فى هذا المقال نتعرف على سرطان القولون وماهى أعراض سرطان القولون عند النساء وماهى وسائل الوقاية من سرطان القولون
يُوصف سرطان القولون على أنّه مجموعة من الأورام الخبيثة القابلة للانتشار في الجسم، ويحدث هذا النوع من السرطان -نسبةً لاسمه- في القولون (الأمعاء الغليظة) الذي يُعد الجزء الأخير من القناة الهضمية، ورغم أنّ معظم حالات أورام الأمعاء الغليظة حميدة بمعنى أنّها محدودة المكان وغير قابلة للانتشار وتكون على شكل تكوّرات لحمية، لكن في حالات معيّنة تتحوّل هذه الأورام اللحمية الحميدة إلى أورام خبيثة وتنتشر إلى باقي أعضاء الجسم، ويحدث سرطان القولون لدى النساء والرجال بنسب متفاوتة ولا تختلف الأعراض عادةً بين الجنسين، وسيتم في هذا المقال مناقشة أعراض سرطان القولون عند النساء.
أعراض سرطان القولون عند النساء
يصيب سرطان القولون النساء والرجال على حدٍ سواء ويُعد المرض الثاني عند النساء بنسة إصابة تصل إلى 9.2%، والمرض الثالث عند الرجال بنسبة 10%، لذا من الأفضل دائمًا الالتزام بعمل الفحوصات الدورية لسرطان القولون وخصوصًا عند النساء قبل الرغبة بالحمل والإنجاب وذلك من أجل التعرّف على أية تورّمات أو تكوّرات لحمية غير طبيعيّة قد تحصل، ولا تختلف الأعراض التي تظهر على الجسم نتيجة الإصابة بسرطان القولون عند النساء أو الرجال، ففي بداية الإصابة قد لا تظهر أيّة أعراض على المصاب مما يجعل المرض ينتشر بشكلٍ أكبر وبعدها تبدأ الأعراض تدريجيًّا بالظهور، ومن هذه الأعراض: [١]
- تغيّرات في تقلّصات الجهاز الهضمي مما يُحدِث حالات منالإسهال والإمساك الدوريّة والمتكرّرة والتي يمكن أن تستمر لأكثر من أربعة أسابيع.
- وجود دم جاف في البراز أو تبّرز دماء سائلة داكنة اللون بشكل متكرّر في اليوم الواحد.
- اضطرابات معوية تتمثّل في الغازات والآلام المتكرّرة في المنطقة السفلية من البطن.
- الإحساس الدائم بوجود كميات براز إضافية في الأمعاء وذلك رغم التبرّز المتكرّر يوميًّا عندما تقتضي الحاجة، وذلك يسبّب مضايقات وغازات مزعجة.
- انخفاض الوزن بشكل كبير في فترات زمنية قصيرة.
- وهن وضعف عام في الجسم.
أسباب سرطان القولون عند النساء
إنّ أسباب سرطان القولون عند النساء -التي تزيد من خطورة حدوثه- عديدة، وترتبط بالعديد من جوانب النظام الحياتيّ للمرأة، وتتمثّل أهم الأسباب في: [٢]
- الوراثة الجينية أو الاستعداد الجينيّ: تشير الدراسات إلى أنّ سرطان القولون حاله كحال سرطانات أخرى كسرطان الرئةوالثدي من حيث تعلّقه المباشر بالأسباب الجينية والتاريخ المرضيّ للعائلة، حيث أن وراثة بعض الجينات من الآباء يمكن أن تزيد من خطورة الإصابة بالسرطان وخصوصًا سرطان القولون عند النساء، ولا بدّ من أن تُلاحظ المرأة التاريخ المرضي لعائلتها وتُطلِع ذلك على الطبيب الخاص بها، وبناءً على ذلك يرشدها الطبيب إلى الطرق المناسبة ونمط الحياة الذي يجب أن تعيش وفقه كي تحمي نفسها من الإصابة مستقبلًا.
