أمراض صدرية

أعراض وعلاج الذبحة الصدرية

أعراض وعلاج الذبحة الصدرية

في عصرنا الحديث، تعد الصحة القلبية من بين أكبر التحديات التي يواجها البشر ،

تأثير الحياة العصرية والعادات الغذائية غير الصحية ونمط الحياة الجلوسي أصبح يزيد من انتشار الأمراض القلبية ويهدد بشكل كبير جودة حياتنا.

ومن بين تلك الأمراض التي تعتبر أحد أسباب الوفاة الشائعة في العالم،

تبرز الذبحة الصدرية كأحد القاتلين الصامتين الذين يخفيان خلف أعراضهما البسيطة تهديدًا كبيرًا لصحة القلب.

في هذا المقال، سنستكشف عالم الذبحة الصدرية ونسلط الضوء على أهميتها وتأثيرها الواسع على حياة الأفراد.

 سنسلط الضوء على الأسباب المحتملة للذبحة الصدرية وعوامل الخطر المرتبطة بها،

بالإضافة إلى التشخيص المبكر والوقاية والرعاية المطلوبة للحفاظ على صحة القلب.

إقرأ أيضاً : أعراض وعلاج الربو عند الكبار 

تعريف الذبحة الصدرية :

الذبحة الصدرية هي حالة طبية تنجم عن تقلص أو انسداد في الشرايين التاجية،

وهي الشرايين التي تزود عضلة القلب بالدم والأكسجين. عندما يحدث انسداد جزئي في إحدى هذه الشرايين،

يمكن أن يتعرض القلب لنقص في التروية الدموية، وبالتالي نقص في الأكسجين المتاح للعضلة القلبية.

تظهر الذبحة الصدرية عادةً على شكل ألم أو ضغط في الصدر، وقد يمتد الألم أو ينتشر إلى الأذرع،

الكتفين، الفك السفلي، الظهر أو المعدة ، وقد يصاحب الألم أعراض أخرى مثل ضيق التنفس، الغثيان، الدوار أو الشعور بالتعب الشديد.

يمكن أن تستمر هذه الأعراض لبضع دقائق وتختفي بعد الراحة أو استخدام الأدوية المناسبة.

أسبابها :

أعراض وعلاج الذبحة الصدرية
أعراض وعلاج الذبحة الصدرية

توجد عدة أسباب للذبحة الصدرية، وهي ترتبط بشكل أساسي بانسداد أو تضيق في الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم والأكسجين.

وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة للذبحة الصدرية:

تصلب الشرايين:

يحدث تصلب الشرايين عند تراكم الدهون والرواسب داخل جدران الشرايين،

مما يؤدي إلى تضيقها وصعوبة تدفق الدم من خلالها ، وتكون الرواسب في الأغلب عبارة عن تراكم الكولسترول، ويشكل هذا التضيق عاملًا رئيسيًا في حدوث الذبحة الصدرية.

التخثر الدموي:

يمكن أن يحدث تمزق في جدران الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تشكل جلطة دموية (تخثر) في المكان المتضرر ،

إذا كانت الجلطة تمنع تدفق الدم بشكل كامل، فإنها قد تسبب ذبحة صدرية حادة أو حتى أزمة قلبية.

التشنج الشرياني:

يمكن للشرايين التاجية أن تتقلص بشكل مفاجئ ومؤقت نتيجة لتشنج عضلات الشرايين ،

هذا التشنج يقلل من تدفق الدم إلى العضلة القلبية، مما يسبب ألم صدري ويمكن أن يؤدي إلى ذبحة صدرية.

عوامل الخطر:

هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوث الذبحة الصدرية، وتشمل ارتفاع ضغط الدم،

ارتفاع مستويات الكولسترول الضار (LDL) في الدم، السمنة، السكري،

التدخين، القلق والتوتر النفسي، ونمط الحياة الجلوسي القليل النشاط البدني.

