- اهل السيدة خديجة
- بعض من حياة السيدة خديجة
- نبذة عن ام المؤمنين
- سوف نقدم لكم اليوم موضوع هام ومميز عن نسب السيدة خديجة وبعض من مواقفها الجميلة
خديجة ام المومنين
كان النبي -صلة لى الله عليه وسلم- معروفا بالصدق والامانة لما تزوج خديجة فتاة خويلد رضي الله عنها، وقد كانت خديجة فتاة خويلد يومها ممن لديهم رووس الاموال، فلما سمعت عن صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وامانته، وما يحوزه من ارباح كبيرة في التجارة، ارسلت في طلبه لتعرض عليه ان يتاجر لها في اموالها؛ لما يتحلى به من صفات حميدة، فقدم اليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرضت عليه ان يطلع تاجرا في مالها الى الشام، على ان تعطيه افضل من غيره من التجار، فوافق النبي -صلى الله عليه وسلم- على عرضها.[١]
نسب خديجة ام المومنين
خديجة هي ام المومنين، اولى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيدة سيدات قريش، واسمها خديجة فتاة خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب القرشية الاسدية، وفي ذلك الحين قد كانت السيدة خديجة سيدة سيدات قريش، ومن اشرفهن نسبا، واطلق عليها لقب الطاهرة.[٢]
زواج خديجة ام المومنين
لما عاد محمد -صلى الله عليه وسلم- من تجارته الى خديجة فتاة خويلد رضي الله عنها، وباعت ما احضره لها، وتضاعف مالها، كان النبي-صلى الله عليه وسلم- قد مر بالمدينة المنورة التي هاجر اليها فيما بعد، واسس فيها جمهورية للمسلمين، ومر كذلك بالبلاد التي فتحها، ونشر فيها دعوة الاسلام.[١]
وقد وقع ميسرة خديجة فتاة خويلد -رضي الله عنها- عن جمال اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وسماحته، وكريم اخلاقه، فاسرت الى صديقتها نفيسة فتاة امية بانها ترغب بالزواج من محمد صلى الله عليه وسلم، فذهبت نفيسة الى محمد -صلى الله عليه وسلم- خفية، وعرضت عليه ان يتزوج من خديجة فتاة خويلد، فقبل بهذا وتزوجها، وكان عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينها خمسا وعشرين سنة، وقد كانت خديجة فتاة خويلد -رضي الله عنها- في الاربعين من عمرها، ولم تكن قد تزوجت من قبل مع كثرة خطابها، الا انها استاثرت الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم.[١]
اولاد خديجة ام المومنين
انجبت السيدة خديجة ام المومنين ـرضي الله عنها- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- غلامين واربع بنات، فجميع ابناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذكور من خديجة فتاة خويلد رضي الله عنها باستثناء ابراهيم، اما اولاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة خديجة، فهم: القاسم، وهو اول ابناء النبي صلى الله عليه وسلم، وبه كان يكنى، اما ابنه الثاني من السيدة خديجة فتاة خويلد فهو: عبد الله، وكان لقبه الطاهر، ولقب ايضا بالطيب، ومات وهو طفل صغير، وفي ذلك الحين قد كانت وفاة القاسم وعبد الله قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.[١]
اما بنات الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة خديجة رضي الله عنها، فهن: زينب، ورقية، وام كلثوم، وفاطمة، وفي ذلك الحين توفاهن الله قبل موت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد اسلامهن وزواجهن الا فاطمة رضي الله عنها؛ فقد عاشت الى ما بعد وفاة الرسول ـصلى الله عليه وسلم- بستة اشهر.[١]
اسلام خديجة ام المومنين
كانت السيدة خديجة فتاة خويلد رضي الله عنها من السباقين الى الاسلام؛ لكن قد كانت اول من امن على الاطلاق من الرجال والنساء باجماع علماء المسلمين، فصدقته، وامنت بما جاء به من نحو الله بمجرد ان ابلغها بما جاء به الوحي، ومن مواقفها الخالدة؛ لما جاء الوحي الى النبي -صلى الله عليه وسلم- خففت عنه ما حدث في قلبه من خوف، وهيبة، وجزع، وازرته، وقالت له بان الله -سبحانه وتعالى- لن يخزيه ابدا.[٢]
وفي اوضح موقف خديجة -رضي الله عنها- من الوحي، لما جاء الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء، فقد ورد فيه جديد صحيح رواه البخاري عن عايشة ام المومنين رضي الله عنها، انها قالت: (فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: يا خديجة، ما لي؟ واخبرها الخبر، وقال: قد خشيت على نفسي، فقالت له: كلا، ابشر، فوالله لا يخزيك الله ابدا، انك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوايب الحق، ثم انطلقت به خديجة حتى جاءت به ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة اخو ابيها، وكان امرا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربية من الانجيل ما شاء الله ان يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: اي ابن عم، اسمع من ابن اخيك، فقال ورقة: ابن اخي ماذا ترى؟ فاخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- ما راى، فقال ورقة: ذلك الناموس الذي انزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، اكون حيا حين يخرجك قومك…).[٣]
وفاة خديجة ام المومنين
بعد ان جهر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة اشتد اذى قريش له، ولم يكن في هذه المرحلة نصير للرسول -صلى الله عليه وسلم- مثل عمه ابي طالب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، فعمه كان هو السند الاجتماعي للرسول صلى الله عليه وسلم، والنصير له في قومه، وخديجة قد كانت هي السند العاطفي والقلبي، وفي العام الذي حاصرت فيه قريش من امن برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ازره؛ اشتدت المصايب عليه فمن مصيبة الحصار، الى المساعي الغزيرة من قريش لثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما جاء يدعو اليه، ومحاولة اغرايه بالاموال والمناصب.[٤]
وقد تبعت هذا وفاة عمه ابي طالب، ووفاة قرينته خديجة، ورغم موتها الا ان مكانتها لم تتغير في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عايشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا اوضح خديجة اثنى فاحسن الثناء، قالت: فغرت يوما، فقلت: ما اكثر ما تذكرها حمراء الشدقين، قد ابدلك الله خيرا منها، قال: ما ابدلني الله خيرا منها؛ قد امنت بي اذ كفر بي الناس، وصدقتني اذ كذبني الناس، وواستني بمالها اذ حرمني الناس، ورزقني الله اولادها اذ حرمني اولاد النساء).[٥][٤]
ولقد قد كانت وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- بعد حصار المسلمين في شعب ابي طالب، اما وقت موتها تحديدا فمختلف فيه نحو المورخين، فمنهم من قدم وفاة ابي طالب على وفاة خديجة فتاة خويلد، وعليه تكون وفاته في شهر رجب من السنة العاشرة للبعثة، ثم قد كانت وفاة خديجة في شهر رمضان في ذات العام، وقال اخرون ان موتها -رضي الله عنها- قد كانت سابقة لوفاة ابي طالب التي قد كانت في شوال، وبعد وفاة خديجة بخمسة وثلاثين يوما.[٤]