- الغذاء: يُشار عادةً إلى أنّ الأغذية التي تحتوي على مستويات عالية من البَهار والصلصات الحارة تسبّب تخّرشات في القناة الهضمية بشكل عام والقولون بشكل خاص، لذلك يجدر التقليل من تناولها أو الاعتدال في ذلك.
وسائل الوقاية من سرطان القولون
تُعد وسائل الوقاية من سرطان القولون فعّالة جدًّا إذا تمّ تطبيقها بشكل دوريّ ومُنظَّم وبإشراف طبيب الأسرة أو أخصائي الأورام، ومن أهم هذه الوسائل: [٣]
- الفحوصات التصويريّة: إنّ إجراء الفحوصات الدورية يحد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون، وذلك لأن الخلايا التي يصيبها خلل وتُصبح غير طبيعية أو في حالة ما قبل سرطانية تستغرق مدّة تمتد من 10 إلى 15 سنة حتى تتحوّل لورم خبيث يصعب السيطرة عليه، لكن في حالة الفحص الدوري، يستطيع الأطباء السيطرة على هذه الخلايا وإيقاف نموّها في الحال.
- النظام الغذائي: النظام الغذائي الغني بالألياف والسعرات الحرارية القليلة يساعد في تقليل خطورة الإصابة بسرطان القولون، وذلك لأنّه يعمل على تقليل التقلصات المعوية التي تترافق مع الأغذية الدهنية وقليلة الألياف والتي تتصف بالتعقيد وبحاجة إلى عدد تقلّصات أكبر حتّى يتم هضمها، فالتقلصات الكثيرة تتطلّب من الجسم إنتاج أعداد أكبر من الخلايا وبالتالي زيادة احتمالية نشوء طفرات أثناء تشكّل الخلايا الجديدة، والطفرات في الخلايا هي التي تزيد من احتمالية تحوّلها لخلايا غير طبيعية أو خلايا ما قبل سرطانية والتي تتحوّل لخلايا سرطانية مع مرور الزمن.
- التمارين الرياضيّة: تُحسّن التمارين الرياضية من مستويات الإخراج في الجهاز الإخراجي وتحرق من مستويات الدهون وبالتالي تساعد الأمعاء على التخلّص من الطعام بشكل سريع وتقلّل الجهد عليها.
- التدخين: أيًّا كانت الطريقة التي يُدخَّن بها ورق التبغ فإنه يحمل العديد من المواد المسرطنة والتي تضر كافة أنحاء الجسم مع طول الاستخدام وتقدّم العمر.
- الكحوليات: الكميات القليلة من الكحول لا تؤدّي لأذية القولون، لكن الإفراط في الشرب يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون كون الإيثانول عمومًا يعمل على تخريش خلايا الأمعاء ويعطّل مهمتها في الهضم والامتصاص.
- الفيتامينات والمعادن: تناول المكملات الغذائية كالفيتامينات ومكملات المعادن كالكالسيوم والمغنسيوم يساعد على تحسين حالة القولون بشكلٍ عام.
- الإفراط في تناول المسكِّنات: الإفراط في تناول المسكنات كالأسبرين تحديدًا يزيد من خطورة الإصابة بسرطان القولون.
- البدائل الهرمونية لدى النساء: الكثير من النساء بعد سن اليأس وتوقّف الدورة الشهرية يستخدمنَ بدائلًا هرمونية لتعويض النقص الحاصل عندهن وذلك مثل بدائل هرموني الإستروجين والبروجستيرون، لكن تمّت الإشارة في العديد من الدراسات أنّ المكملات الهرمونية هذه تزيد من سوء حالة سرطان القولون عند الأنثى في حالة تمّ تشخيصها به بعد الخمسين، أيّ أنّ البدائل الهرمونية تزيد من حدّة المرض -إن وجِد لأسباب أخرى- لكنّها لا تُعدّ من أسباب سرطان القولون عند النساء.