أقرأ أيضاً: علاج خمول الغدة الدرقية 

أعراضها :

أعراض وعلاج الذبحة الصدرية
أعراض وعلاج الذبحة الصدرية
  • ألم أو ضغط في الصدر، يمكن أن يكون شديدًا أو متوسطًا.
  • الألم يمتد أو يشع إلى الذراع الأيسر، الكتف الأيسر، الفك السفلي، الظهر أو المعدة.
  • الشعور بالضيق التنفس أو صعوبة التنفس.
  • الشعور بالغثيان أو القيء.
  • الدوار أو الدوخة.
  • تعرق الجبين أو البارد.
  • ضعف عام أو شعور بالتعب الشديد.
  • القلق أو الاضطراب النفسي.
  • اضطراب ضربات القلب، مثل تسارع النبض أو عدم انتظامه.

قد تستمر الأعراض لبضع دقائق وتختفي مع الراحة، أو قد تزداد شدتها وتستمر لفترة أطول، مما يشير إلى حالة ذبحة صدرية حادة.

أنواعها :

هناك عدة أنواع من الذبحة الصدرية وفقًا لطبيعتها وعواملها المسببة، وتشمل:

الذبحة الصدرية الاستقرارية (Stable Angina):

يحدث الألم في حالات معينة، مثل أثناء ممارسة النشاط البدني أو عند التعرض للتوتر، ويتحسن بواسطة الراحة أو باستخدام الأدوية المسكنة للألم.

الذبحة الصدرية غير الاستقرارية (Unstable Angina):

يحدث الألم بشكل غير متوقع ولا يرتبط بنشاط بدني أو توتر، ويمكن أن يكون هذا النوع من الذبحة الصدرية عرضًا لأزمة قلبية قادمة.

الذبحة الصدرية النشطة (Prinzmetal’s Angina):

يحدث هذا النوع من الذبحة الصدرية بسبب انقباض مؤقت في الشرايين التاجية (الشرايين التي تغذي عضلة القلب)،

وعادة ما يحدث في حالات الراحة أو في ساعات الصباح الباكر.

الذبحة الصدرية الصامتة (Silent Angina):

يحدث هذا النوع من الذبحة الصدرية بدون وجود أعراض واضحة،

ويمكن أن يكون صعب تشخيصه، خاصة إذا كانت الأعراض غير واضحة أو غير معتادة.

المضاعفات :

أعراض وعلاج الذبحة الصدرية
أعراض وعلاج الذبحة الصدرية

وتشمل بعض المضاعفات المحتملة للذبحة الصدرية ما يلي:

النوبة القلبية (Heart Attack):

إذا استمر تدفق الدم المحدود إلى عضلة القلب، فقد يحدث انسداد تام في الشريان التاجي (شريان يوفر الدم لعضلة القلب)،

مما يسبب توقف التروية الدموية ونقص الأكسجين، ويؤدي في النهاية إلى حدوث نوبة قلبية.

تجلط الشرايين (تخثر الدم):

قد يتسبب التراكم التدريجي للدهون والكولسترول في جدران الشرايين في تجلط الدم وتشكل الجلطات الدموية (الثرومبوس)،

مما يزيد من خطر حدوث انسداد في الشرايين التاجية والنوبة القلبية.

القصور القلبي (Heart Failure):

قد يؤدي تراكم الضغط على عضلة القلب ونقص التروية الدموية المستمرة إلى ضعف وتلف عضلة القلب،

مما يتسبب في فشل القلب في أداء وظيفته بشكل فعال وضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

اضطرابات النظم الكهربائية للقلب:

يمكن أن يؤدي نقص التروية الدموية وتلف العضلة القلبية إلى اضطرابات في نظم القلب الكهربائية،

مما يؤثر على ضربات القلب العادية ويزيد من خطر حدوث انتظام القلب (Arrhythmia).

انتشار الجلطة:

إذا تشكل جلطة في الشريان التاجي وتنتشر إلى شرايين أخرى، فقد يحدث انسداد في الشرايين الأخرى في الجسم، مما يسبب مضاعفات

التشخيص :

تشخيص الذبحة الصدرية ينطوي على عدة خطوات وأدوات تشخيصية.

إليك بعض الخطوات الشائعة التي يمكن أن تتضمنها عملية التشخيص:

استجواب المريض:

يتضمن سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها، مثل الألم في الصدر ومدته وطبيعته وعوامل تفاقمه أو تخفيفه ،

ويمكن أن يساعد استجواب المريض الطبيب في تحديد ما إذا كانت الأعراض تشير إلى ذبحة صدرية أو حالة أخرى.

الفحص البدني:

يشمل فحص الضغط الدموي ومعدل نبضات القلب واستماع الطبيب للقلب والرئتين باستخدام السماعة الطبية.

