أسباب وأعراض الفصام وطرق علاجه
في عالمنا المعاصر، يوجد العديد من الأمراض النفسية التي تشكل تحديًا كبيرًا على الصعيد العالمي.
ومن بين هذه الأمراض، يأتي الفصام كواحدة من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا وتعقيدًا.
إن فهم هذا المرض وتأثيراته العميقة على حياة المصابين به هو أمر ضروري لنبدأ في التصدي للتحديات التي يواجهونها يوميًا.
لذلك، يهدف هذا المقال إلى إلقاء الضوء على الفصام وتسليط الضوء على تأثيراته العقلية والاجتماعية،
وتقديم نظرة شاملة لأسبابه وأعراضه وطرق علاجه المحتملة.
سنقوم بتسليط الضوء على الأبحاث والدراسات الحديثة في هذا المجال،
ونسلط الضوء على الابتكارات الطبية والعلاجية التي تساهم في تحسين نوعية الحياة لدى المصابين بهذا الاضطراب.
إقرأ أيضاً: تشخيص الحاله النفسية
تعريف الفصام :
الفصام هو اضطراب عقلي مزمن يتسم بانحرافات في التفكير والإدراك والعواطف والسلوك.
ويعتبر الفصام أحد الاضطرابات النفسية الشائعة والتي تؤثر على الوظائف العقلية والاجتماعية للأفراد المصابين به.
الأسباب :

لا يمكن تحديد سبب واحد محدد للإصابة بالفصام، ولكن هناك عوامل محتملة ترتبط به.
قد تكون الأسباب العامة للإصابة بالفصام على النحو التالي:
العوامل الوراثية:
هناك عناصر وراثية محتملة ترتبط بالفصام. يتراوح خطر الإصابة بالفصام بين 10 إلى 15٪ إذا كان أحد الوالدين مصابًا،
ويصل إلى 40٪ إذا كان كل من الوالدين مصابًا ، ومع ذلك، لا يعني وجود التوارث الوراثي أن الشخص سيصاب بالفصام بالضرورة، فهو يزيد فقط من الاحتمال.
العوامل البيولوجية:
تشير الدراسات إلى وجود تغييرات في التركيب الدماغي ونشاط العقل الكيميائي لدى الأشخاص المصابين بالفصام ،
حيث يعتقد أن عدم التوازن في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين، يلعب دورًا في حدوث الفصام.
العوامل البيئية:
قد تؤثر العوامل البيئية في زيادة خطر الإصابة بالفصام ، بعض العوامل البيئية التي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالفصام ،
وتشمل التعرض المبكر للإجهاد أو التعرض للإيذاء أو الإساءة أو العوامل الاجتماعية السلبية مثل العزلة الاجتماعية أو الفقر.
بالإضافة إلى العوامل السابقة، هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالفصام:
المخدرات والمواد السامة:
تعاطي بعض المخدرات المخدرة مثل القنب (الماريجوانا) والأمفيتامينات والكوكايين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالفصام ،
كما أن التعرض المفرط للمواد السامة مثل الرصاص أو الزئبق قد يرتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالفصام.
التوتر والضغوط النفسية:
التعرض المتكرر للتوتر النفسي والضغوط العاطفية يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالفصام ،
يُعتقد أن التوتر النفسي المستمر يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ ونشاط الناقلات العصبية.
الإصابة الدماغية:
بعض الأبحاث تشير إلى وجود صلة بين الإصابة الدماغية الشديدة وزيادة خطر الإصابة بالفصام في وقت لاحق ،
قد يتضمن ذلك الإصابات التي تؤثر على الدماغ بشكل جسيم خلال الطفولة أو فترة المراهقة.
إقرأ أيضاً: أعراض وعلاج الاكتئاب
الأعراض :

وفيما يلي بعض الأعراض الشائعة للفصام:
أعراض التفكير والتصورات العقلية:
التفكير المشتت: صعوبة التركيز والانتقال بين الأفكار والمواضيع.
الهذيان: سماع أصوات غير حقيقية أو وجود أفكار غريبة وغير منطقية.
التخيلات الوهمية: رؤية أشياء أو أشخاص غير موجودين حقًا.
