المقدمة
قد يبدو عنوان المقال غريباً عليك ولكنه حقيقي فإنه من أشهر الشعراء في التاريخ العربي والحضارة العربية وهو الشاعر الذي قتله شعره.
تابع ذلك المقال للتعرف على الشاعر.
تاريخ الشاعر
اسمه :
أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي، وكنيته ابن المتنبي.
ولادته وتفوقه :
لقد كان فذاً عبقريا في القاء الشعر، فلقد ولد المتنبي بالكوفة وتمكن من تعلم اللغة العربية حتى وصف بإنه أعظم شعراء العرب.
وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ووصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.
صفاته:
لقد كان المتنبي شاعراً فذاً شجاعاً يعتز بعروبته وفخره بشعره.
وكان شاعرًا مبدعًا عملاقًا غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي.
فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة ولقد تنقل بحكمته امام الحكام والامراء.
شعر المتنبي
قصيدة رويدك أيها الملك
رُوَيدَكَ أَيُّها المَلِكُ الجَليلُ تَأَنَّ وَعُدَّهُ مِمّا تُنيلُ
وَجودَكَ بِالمُقامِ وَلَو قَليلاً فَما فيما تَجودُ بِهِ قَليلُ
لِأَكبِتَ حاسِداً وَأَرى عَدُوّاً كَأَنَّهُما وَداعُكَ وَالرَحيلُ
وَيَهدَأَ ذا السَحابُ فَقَد شَكَكنا أَتَغلِبُ أَم حَياهُ لَكُم قَبيلُ
وَكُنتُ أَعيبُ عَذلاً في سَماحٍ فَها أَنا في السَماحِ لَهُ عَذولُ
وَما أَخشى نُبوَّكَ عَن طَريقٍ وَسَيفُ الدَولَةِ الماضي الصَقيلُ
وَكُلُّ شَواةِ غِطريفٍ تَمَنّى لِسَيرِكَ أَنَّ مَفرِقَها السَبيلُ
وَمِثلِ العَمقِ مَملوءٍ دِماءً جَرَت بِكَ في مَجاريهِ الخُيولُ
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ
أَتَخفِرُ كُلَّ مَن رَمَتِ اللَيالي وَتُنشِرُ كُلَّ مَن دَفَنَ الخُمولُ
وَنَدعوكَ الحُسامَ وَهَل حُسامٌ يَعيشُ بِهِ مِنَ المَوتِ القَتيلُ
وَما لِلسَيفِ إِلّا القَطعَ فِعلٌ وَأَنتَ القاطِعُ البَرُّ الوَصولُ
وَأَنتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبراً وَقَد فَنِيَ التَكَلُّمُ وَالصَهيلُ
يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ طولُ
فَلَو قَدَرَ السِنانُ عَلى لِسانٍ لَقالَ لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ
وَلَو جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرداً وَلَكِن لَيسَ لِلدُنيا خَليلُ
الشاعر الذي قتله شعره
كان المتنبي في الصحراء مع رفاقه فتلا المهاجمون بعض ابيات شعره وهي:
الخيل وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي. وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ.
فاضطر المتنبي الى محاربتهم وفاءً للأبيات التي قالها، فقتل على يد المهاجمون ومات بعدها حتى أصبح هو الشاعر الذي قتله شعره.