صحابيات وتابعيات

معلومات عن ملك الحبشة النجاشي

اليوم نتحدث عن النجاشى ملك الحبشة وكيف كانت علاقته ومعاملته مع المسلمين

معاناة المسلمين في مكة المكرمة

لقد عانى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبب إسلامهم واتباعهم طريق التوحيد، فقد كانوا مستضعفين لا أحد يدفع عنهم أذى الكفار، وحاولوا بكافة الطرق الوحشية ردهم عن دينهم ليعودوا إلى دين الكفر والظلال ولكنهم ثبتوا وصبروا حتى أمرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة والبقاء فيها حتى يتحسن الوضع في مكة المكرمة، وكان في الحبشة ملكٌ يتمتّع بالعدل، وللمزيد من الفائدة سيتم تقديم نبذة عن ملك الحبشة النجاشي في هذا المقال.

ملك الحبشة النجاشي

هو أحد ملوك الحبشة واسمه “أصحمة” ويعني “عطية”، ويقول علماء التاريخ أن كلمة “نجاشي” هي لفظ أو لقب من الحبشة يتم إطلاقه على الحاكم أو الملك، ومثله لقب “قيصر” الذي يطلق على ملك الروم، ولقب “كسرى” الذي يطلق على ملك الفرس، ولقب “فرعون” الذي يطلق على ملك مصر وهكذا، وعندما استلم النجاشي حكم الحبشة حكم بالعدل، فتجاوزت سيرته الطيبة والعطرة حدود الحبشة إلى الدول والبلدان المجاورة، وقد وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه ملك صالح، لا يُظلم عنده أحد، ونصح أصحابه عندما اشتد عليهم أذى قريش بالهجرة إلى الحبشة ليأمنوا على أنفسهم، وقد قيل أنه أسلم في نهاية المطاف ولكنه لم يهاجر، وتوفي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الوحيد الذي صلى عليه رسول الله -عليه الصلاة والسلام- صلاة الغائب عند وفاته.

النجاشي والمسلمين

لقد كان للنجاشي ملك الحبشة موقفًا عظيمًا مع المسلمين عندما هربوا من أذى قريشٍ إليه في الهجرة الأولى، فعندما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يتعرض له أصحابه من العذاب والبلاء من كفار قريش، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة، واستجاب الصحابة لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهاجروا في الظلام فرادى لكي لا تعلم قريش بأمرهم، وعند البحر وجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، وعندما علمت قريش بخبرهم خرجت وراءهم ولكنها وجدتهم قد غادروا الشاطىء، وفي الحبشة وجد المسلمون الأمن والأمان والحفاوة والعدل من النجاشي، ولكن شق ذلك على الكفار فأرسلوا في أثرهم رجلين وهما: عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، محملين بالهدايا للبطارقة والنجاشي لاسترداد المسلمين، وقالا للبطارقة: “إنه قد ضوى إلى بلدكم غلمان سفهاء، فارقوا دينهم ولم يدخلوا في دينكم،…الخ” فوافق البطارقة على الإشارة على النجاشي بردهم، ثم قابلا النجاشي وأعادا عليه ما قالاه للبطارقة، وأيداهما البطارقة، ولكن احتاط النجاشي وقرر الاستماع للطرف الثاني فاستدعى المسلمين واستمع إليهم، واقتنع بكلامهم وأعطاهم الأمان ورفض إعادتهم غلى قريش.

السابق
وصفات لتنعيم الشعر
التالي
معلومات عن عبدالله بن عمر

اترك تعليقاً