الرويات هي من احلي الرويات الجزائرية التي تعتمد علي المواضيع الحقيقي وكاتبتها هي احلام مستغانمي الكاتبة الجزائرية
من هي أحلام مستغانمي
روائية جزائرية تأثرت بوالدها الذي شارك في الثورة الجزائرية، وسجن وعذّب في سجون المحتل الفرنسي، لذلك نجد أغلب كتاباتها تتناول مواضيع ذات صلة وثيقة بالأوضاع السياسية التي كانت سائدة في الجزائر في مختلف الحقبات الزمنية. عملت أحلام في بداياتها في الإذاعة الوطنية وكان لها برنامج همسات عرّف المستمعين بمن هي أحلام مستغانمي، وحظيت باستحسانهم وكانت بداية طريق شهرتها، ثم انتقلت في سبعينيات القرن الماضي للعيش في فرنسا وهناك تزوجت من صحفي لبناني، وقد أكملت تعليمها الأكاديمي حتى نالت درجة الدكتوراة من جامعة السوربون، وفي عام 1998 فازت بجائزة نجيب محفوظ للأدب عن روايتها ذاكرة الجسد، وهي حاليًّا تسكن بيروت. أمّا عن أحلام مستغانمي الروائية فقد تجاوزت في رواياتها الثالوث المحرّم وهو الدين، والسياسة، والجنس، وتعمّدت أن تغوص في داخل المناطق الرمادية الشائكة التي يجرّم المجتمع كل من يتجاوزها.
قراءة في عنوان رواية فوضى الحواس
قبل أن نبدأ بسرد أحداث رواية فوضى الحواس، نتوقف عند العنوان لطرح سؤوال عن ماهيّة الفوضى التي قصدتها أحلام في روايتها، وأي حواس تلك التي شذّت عن رتابة وظيفتها البيولوجية لتغرق في فوضى، والجواب يأتي في نهاية الرواية عندما تكون البطلة في مقهى منتظرة لقاء الصحفي عبد الحق، وتمسك بين يديها صحفية تقرأ فيها لتقتل وقت الانتظار، حتى تقع عينيها على خبر وفاة عبد الحق، وعادت بالذكرة للوراء وبدأت باسترجاع مشاهد التقائها مع صديق عبد الحق في نفس المقهى التي تجلس فيه، والذي ما إن اقترب منها حتى اضطربت ووقعت حواسها في الفوضى، حيث وقعت في حب هذا الصديق فعشقت رائحته وصوته، وبعد أن سيطر على حاستي الشم والسمع لديها تأكدت من أنّه هو نفسه من قابلته في السينما ولكن خدعها بصرها.
طبيعة نص فوضى الحواس
تتناول أحلام في هذه الرواية التناقضات والتطرف في المشاعر الذي يمر به المواطن، فهو يعشق إلى حد الكره، ويكره إلى درجة الحب، وتختلط عليه الأمور فهو ليس بقادر على التمييز بين العدو والصديق، ولا يعرف الصالح من الطالح، وهو ما فرضته عليه فوضى الحواس. والمواضيع التي تناولتها أحلام في روايتها لها علاقة بالحب وبالسياسة والصراعات التي تتحكّم في كل منهما والتشابك فيما بينهما.
ملخّص رواية فوضى الحواس
فوضى الحواس هي الجزء الثاني من ثلاثية أحلام الشهيرة التي بدأتها برواية ذاكرة الجسد واختتمتها برواية عابر سرير، وتوسطتها فوضى الحواس، والتي تدور أحداثها عن قصة تقرأها بطلة الرواية اسمها صاحب المعطف، وهي عن حبيبين افترقا لمدة شهرين عن بعضها، والبطل يكون ذا نظرة فلسفية فوضوية بينما البطلة امرأة ضعيفة، وتستمر في سرد أحداثها حتى تتدخّل بطلة فوضى الحواس في كتابة أحداث الرواية التي بين يديها لتكتشف وجود تطابق ما بين روايتها والواقع التي تعيشه، فتذهب إلى قاعة السينما نفسها المذكورة في الرواية لتجد أنها موجودة فعلاً، وأن الفيلم المعروض هو نفسه المذكور في الرواية بنفس التوقيت، وهنا تجد الكاتبة نفسها يدفعها فضولها إلى حضول الفيلم، وتشاء الأقدار أن تضع أمامها الشخص بطل الرواية، وتبدأ الأحداث بالتداخل ما بين أحداث رواية فوضى الحواس والرواية التي تقرأ وتكتب عنها صاحب المعطف، والقارئ يكتشف التشابه ما بين بطل فوضى الحواس وبطل رواية ذاكرة الجسد حتى يخيّل إليه في بعض المواضع أنّه هو ذاته..