الاعتقادات الغير عادية: اعتقادات خاطئة أو غير منطقية، مثل الاعتقاد بأنه تتم مراقبته بشكل مستمر أو أنه يمتلك قوى خاصة.
أعراض الانتقال العاطفي والاجتماعي:
انسحاب اجتماعي: انعدام الرغبة في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
تفقد الاهتمام والشغف: فقدان الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كانت ممتعة سابقًا.
التباين العاطفي: تغيرات مفاجئة في المشاعر والمزاج، مثل الانتقال من الفرح إلى الحزن بشكل سريع.
أعراض السلوك والحركة:
الاضطرابات الحركية: حركات غير طبيعية أو غير منتظمة للجسم.
الانخفاض في الإشاعة اللفظية: صعوبة في التعبير اللفظي أو القدرة على الإيصال بالكلام.
التغيرات في السلوك اليومي: تغيرات في الروتين اليومي والاهتمام بالنظافة الشخصية.
الأنواع :
وفيما يلي أربعة أنواع رئيسية للفصام:
الفصام الانحلالي :
يتسم باندفاع الأفكار وتشتت التعبير والتصرفات. يكون الشخص المصاب غير منتظم في حديثه وسلوكه،
ويصعب فهمه. قد يظهر أيضًا تعبيرات غير ملائمة للمشاعر وتقلبات مزاجية.
الفصام الوهمي :
هو النوع الأكثر شيوعًا من الفصام. يتميز بوجود هذيان وتوهمات،
حيث يعتقد الشخص المصاب أنه مُراقب أو يتعرض للمؤامرة من قِبل الآخرين ،
يكون الشخص غالبًا مشددًا على الاعتقادات الخاطئة والشكوك والانعزال.
الفصام الشاذ :
يتسم بالتشنج والصلابة العضلية وتقلبات حركية مفرطة ، يمكن أن يتعرض الشخص لفترات طويلة من العجز عن الحركة والتجاوب مع الآخرين، أو يمكن أن يظهر حالات تهيج شديدة وحركات غير منتظمة.
الفصام الغير محدد :
يصف هذا التصنيف الأشخاص الذين يظهرون أعراضًا مشابهة للفصام،
ولكنها لا تتوافق بشكل واضح مع أحد الأنواع السابقة ، يمكن أن تظهر مزيجًا من الأعراض المختلفة، مثل التفكير المشتت والهذيان الخفيف والتباين العاطفي.
المضاعفات :
قد يصاحب الفصام العديد من المضاعفات التي تؤثر على حياة الأفراد المصابين به، ومن بين هذه المضاعفات:
انعزال اجتماعي:
يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وقد يتجنبون الأنشطة الاجتماعية والعلاقات الشخصية.
ضعف الأداء الوظيفي:
يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من صعوبة في الحفاظ على وظيفة منتظمة أو القيام بالمهام اليومية بفعالية ،
قد يؤثر الفصام على التركيز والانتباه والذاكرة، مما يجعل الأداء الوظيفي صعبًا.
المشاكل العائلية والشخصية:
قد يؤدي الفصام إلى توترات واضطرابات داخل العائلة، حيث يعاني المرضى وأفراد أسرهم من التعامل مع أعراض الفصام وتأثيرها على الحياة اليومية.
الانتحار والسلوك العدواني:
يعتبر الانتحار والسلوك العدواني مضاعفات خطيرة للفصام ، يشعر بعض المصابين بالفصام باليأس والضيق النفسي وقد يفكرون في الانتحار،
كما يمكن أن يظهر بعضهم سلوكًا عدوانيًا تجاه الآخرين أو أنفسهم.
الاعتماد على المخدرات والكحول:
يلجأ بعض المصابين بالفصام إلى تعاطي المخدرات أو الكحول كوسيلة للتخفيف من الأعراض أو للهروب من الواقع ،
ومع ذلك، يزيد تعاطي المخدرات والكحول من مشاكلهم النفسية.
التشخيص :
تشخيص مرض الفصام يتطلب تقييمًا شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي للفرد،
ويشمل مجموعة من الإجراءات والمعايير الاستنادية ، الخطوات الأساسية التي يتم اتباعها لتشخيص مرض الفصام تشمل:
تقييم الأعراض:
يتم التحقق من وجود الأعراض النمطية للفصام ،هذه الأعراض تشمل التخيلات الوهمية (الأفكار الواضحة،
الأصوات الداخلية، العقائد الخاطئة)، واضطرابات التفكير (صعوبة التركيز، الانتقال السريع بين الأفكار)، واضطرابات السلوك والعاطفة.
