مقال اليوم عن مشكلة من مشاكل البول هى اصفرار البول فماهى الاسباب وكيفية التخلص من هذه المشكلة
بعد تناول الطعام والشراب، ينتقل جزء منه من الجهاز الهضمي إلى الدورة الدموية، ثمّ يتم تصفيّة الدم عن طريق الكلى للتخلص من الفضلات والمواد الزائدة عن حاجة الجسم من خلال البول(بالإنجليزية: Urine)، ويحتوي البول على العديد من المكونات الذائبة في الماء كالأملاح، وبعض الهرمونات، والسموم، ويُعتبر اللون الأصفر الباهت اللون المثالي والطبيعي للبول والذي يدل على شرب كميّة كافية من الماء يومياً، حيث يوجد في البول صبغة تسمى اليوروبيلين (بالإنجليزية: Urobilin) أو اليوروكروم (بالإنجليزية: Urochrome) والتي تُعدّ المسؤولة عن إعطاء البول لونه الأصفر، ويزداد تركيز هذه الصبغة كلما قلّت نسبة شرب الماء مما يعطي البول لوناً أكثر اصفراراً، ومن الممكن أنْ يدلّ حدوث اختلاف في لون البول، أو رائحته، أو كثافته، على وجود مشكلة صحيّة في الجسم تستدعي زيارة الطبيب، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه يمكن تشخيص العديد من الأمراض عن طريق تحليل البول.[١][٢]
تغيّر لون البول
يُعتبر الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration) المُسبّب الرئيسيّ لزيادةاصفرار لون البول وقتامته، وتجدر الإشارة إلى وجود بعض العلامات والأعراض التي تدلّ على جفاف الجسم وتستدعي الانتباه لزيادة شرب الماء ومنها؛ الدوخة، وجفاف الفم، والعطش، وجفاف البشرة، والمعاناة من الصداع، والإمساك.[١] وبالإضافة إلى ذلك توجد العديد من التغيّرات اللونيّة التي قد تطرأ على البول، وفيما يلي بيان لبعض منها وللأسباب التي قد تؤدي لحدوثها:[٣][٤]
- اللون الحليبيّ أو ضبابية البول: قد تدلّ ضبابية البول أو تغيّر لون البول إلى اللون الحليبيّ على إصابة الفرد بعدوى في المسالك البولية، أو وجود بلورات، أو دهون، أو مخاط في البول، أو ظهور خلايا الدم البيضاء أو الحمراء في البول، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بعدوى المسالك البولية قد يرافقها أيضاً ظهور رائحة كريهة للبول.
- اللون الوردي أو الأحمر: وقد يتحوّل لون البول إلى اللون الوردي أو الأحمر نتيجة عدد من الأسباب المختلفة ومنها:
- تناول بعض أنواع الأطعمة كالشمندر الأحمر (بالإنجليزية: Beets) وثمر العلّيق (بالإنجليزية: Blackberry).
- المشاكل الدموية مثل فقر الدم الانحلاليّ (بالإنجليزية: Hemolytic anemia).
- إصابة الكلى أو المسالك البولية.
- تضخم البروستات (بالإنجليزية: Prostate enlargement).
- الأورام السرطانية وغير السرطانية في الكلى والمثانة.
- تكيّسات الكلى (بالإنجليزية: Kidney cysts).
- الجري لمسافات طويلة.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل دواء فينازوبيريدين (بالإنجليزية: Phenazopyridine) المستخدم في علاج بعض المشاكل البولية، ودواء ريفامبيسين (بالإنجليزية: Rifampin) المستخدم في علاج السّل (بالإنجليزية: Tuberculosis).
- النزيف المهبليّ (بالإنجليزية: Vaginal bleeding).
- اللون الأخضر أو الأزرق: قد يتحوّل لون البول إلى اللون الأخضر أو الأزرق نتيجة لعدد من الأسباب المختلفة ومنها:
- الصبغات الموجودة في بعض الأطعمة، أو تلك التي تُستخدم في فحص وظائف الكلى والمثانة.
