تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
في ديسمبر تنتهي كل الأحلام (رواية الخطوط الحمراء)
تطلُّ أثير بروايتها الثانية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام بعد أن كانت قد قدمت لنا نموذجًا مثيرًا للجدل في روايتها الأولى والتي انقسم النّاس بين معجبٍ بها وبين آخر رافض، الأمر الذي لم يمنع الرواية من تحقيق أكثر المبيعات في الوطن العربي، الملاحظ في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام بأنَّ الكاتبة احتفظت بأسلوبها الشعري وبلغتها العذبة عن طريق اختيار تراكيب تبقى في البال لفترةٍ طويلة ويتناقلها النّاس كاقتباساتٍ مؤثّرة لكن وكما معظم أعمالها لاقت هذه الرواية الكثير من الانتقادات حول طبيعة الشخصية التي اختارتها كبطل للرواية والأفكار التي طرحتها عن الدّين والوطن وعادات القبيلة وحقوق المرأة في السعودية، لكنّها كما سابقتها لاقت جمهورًا كبيرًا يصطفُّ بالطوابير لشراء الأعداد الأولى منها.
مدخل إلى رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
“أصعب ما في الحبّ هو أن ترتبط عاداتك بالطرف الآخر لأنَّ تلك العادات تعذبنا بعدما ننفصل عمّن نحن…عادةً التفاصيل هي التي تشدّنا هي التي تُبهرنا وأنا رجلٌ يعشق التفاصيل الصغيرة..” هذه الكلمات التي يرددها بطل الرواية هي ملخّص لأحداثها فهي ليست سوى قصّة حبٍّ تقليدية تصطدم بجدران المجتمع وتقاليده فالصحفي السعودي “هذّام” المولود في عائلة محافظة ويعيش جوًّا تقليديًا وأفكاره جميعها تصبُّ في قالب العائلة أو ما تريده العائلة يلتقي بزميلته ليلى صاحبة الشخصيّة القوية والتي تُدافع دائمًا عن حقوق المرأة وخاصًّة المرأة السعودية، يشعر “هذّام” أمام ليلى بأنَّه كان يعيش في فقاعة وبأنَّ جميع أفكاره وأحلامه ليست سوى أمور شخصية وسطحية ليقع في حبها ويقرِّر الزواج منها.
ترفض عائلة هذّام هذا الزواج فتقاليدهم وأعرافهم القبلية لا تسمح به ولا يستطيع هو تغيير الواقع فيشعر مرّةً أخرى بالجُبن والاضمحلال ويقرِّر الرَّحيل بلا عودة.
(الرَّحيل) عقدة رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
يصطدم هذّام في حياته الجديدة بكمّ التحرّر والحريات المُتاحة في كل مكان فيقرّر بأنّه سيعيش هذه الحياة بكاملها ليغرق في مرحلة التوهان واللامباديء ويبدء انغماسه في الشهوات والمحرّمات ليجدَ نفسه هائمًا على عقله لا يدري أينَ يذهب وأثناء ذلك يلتقي ب “ولّادة” المرأة العراقية التي هجرت بلدها بسبب حبِّ شابٍ من غير ديانتها ليبدأ هذّام بسرد قصته باستفاضة وبالكثير من المشاعر الجيّاشة.
ما يؤخذُ على الرواية هو قلّة أحداثها والحديث المستفيض عن الحبّ ومشاعر البطل المتهالك على نفسه إلى درجة تُشعرك بالملل على الرَّغم من قصر الرواية، ولكنّ يشفع لها بأنّها تسلِّط الضوء على قضية مهمة وتطرحها بجرأة.