استبعاد الأسباب الأخرى:
يتم استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض المشابهة، مثل الاضطرابات العضوية للدماغ أو الاضطرابات النفسية الأخرى، قبل تشخيص الفصام.
التاريخ الطبي:
يتم تقييم التاريخ الطبي الشخصي والعائلي للفرد للبحث عن أي عوامل وراثية أو بيئية قد ترتبط بتطور الفصام.
الفحوصات الطبية:
يمكن إجراء فحوصات طبية لاستبعاد أي أسباب عضوية للأعراض، مثل فحص الدم والتحاليل الكيميائية وفحص الأشعة المقطعية للدماغ.
معايير التشخيص:
يتم الاستناد إلى معايير التشخيص المعترف بها، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) ،
أو الصحة العقلية العالمية للأمراض العقلية (ICD-10)، لتحديد ما إذا كانت الأعراض تفي بمعايير تشخيص الفصام.
إقرأ أيضاً : الحالة النفسية وتأثيرها على الأمراض
العلاج :
علاج الفصام يشمل عادة مجموعة من النهج المتكاملة التي تتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي ،
يعتمد نوع وجرعة العلاج على حالة كل فرد واحتياجاته الفردية.
يتم تنفيذ وتعيين العلاج بواسطة فريق من الأطباء والأخصائيين النفسيين المتخصصين في الصحة النفسية.
فيما يلي بعض أنماط العلاج الشائعة للفصام:
العلاج الدوائي:
يتم استخدام الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية لتقليل الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام ،
من بين الأدوية المستخدمة شائعًا الأدوية المضادة للاهتمام مثل الأنتيبسيكوتيكية (مثل الريسبيريدون والأولانزابين) والمضادة للاكتئاب (مثل الأنتيديبريسانتات والسيروتونين والنورإبينيفرين).
العلاج النفسي:
يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة الأشخاص المصابين بالفصام على فهم أعراضهم وتعلم كيفية التعامل معها وتحسين وظيفتهم اليومية ،
يمكن استخدام أشكال مختلفة من العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج العائلي والدعم النفسي الفردي.
الدعم الاجتماعي:
يعتبر الدعم الاجتماعي مهمًا للأشخاص المصابين بالفصام ، يمكن أن يشمل الدعم الاجتماعي الاستفادة من الدعم من الأصدقاء والعائلةة،
والانضمام إلى مجموعات الدعم والاستفادة من الخدمات الاجتماعية والمهنية.
نصائح للوقايه من الفصام
هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الفصام:
الحفاظ على صحة العقل النفسية:
يجب الاهتمام بصحة العقل النفسية والتعامل مع الضغوط النفسية بشكل صحي ،
يمكن أن تشمل ذلك ممارسة التقنيات الاسترخائية، والعمل على تنظيم الضغوط، والحصول على ما يكفي من النوم والراحة.
الابتعاد عن المخدرات والكحول:
يعتبر تعاطي المخدرات والكحول عاملاً مساهمًا في زيادة خطر الإصابة بالفصام ،
يجب الامتناع عن استخدام المخدرات غير القانونية والحد من استهلاك الكحول.
تقوية العلاقات الاجتماعية:
يمكن للدعم الاجتماعي والاتصال الاجتماعي القوي أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية ،
حافظ على الاتصال مع الأصدقاء والعائلة وشارك في أنشطة اجتماعية ومجتمعية.
ممارسة النشاط البدني:
قد تساعد ممارسة النشاط البدني المنتظم في تقليل التوتر وتعزيز العافية النفسية ،
قم بممارسة التمارين الرياضية المناسبة لك وتحرك بانتظام.
الحفاظ على نمط حياة صحي:
تناول الطعام الصحي والمتوازن والحفاظ على وزن صحي، والحفاظ على نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية المهمة .
الخاتمة :
وبهذا قد نكون وصلنا الى نهاية المقال، فإذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقائك.
المراجع :
انفصام في الشخصية الأعراض والأسباب