- بعض الأدوية مثل دواء أميتربتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline)، ودواء إندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin)، ودواء بروبوفول (بالإنجليزية: Propofol).
- فرط كالسيوم الدم الحميد العائليّ (بالإنجليزية: Familial benign hypercalcemia)، وهي حالة صحيّة وراثيّة نادرة، وتُدعى في بعض الأحيان متلازمة الحفاضات الزرقاء (بالإنجليزية: Blue diaper syndrome) بسبب تلوّن بول الأطفال المصابين بهذه الحالة باللون الأزرق.
- عدوى المسالك البولية التي تسبّبها بكتيريا الزائفة (بالإنجليزية: Pseudomonas bacteria) حيث تؤدي إلى تلّون البول باللون الأخضر في بعض الحالات.
- اللون البنيّ الغامق: ومن الأسباب التي تؤدي إلى تحوّل لون البول إلى اللون البنيّ الغامق ما يلي:
- تناول بعض الأطعمة مثل الفول، والراوند (بالإنجليزية: Rhubarb)، والصَّبر (بالإنجليزية: Aloe).
- بعض الأدوية مثل دواء الكلوروكين (بالإنجليزية: Chloroquine) المستخدم في علاج الملاريا، ودواء الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole) بالإضافة إلى استخدام المليّنات (بالإنجليزية: Laxative) التي تحتوي على عشبة السنّا (بالإنجليزية: Senna) أو الكاسكارا (بالإنجليزية: Cascara).
- ممارسة التمارين الرياضية الشّاقة، حيث يمكن أنْ تؤدي إصابة العضلات إلى تغير لون البول إلى اللون البنيّ.
الوقاية من تغيّر لون البول
في حال تغير لون البول بسبب تناول بعض الأدوية، ينبغي على المريض الاستمرار في تناول الأدوية إلى حين التحدث مع الطبيب واستشارته بشأنها، كما ويمكن تجنب تناول بعض الأطعمة التي تسبّب تغيراً في لون البول، والحرص على زيادة شرب الماء يومياً، وفي حال أصبح لون البول فاتحاً جداً قد يدل ذلك على شرب كميّات زائدة من الماء.[١]
مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب، في حال استمرار قتامة لون البول حتى بعد شرب كميّات كافية من الماء، أو في حال ظهور دم في البول، كما وتجدر مراجعة الطبيب في حال مصاحبة لون البول الغامق شعور المصاب بألم شديد، خصوصاً في الظهر بسبب احتمال وجود حصى في الكلى، أو وجود عدوى في المسالك البولية، وفي حال ازدياد الألم ومصاحبته لشعور المصاب بالغثيان، والقيء، والحمّى يجب الاتصال بالطوارئ على الفور.[١]
التشخيص
يتمّ تشخيص المشاكل الصحية التي أدّت إلى حدوث تغير في لون البول من خلال معرفة التاريخ الصحيّ للمريض، وإجراء الفحوصات السريرية اللازمة للمريض، إلى جانب القيام ببعض الفحوصات المخبرية التي تقوم على تحليل البول (بالإنجليزية: Urinalysis) للكشف عن وجود خلايا دم حمراء، وكمية البروتينات والمعادن، والكشف عن وجود البكتيريا في البول، كما ويمكن القيام بعمل فحوصات للدم (بالإنجليزية: Blood tests) للكشف عن كمية الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine) ونيتروجين اليوريا (بالإنجليزية: Urea nitrogen) في الدم، والتي تتراكم عند وجود مشكلة صحية في الكلى، كما تفيد فحوصات الدم في الكشف عن نسبة إنزيمات الكبد (بالإنجليزية: Liver enzymes)، والكشف عن مرض السكري(بالإنجليزية: Diabetes)