التخطيط المركزي يعد عبارة عن وضع خطة استراتجية اقتصادية والذي يضعها هو جهاز التخطيط
التخطيط المركزي هو نوع من أنواع التخطيط؛ وهو عبارة عن رسم خطة اقتصادية قومية من قِبَل جهاز تخطيط أو سلطة مركزية في الدولة لتغطي مختلف القطاعات في مجتمع ما، ويرتبط هذا المفهوم مباشرةً بالإدارة الاقتصادية في الدول الاشتراكية وتحديداً الاتحاد السوفيتي؛ كما تم استخدامه في ألمانيا وأوروبا وبعض الدول النامية المتأثرة بالمذاهب الاشتراكية والتداخلية، كما يُشار بالتخطيط المركزي إلى نوع من العمليات الشاملة الممتدة بشكل كبير في تنظيم اقتصاديات الدول في مختلف القطاعات، ويُشترط فيه وجود سلطة مركزية تلعب دور الجهة المشرفة على التنفيذ والتخطيط من حيث رسم المهام وسّن القرارات الأساسية.
تاريخ التخطيط المركزي
- تعود بدايات نشأة التَخطيط المركزي إلى سنة 1917م بعد أن حققت الثورة البلشفية انتصاراً ساحقاً في روسيا، حيث كان التخطيط المركزي أول أسلوب معتمد لدى الاتحاد السوفيتي في الأمور الاقتصادية؛ إلا أن ذلك واجه فشلاً ذريعاً نظراً لاندلاع حروب أهلية داخل البلاد، فأُجبر لينين إلى انتهاج أسلوب السياسة الاقتصادية الجديدة التي حفزت عمل المنشآت الخاصة الصغيرة.
- من الجدير بالذكر؛ فإنه بالرغم من المحاولات الكثيرة في خلق نظام تخطيطي صالح لكل زمان ومكان في أواسط الخمسينيات؛ إلا أن الأمر قد باء بالفشل في منح الهيئات المحلية والمناطق والجمهوريات دوراً كبيراً، وكانت القيادة السوفيتية قد رفضت قطعياً تغيير الأساسيات في نظام التخطيط المركزي لديها خلال المؤتمر الرابع والعشرين.
معلومات عن التخطيط المركزي
- يخضع التَخطيط المركزي لسلطة جهة مركزية في الدولة لغايات فرض السيطرة على الشركات المنتجة للسلع والخدمات؛ وبالتالي تحقيق التوافق بين الأهداف والغايات الوطنية والاجتماعية.
- يُعد التَخطيط المركزي بمثابة الاقتصاد المناقض كلياً للاقتصاد الغير المخطط؛ حيث يعتمد الأخير على القرارات الفردية ويستبعد الخطط الكلية الاقتصادية تماماً، ومن ذلك سياسات التسعير، التوزيع والإنتاج، الاستثمار.
- يشهد استخدام التَخطيط المركزي تزايداً ملحوظاً من قِبل الحكومات المتقدمة والناشئة أيضاً، وجاء ذلك في سعي دؤوب لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية للمجتمعات؛ وخاصةً بعد أن عانت هذه المجتمعات من الأزمات المالية والانهيارات الاقتصادية.
- حقق التخطيط المركزي نجاحاً باهراً في ظل ظروفٍ خاصة كالحروب مثلاً، إلا أنه بدأ بالتدهور تحت تأثير اختلاف الظروف.
- يُعاب التخطيط المركزي بأن الاختيارات الاقتصادية متمركزة في يد سلطة مركزية معينة يتسنى لها الاطلاع الكامل على الموارد المتاحة والإمكانيات المتوفرة؛ بالإضافة إلى الرغبات وسلم الأفضليات، ويعتبر ذلك صعب التحقيق نظراً لاستحالة توفير المعلومات الكافية، بالإضافة إلى وجود خطر حول زيادة تكلفة المعلومات.