الكاتب المصري إحسان عبد القدوس
مسيرة الكاتب إحسان عبد القدوس
مؤلفات إحسان عبد القدوس
الكاتب والصحفي والروائي إحسان عبد القدوس من أشهر الأدباء في مصر والعالم العربي له مؤلفات كثيرة نعرضها بمقالنا.
المكتبة العربية
عُرفت الأمة العربيّة في العصر الحديث حركةَ نهضة واسعة، اقترنت منذ بداياتها بالبحث عن العلوم والمعارف المختلفة،
وإحياء المصادر التراثية وأصولها القديمة في شتى الفنون والمعارف، أو التأثّر بالغرب والنقل عنه والتأثير فيه،
حتى عرف العصر الحديث العديد ممّن اشتغلوا بالكتابة،
وخلفوا وراءهم الكثير الذي يدلّ على ضخامة الإنتاج العلمي والفكري والأدبي،
فامتلأت المكتبات بأسماء بارزة كانت لها اسهامات فكرية وروحية وسياسية وإنسانية وأدبية،
ساعدت على تغيير مجتمعاتهم، أو كشف عيوبها وتعريتها، ثمّ انتقادها لتحسينها وتطويرها نحو الأفضل،
ومن أبرز من عرفتهم المكتب العربية، الصحفي والروائي المصري إحسان عبد القدوس الذي ستتناول هذه المقالة مسيرته الأدبية ومؤلفاته.
مسيرة إحسان عبد القدوس الأدبية
تخرّج احسان عبد القدوس في جامعة القاهرة عامَ 1942، وعمل بعدها في المحاماة،
ولأنه لم ينجح في هذه المهنة 1)، انضم إلى مجلة “روز اليوسف” الأسبوعية للعمل مع أسرة تحريرها
التي كانت ترأسها والدته “فاطمة اليوسف”، وأخذ يكتب المقالات السياسية،
ومن ضمن المقالات التي كتبها مقالة ضد السفير البريطاني “اللورد كيلرن” بعنوان “هذا الرجل يجب أن يذهب”،
وأخرى بعنوان “الجمعية السرية التي تحكم مصر” وهما مقالتان أعقبت ثورة1952 زمن جمال عبد الناصر،
وبسبب هاتين المقالتين دخل إحسان عبد القدوس السجن الحربي عام 1945،
بالإضافة لتعرضه لعدد من محاولات الاغتيال.
لكن الكتابة الأدبية الحقيقية لإحسان عبد القدوس بدأت عام 1948،
بكتابة قصص قصيرة في مجلة “روز اليوسف” بالإضافة إلى كتابة الروايات ونصوص لأفلام سينيمائية.
وإذا كان إحسان عبد القدوس قد قضى حياته مشتغلًا في الصحافة منذ عام 1942 وحتى وفاته عام 1990،
إلا أنه كان مشتغلا بكتابة القصص القصيرة والروايات التي عبّرت عن هموم الشباب المصري 2)،
فكتب ما يزيد عن 600 قصة ورواية، لاقت اهتمامًا واسعًا لأهمية الأفكار التي تناولتها، وجرأتها وصراحتها،
فأخذت منها السينما المصرية 49 رواية حولتها إلى أفلام، وأُعيدت كتابة 5 روايات منها كسناريوهات مسرحية،
في حين حُوّلَت عَشْرٌ منها إلى مسلسلات تليفزيونية، وتسعٌ أخرى إلى مسلسلات إذاعية،
كما حظيت رواياته باهتمام عالميّ، تمثل في ترجمة 65 رواية من رواياته إلى الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة.
ويعدُّ إحسان عبد القدوس من الروائيّين الذي كرّسوا أنفسهم لنقل أفكار واقعية برومانسية المطلقة،
رغم دوران أحداث رواياته في ظل أحداث سياسية أو حراكات مجتمعية هائلة كنضال المصريين ضد الاحتلال،
أو الصرخات المتعالية لحصول المرأة على حريتها الجنسية غير المقننة،
وكل ذلك دون أن يتبنى في أدبه أيّة أفكار أيديولوجية أو عقائدية مباشرة وظاهرة.
من مؤلفات إحسان عبد القدوس
كانت أول القصص التي كتبها إحسان عبد القدوس قصة “صانع الحب”، نشرها عام 1948،
ثم أتبعها بقصة “بائع الحب” المنشورة عام 1949، ثم رواية “أنا حرة” المنشورة عام 1954،
وقد عُرف بغزارة تأليفه وإنتاجه الروائي، فكان من أهم رواياته الآتي.
روايات إحسان عبد القدوس
- النظارة السوداء، عام 1952: وحُوّلت إلى فيلم.
- أين عمري، عام 1954.
- لا أنام، عام 1957.
- لا تطفئ الشمس، عام 1960: وحُولت إلى مسلسل تلفزيوني.
- لا ليس جسدك، عام 1962.
- ثقوب في الثوب الأسود، عام 1962.
- أنف وثلاثة عيون، عام 1964.
- لن أعيش في جلباب أبي، عام 1982: وحُولت إلى مسلسل تلفزيوني.
- يا عزيزي كلنا لصوص، عام 1982.
- وغابت الشمس ولم يظهر القمر، عام 1983.
- رائحة الورد وأنف لا تشم، عام 1948.
- ومضت أيام اللؤلؤ، عام 1984.
- لون الآخر، عام 1984.
- الحياة فوق الضباب، عام 1984.
- في بيتنا رجل، عام 1985: وحُوّلت إلى فيلم.
قصص إحسان عبد القدوس
أما قصصه فقد تراوحت بين القصص القصيرة، والقصص الطويلة، ومنها:
- الوسادة الخالية والطريق المسدود، عام 1955.
