عند الخروج من المنزل يستودع المسلم نفسه عند الله لهذا يقوم بالدعاء قبل خروجه من المنزل
الدعاء في حياة المسلم
يُعدُّ الدعاءُ من أعظم العبادات والقربات التي يُحبّها الله -سبحانَه وتعالى- ويضاعف الأجرَ عليها، كما أنه من أعظم القُربات التي يتقرّب بها العبد إلى ربّه خاصةً إن كان العبدُ من المداومين على الدعاءِ والتضرّع إلى الله في الرخاء والسرّاء قبل الشِّدة والضراء، فذلك أدعى للأجر واستجابة الدعاء عند وقوع الابتلاء؛ لذلك ندبت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المسلم إلى المواظبة على الدعاء وجعلِهِ جزءًا من عاداته اليوميّة الصالحة وألا يقتصر دعاؤه في أوقات الشدة والأزمات ومن الأدعية التي يتوجب على المسلم حفظها والمواظبة عليها: دعاء الخروج من المنزل والدخول إليه، ودعاء الريح والغبار، ودخول السوق وغيرها.
فضل الدعاء
رَفْعُ الأكفّ إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء سواءً في أعقاب الصلواتِ المفروضة والنافلة أو في القنوت أو في قيامِ الليل أو في أيّ وقتٍ شاء المسلم مِن أكرم وأفضل الأعمال التي يقومُ بها وأحبّها إلى الله؛ قال -صلَّى اللَّه عليه وسلم-: “لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ” 1)، وللدعاء فضلٌ عظيمٌ على المسلم في الدنيا والآخرة، من ذلك ما يأتي:
- دَفْعُ غضبِ الله ومَقْته عن الداعي؛ فالله لا يغضب على مَن يدعوه ويلتجأ إليه بكلّ خضوعٍ وذلٍّ طالبًا الرحمة وخائفًا من العذاب.
- السلامةُ من العجز المعنويّ، حيث وُصِفَ بالعاجز كلُّ مَن لا يدعو الله كما جاء في الحديثِ الشريف: “أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ” 2)
- الإكثار من الدعاء في الرخاء قبل الشِّدة سببٌ في رفع البلاء والرزايا عن المسلم ودفع الضرر والأذى عنه.
- القرب من الله والبقاء في مَعيّته ورعايته وتحت ألطافه.
- نيلُ محبّةِ الله تعالى، فهو يُحبّ العبد اللحوح أي المُكثر في الدعاء والطلب منه -سبحانه- في كلّ ما يعترض حياة العبد مهما كان الأمر صغيرًا أم كبيرًا.
- تحقيقُ مطلب العبد في الدنيا وفي حال شاء الله عدم تحقيق مطلبه فإن الأجر يناله في الآخرة.
- كثرة الدعاء تقي المرء من السوء والمصائب وفي حال وقوع ما يكرهه العبد فإن الله يُلهمه الصبر والسلوان وبالتالي يتضاعف له الأجر.
- حماية المسلم من الوقوع في الذنوب واقتراف االآثام الموجبة للعقابِ في الدنيا والآخرة.
- زيادة البركة في الرزق والمال والصحة والذريّة.
دعاء الخروج من المنزل
عند خروج المسلم من منزله فهو ينتقلُ إلى مجالٍ آخرَ مليءٍ بالخيرِ والشرّ؛ لذلك فهو بحاجةٍ إلى اللجوء إلى الله بالدعاء قبل انطلاقه إلى ذلك العالم الكبير طالبًا منه المعونة والمساعدة والهداية والتسديد كي يعود إلى منزله سالمًا من كل شرٍّ وأذى، ومن أدعية الخروج من المنزل ما يأتي:
- كان يقولُ إذا خرجَ من بيتِه: “بسم اللَّهِ، توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ”. 4)
- إذا خَرَج الرجلُ مِنْ بيْتِهِ فقال: “بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ، وتنحَّى عنه الشَّيْطَانُ” 5)، وزاد أبو داود: “فيقول: يعْنِي الشَّيْطَانَ لِشَيْطانٍ آخر: كيْفَ لك بِرجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفي وَوُقِي”. 6)
- كانَ إذا خرجَ مِن بيتِهِ قالَ: “بِسمِ اللَّهِ، التُّكلانُ علَى اللَّهِ لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ”. 7)
- إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ فَلْيَقُلْ: “بِسْمِ اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، مَا شَاءَ اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، حَسْبِي اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”. 8)
- مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، يُرِيدُ سَفَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ:”بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ بِاللهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ”. 9) 10)
دعاء الخروج من المنزل للأطفال
تُعدُّ تربية الأطفال على تعاليم الدين الإسلامي جزءًا مهمًّا في تربيتهم وتنشئتهم التنشئةَ الصالحة؛ كي ينتفع بهم ذويهم ومجتمعهم، ومن أساليبِ تلك التربية الصالحة تعويدُ الأطفال على ذِكر الله تعالى في كل حينٍ والتوجه له بالدعاء كي يكون الحامي والحارس لهم في حياتهم سواءً داخل المنزل أم خارجه؛ فعلى الوالدين تعليم الأطفال الأدعية والأذكار اليومية وتشجيعهم على ترديدها كدعاء الخروج من المنزل التي ذُكِرت آنفًا، كما عليهما تذكير أطفالهم بهذا الدعاء كل يومٍ قبل الذهاب إلى المدرسة أو أي مكانٍ آخر حتى يُصبح هو وغيره من الأدعية والأذكار جزءًا لا يستطيعُ الطفل إغفالَه في يوميّاته.
أمّا إن كانَ الطفل صغيرًا فيُمكن للوالدين تحصين أطفالهما قبلَ الخروج من المنزل بعددٍ من الأدعية منها ما هو واردٌ في السُّنة النبوية أو الدعاء بما يشاء طالما تتوافقُ كلمات الدعاء مع الشريعة الإسلامية كقول: “أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه” أو “في أمان الله” أو “في حِفظ الله ورعايته” وغيرها الكثير.
فضل دعاء الخروج من المنزل
دعاء الخروج من المنزل كغيرِه من الأدعية الشرعيّة يحمل في طياته عظيمَ التوكّل على الله والاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه فيما سيواجه المسلم في يومِه أثناءَ تواجده خارجَ المنزل لقضاءِ شؤونِه الخاصّة والعامة، ومِن تلك المنافع التي تعودُ عليه نتيجة المواظبة على ترديد هذا الدعاء قبل الانطلاق إلى العالم الأوسع ما يأتي:
- الحماية والوقاية من الوقوع في الضلال وارتكاب الزلل والظلم والجهل تجاه الآخرين، وفي الوقت نفسه الحماية من إيقاعِ أيٍّ منها عليه.
- ابتعادُ الشيطان عن الذاكرِ للدعاء وتنحّيه عن طريقه.
- حصول المسلم على الهداية والتوفيق والكفاية والوقاية من الله تعالى.
- تفويض الأمر إلى الله تعالى والتوكّل عليه ممّا يترتب عليه إعطاء المسلم خير ذلك الخروج وكفايته من شره على الأصعدة كافة.
- الأجر والثواب من الله تعالى في الآخرة.
- الإتيان بفِعل يُحبه الله ويضاعف الأجر عليه؛ لما فيه من استشعار العبوديّة والحاجة والذل لله تعالى وطلب المعونة منه؛ كي يكون المسلم بين يدي الله في خروجه ذلك وتحت رحمته.