية وبيان الأسانيد في تلقين الأذكار وآداب الذكر، وآداب المريد مع الشيوخ وآداب المريد مع باقي الناس من إخوانه.
- التصوف الثورة الروحية في الإسلام: كتاب من تأليف أبي العلا عفيفي، وأحد الكتب المهمّة والنادرة في الصوفية، جمع فيه الكاتب بين البحث الدقيق والعمق والأصالة وكثرة الأفكار، وهو يعبر عن أنَّ التصوف أروع صفحة يمكن أن تتجلى فيها روحانية الأسلام، ويعتبرها تفسير علمي للإسلام، والعنوان هو اختصار يوضح فكرة الكتاب. فالتصوف هو ثورة على المفاهيم والأوضاع التي كرسها الفقهاء بثَّ في الإسلام وتعاليمه روحًا جديدةً.
- فتح الغيوب: من أشهر كتب الصوفية وأبرزها للإمام عبد القادر الجيلاني -رحمه الله-، حيثُ جاء في الكتاب 62 مجلسًا ودرسًا كان الشيخ عبد القادر الجيلاني يعقدُ تلك الدروس في مدرسته.
- الرسالة اللدنية: ويسمّى أيضًا رسالة في بيان العلم اللدني، وهو من أشهر كتب الصوفية في العلم اللدني والذي يقال أنَّ الله تعالى أخبر عن ذلك العلم في قوله: {وعلمناه من لدنا علمًا} 3)، وينسب الكتاب للشيخ الغزالي الطوسي مع اختلاف بين الباحثين في ذلك.
أشهر علماء الصوفية
بعدَ الحديث عن أشهر كتب الصوفية لا بدَّ من ذكر بعض أهمّ علماء الصوفية في تاريخ الإسلام، والذين كان لهم تأثير كبير على الصوفية وتاريخها، فقد ساعد الكثير منهم على تطور الصوفية وإضفاء طابع رسمي على هذا المنهج وما يشمله من تعاليم وآداب ومعتقدات، وفيما يأتي بعض أهم علماء الصوفية: 4)
- عبد القادر الجيلاني: يعدُّ الشيخ عبد القادر من أشهر علماء وأئمة الصوفية، فقيه حنبلي، يلقَّب بباز الله الأشهب وتاج العارفين وتُنسب إليه الطريقة القادرية عند المتصوفة، وَلِدَ عام 1077م في جيلان واختلفَ في أن تكون جيلان إبران أو العراق، له الكثير من الكتب والخطب والدروس.
- أبو الحسن الشاذلي: هو أبو الحسن علي بن عبد الله الشاذلي المغربيّ، زاهد من كبار وأئمة الصوفية، تُنسب إليه طريقة من أشهر طرق الصوفية وهي الطريقة الشاذلية، وُلِد عام 571هـ وتصوف وأخذ الفقه في تونُس، توفّيضَ في صحراء عيذاب وقد كان متوجهًا إلى مكة المكرمة عام 656هـ.
- أبو يزيد البسطامي: أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي، من علماء الصوفية لقبَ سلطان العارفين، كان جده مجوسيًّا وأسلم، ولد عام 188هـ في مدينة بسطام التابعة لأعمال خراسان، توفّي عام 261هـ وهو من الذين يقولون بوحدة الوجود.
- ابن عربي: هو الشيخ مُحْيي الدين بن عربي الأندلسي، واحد من أشهر المتصوفين على الإطلاق، لقّبَ بالشيخ الأكبر، وتُنسب إليه الطريقة الأكبرية عند الصوفية، ولد في الأندلس في مدينة مرسية عام 1164م، وسافر إلى الشرق عام 1200م واستقر في دمشق عام 1223م، توفي عام 1240م في دمشق.
- الجنيد: هو أبو القاسم الجنيد بن محمد الخزاز، المعروف بالجنيد البغدادي، من علماء أهل السنة ومن مشاهير علماء الصوفية في المذهب السني، ولد في بغداد ونشأ فيها وأخذ الفقه على يد أبي ثور، توفّي عام 297هـ.