- شيء في صدري، عام 1958.
- عقلي وقلبي ومنتهى والبنات والصف، عام 1959.
- زوجة أحمد وشفتاه، عام 1961.
- بئر الحرمان، عام 1962.
- لا شيء يهم، عام 1963.
- بنت السلطان، عام 1965.
- سيدة في خدمتك وعلبة من الصفيح الصدئ، عام 1967.
- النساء لهن أسنان بيضاء، عام 1969.
- دمي ودموعي وابتسامتي، عام 1972.
- لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص، عام 1973.
- الهزيمة كان اسمها فاطمة، عام 1975.
- الرصاصة لا تزال في جيـبي، عام 1977.
- أرجوك خذني في هذا البرميل، عام 1977
- عاشت بين أصابعه، عام 1977.
- حتى لا يطير الدخان، عام 1977.
- أقدام حافية فوق البحر، عام 1977.
- نسيت أني امرأة، عام 1977.
- الراقصة والسياسي، عام 1978.
- لا تتركوني هنا وحدي، عام 1979.
- آسف لم أعد أستطيع، عام 1980.
- زوجات ضائعات، عام 1981.
- الحب في رحاب الله، عام 1986.
قصة لإحسان عبد القدوس
تعدُّ قصة “قبل الوصول إلى سن الانتحار”، واحدة من أهمّ قصص المجموعة القصصية
“آسف لم أعد أستطيع” التي صدرت لإحسان عبد القدوس عام 1980.
وقد اهتمّت السينما المصرية بهذه القصة فحولتها إلى فيلم سينمائي عام 1987، من بطولات متعددة،
أبرزها الممثل “شكري سرحان”.
أمّا القصة فهي تحكي عن شفيق أستاذ اللغة العربية الذي يقضي آخر شهرين له في التعليم الحكومي
قبل إحالته على المعاش، وهو يعيش في صراع ترك العمل الذي يمثل مصدر دخله الوحيد،
وحاجته لتأمين مهر ابنته فاتن التي طالت خطوبتها بسبب الوضع المادي،
ودفعه لشقاء عمره مقدما لتأمين شقة لابنته ونصب مأجّر الشقة عليهم،
وفراره خارج مصر بعد أخذ الإجار منهم.
بعد تعرّضه وابنته لحادث النصب، يضطرّ إلى الاتصال بصديق قديم له ليؤجره شقة من الشقق التي يمتلكه عوضا
عن التي فقدها، وهو عبد الرؤوف المرقوشي ووالد الطالب مدحت الذي يدرسه شفيق في الوقت الحاضر-،
الذي كان معلما فقيرا معه قبل 30 عامًا، ولكنّه تحول إلى شخصية اقتصادية وسياسية مهمة بعد تركه التعليم،
وتزوجه من امرأة ابنة رجل ثري كان يعمل بمخلفات الجيش الابريطاني.
عندما يجتمع بعبد الرؤوف يجد عنده صحفي من جريدة الحقيقة ليجرى معه لقاء حول مواقفه السياسية النضالية،
فيتحدث عن جمعية “الحرية والاستقال” التي أسسها شفيق، ولكن ينكر عبد الرؤوف دور شفيق في تأسيسها،
وينسب لنفسه فضل ضم شفيق إليها وتأسيس تنضيم للمعلمين لمحاربة الاستعمار،
وقيادته للمظاهرات ضد الاستعمار، في حين أنه كان أجبن من أن يسير في مظاهرة من هذه المظاهرات.
تطول جلسة شفيق عند عبد الرؤوف، ويلحظ من خلال سماعه له وتذكّره لحياته السابقة،
نفاق عبد الرؤوف، وانتهازيته وتسلقه على الآخرين للوصول إلى ما يريد،
متناسيًا دورهم أو ناسبًا كفاحهم وجهودهم إلى نفسه.
ويرى صدفة “منيرة” خطيبته السابقة، التي رفضت الاستمرار معه رغم معرفتها بوضعه المادي الصعب،
واستبدلت عبد الرؤوف به، ورفض هو بالمقابل التخلّي عن مهنته بوصفه معلمًا للغة العربية، للعمل بخلفات الاستعمار.
يعرض شفيق طلبَه لعبد الرؤوف، فترد منيرة بطلب آخر من شفيق، وهو تدريس ابنها مدحت دروسا خصوصية،
ونتيجة لهذه الدروست تتكرر اللقاءات بين شفيق ومنيرة، ويجريان العديد من الحوارات التي تعري اختلاف الرؤى والمبادئ بين الطبقتين الفقيرة والبرجوازية، وبعد أن ينهي شفيق تدريس مدحت استعدادًا للاختبارات النهائية،
يفاجئ عبد الرؤوف شفيق بتأمين شقة لابنته،
ولكن يكتشف شفيق أن ثمن تأمين الشقة هو سماحه لمدحت بالغش في الاختبارات النهائية،
والصمت عن غشه، لكن شفيق يرفض التنازل عن مبادئه، وفور اكتشافه لغش مدحت،
يكتب محضر غش فيه، ويحرمه من النجاح.
ثمّ يدفع شفيق ثمن مبادئه غاليًا، إذ يكون سببا في شقاء ابنته،
وتدمير حياتها مع الشخص الذي أحبته واقترنت به لأربع سنوات،
فتفسخ خطوبتها بعد سحب عبد الرؤوف الشقة منهم،
وعدم قدرة شفيق وحتى الخطيب على تأمين شقة لها للزواج. و
تصل القصّة أخيرًا إلى نتيجة: القادرُ هو الذي يَملِك.