تخطيط القلب (Electrocardiogram – ECG):

يقوم بقياس النشاط الكهربائي للقلب ويمكن أن يظهر تغيرات في القلب التي قد تشير إلى وجود تسمية الذبحة الصدرية.

فحص الدم:

يمكن أن يشمل فحص مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم وفحص مستويات إنزيمات القلب المحددة مثل تروبونين (Troponin) وCK-MB (Creatine Kinase-MB).

اختبارات إجهاد القلب:

يمكن إجراء اختبار إجهاد القلب لتقييم استجابة القلب والأوعية الدموية عندما يتعرض المريض لجهد جسدي محدد،

سواء كان يركض على جهاز المشي أو يخضع لاختبار الإجهاد الكيميائي.

تصوير القلب:

يمكن استخدام تقنيات التصوير القلبية مثل التصوير بالأشعة السينية ،

أو التصوير بالتصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو).

إقرأ أيضاً : علاج ارتفاع الكوليسترول 

العلاج :

علاج الذبحة الصدرية يهدف إلى تخفيف الأعراض وتقليل خطر حدوث مضاعفات قلبية ، قد يتضمن العلاج الاتي:

تغييرات في نمط الحياة: يتضمن التوقف عن التدخين، وتنظيم الوزن الصحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي صحي.

الأدوية: يتم استخدام عدة أنواع من الأدوية لعلاج الذبحة الصدرية، بما في ذلك:

1- الأدوية المسكنة للألم مثل النيتروجليسرين :

مثبطات بيتا (بيتا بلوكرز) لتقليل تسارع ضربات القلب وتحسين التروية القلبية.

مثبطات قنوات الكالسيوم لتوسيع الشرايين وتحسين تدفق الدم.

الأدوية المضادة للصفيحات للوقاية من تجلط الدم.

الستاتينات لتقليل مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم.

إجراءات طبية:

في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة لإجراء إجراءات طبية لعلاج الذبحة الصدرية، مثل:

القسطرة القلبية:

يتم إدخال قثطار (أنبوب رفيع) في الشريان التاجي لتقييم التضيق وإمكانية توسيعه باستخدام البالون أو وضع الدعامات المعدنية (السناريو).

جراحة الشرايين التاجية:

في حالات الانسدادات الشديدة والمتعددة في الشرايين التاجية،

قد يتطلب العلاج جراحة لزراعة شرايين جديدة أو وضع شرايين معدنية.

تختلف خيارات العلاج والجراحة حسب حالة المريض وشدة الأعراض وعوامل الخطر المرتبطة به ، ويجب على المريض استشارة الطبيب لت

نصائح للوقاية من الذبحة الصدرية :

اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا:

تناول وجبات صحية غنية بالفواكه والخضروات والألياف.

قلل من استهلاك الدهون المشبعة والكولسترول.

تجنب تناول الأطعمة المالحة والمصنعة والوجبات السريعة بكثرة.

ممارسة النشاط البدني بانتظام:

قم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة الهوائية.

استشر الطبيب قبل بدء أي برنامج تمارين جديد.

تجنب التدخين:

قم بالإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا، وتجنب التعرض للدخان passif.

استشر طبيبك للحصول على الدعم والمساعدة في الإقلاع عن التدخين.

إدارة التوتر والتوتر النفسي:

تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء للتحكم في التوتر النفسي.

اعتمد نمط حياة صحيًا، بما في ذلك النوم الجيد والوقت المخصص للراحة.

مراقبة ضغط الدم ومستويات الكولسترول:

قم بفحص ضغط الدم ومستويات الكولسترول بانتظام واتخذ الإجراءات اللازمة للتحكم فيها إذا لزم الأمر.

اتبع الإرشادات الطبية:

استشر طبيبك بشأن أي أمراض أو عوامل خطر أخرى لديك وتابع تعليماته والعلاج الموصوف.

الخاتمة :

وبهذا قد نكون وصلنا الى نهاية المقال، فإذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقائك.

المراجع :

الذبحة الصدرية الأسباب الأعراض والعلاج 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السابق
علاج خمول الغدة الدرقية
التالي
أعراض وعلاج الحمى الشوكية ( التهاب السحايا)

اترك تعليقاً