شعر عربي

أتحبني وأنا ضريرة

شعر روعه

اجمل الاشعار للحبيب

أتحبني وأنا ضريرة روعه جدا

ان نزار قباني شاعر معاصر سوري فى الاصل فهو  انهى دراسته في الجامعة السورية وبلغ عدد دواوينه 35 ديوانا

كان لحرب 1967 (النكسة) مفترقا حاسما في مسيرة حياته، اذ انها نقلته من كونه (شاعر الحب والمراة) لتدخله معتركات السياسة، حيث نشر قصيدته (هوامش على دفتر النكسة) والتي سببت عاصفة في الوطن العربي قد كانت نتيجتها منع اشعاره في وسايل الاعلام.

عايش نزار قباني الكثير من الماسي في حياته، نذكر منها مقتل قرينته بلقيس اثناء تفجير انتحاري في بيروت، ووفاة ابنه. مات عام 1998 ودفن في دمشق. (1)

قصيدة اتحبني وانا ضريرة

قالت له

اتحبني وانا ضريرة

وفي الدنيا فتيات كثيرة

الحلوة والجميلة والمثيرة

ما انت الا بمجنون

او مشفق على عمياء العيون

قال

بل انا عاشق يا حلوتي

ولا اتمنى من دنيتي

الا ان تصيري زوجتي

وقد رزقني الله المال

وما اظن الشفاء محال

قالت

ان اعدت الي بصري

سارضى بك يا قدري

وساقضي معك عمري

لكن ..

من يعطيني عينيه

واي ليل يوجد لديه

وفي يوم جاءها مسرعا

ابشري قد وجدت المتبرعا

وستبصرين ما خلق الله وابدعا

وستوفين بوعدك لي

وتكونين زوجة لي

ويوم فتحت اعينها

كان واقفا يمسك يدها

راته

فدوت صرختها

اانت كذلك اعمى؟!

وبكت حظها الشوم

قال

لا تحزني يا حبيبتي

ستكونين عيوني ودليلتي

فمتى تصيرين زوجتي؟

قالت

اانا اتزوج ضريرا

وقد اصبحت هذا النهار بصيرا

فبكى

وقال سامحيني

من انا لتتزوجيني

ولكن

قبل ان تتركيني

اريد منك ان تعديني

ان تعتني جيدا بعيوني

قصايد اخرى لنزار قباني

من القصايد التي نظمها نزار قباني ندرج لكم الاتي:

امراة حمقاء

يا سيدي العزيز

هذا كلام امراة حمقاء

هل كتبت اليك قبلي امراة حمقاء؟

اسمي انا؟ دعنا من الاسماء

رانية ام زينب

ام هند ام هيفاء

اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الاسماء

يا سيدي

اخاف ان اقول ما لدي من اشياء

اخاف ـ لو فعلت ـ ان تحترق السماء

فشرقكم يا سيدي العزيز

يصادر الرسايل الزرقاء

يصادر الاحلام من خزاين النساء

يستعمل السكين

والساطور

كي يخاطب النساء

ويذبح الربيع والاشواق

والضفاير السوداء

وشرقكم يا سيدي العزيز

يصنع تاج الشرف الرفيع

من جماجم النساء

لا تنتقدني سيدي

ان كان خطي سييا

فانني اكتب والسياف خلف بابي

وخارج الغرفة صوت الريح والكلاب

يا سيدي

عنترة العبسي خلف بابي

يذبحني

اذا راى خطابي

يقطع راسي

لو راى الشفاف من ثيابي

يقطع راسي

لو انا عبرت عن عذابي

فشرقكم يا سيدي العزيز

يحاصر المراة بالحراب

يبايع الرجال انبياء

ويطمر السيدات في التراب

لا تنزعج!

يا سيدي العزيز … من سطوري

لا تنزعج!

اذا كسرت القمقم المسدود من عصور

اذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري

اذا انا هربت

من اقبية الحريم في القصور

اذا تمردت على موتي …

على قبري

على جذوري

والمسلخ الكبير

لا تنزعج يا سيدي!

اذا انا اماطت اللثام عن شعوري

فالرجل الشرقي

لا يهتم بالشعر ولا الاحساس …

الرجل الشرقي

لا يفهم المراة الا داخل السرير …

معذرة .. معذرة يا سيدي

اذا تطاولت على مملكة الرجال

الادب العظيم ـ طبعا ـ ادب الرجال والحب كان دايما

من حصة الرجال

والجنس كان دايما

مخدرا يباع للرجال

خرافة حرية السيدات في بلادنا

فليس من حرية

اخرى سوى حرية الرجال

يا سيدي

قل ما تريده عني، فلن ابالي، سطحية، غبية، مجنونة، بلهاء، فلم اعد ابالي

لان من تكتب عن همومها ..

في منطق الرجال امراة حمقاء

الم اقل في اول الكلام اني

امراة حمقاء؟

رفقا باعصابي

شرشت ..

في لحمي واعصابي ..

وملكتني بذكاء سنجاب

شرشت .. في صوتي، وفي لغتي

ودفاتري، وخيوط اثوابي ..

شرشت بي .. شمسا وعافية

وكسا ربيعك كل ابوابي ..

شرشت .. حتى في اوردة يدي

وحوايجي .. وزجاج اكوابي ..

شرشت بي .. رعدا .. وصاعقة

وسنابلا ، وكروم اعناب

شرشت .. حتى صار جوف يدي

مرعى فراشات .. واعشاب

تتساقط الامطار .. من شفتي ..

والقمح ينبت فوق اهدابي ..

شرشت .. حتى العظم .. يا امراة

فتوقفي .. رفقا باعصابي ..

ايظن

ايظن اني لعبة بيديه؟

انا لا افكر في العودة اليه

اليوم عاد كان شييا لم يكن

وبراءة الاطفال في عينيه

ليقول لي: اني رفيقة دربه

وبانني الحب الاوحد لديه

حمل الزهور الي .. كيف ارده

وصباي مرسوم على شفتيه

ما عدة اذكر .. والحرايق في دمي

كيف التجات انا الى زنديه

خبات راسي عنده .. وكانني

طفل اعادوه الى ابويه

حتى فساتيني التي اهملتها

فرحت به .. رقصت على قدميه

سامحته .. وسالت عن اخباره

وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون ان ادري تركت له يدي

لتنام كالعصفور بين يديه ..

ونسيت حقدي كله في لحظة

من صرح اني قد حقدت عليه؟

كم قلت اني غير عايدة له

ورجعت .. ما احلى العودة اليه ..

في المقهى

جواري اتخذت مقعدها

كوعاء الورد في اطمينانها

وكتاب ضارع في يدها

يحصد الفضلة من ايمانها

يثب الفنجان من لهفته

في يدي شوقا الى فنجانها

اه من قبعة الشمس التي

يلهث الصيف على خيطانها

جولة الضوء على ركبتها

زلزلت روحي من اركانها

هي من فنجانها شاربة

وانا اشرب من اجفانها

قصة العينين .. تستعبدني

من راى الانجم في طوفانها

كلما حدقت فيها ضحكت

وتعرى الثلج في اسنانها

شاركيني قهوة الصبح .. ولا

تدفني نفسك في اشجانها

انني جارك يا سيدتي

والربى تسال عن جيرانها

من انا .. خلي السوالات انا

لوحة تبحث عن الوانها

موعدا .. سيدتي! وابتسمت

واشارت لي الى عنوانها..

وتطلعت فلم المح سوى

طبعة الحمرة في فنجانها

الشقيقتان

قلم الحمرة .. اختاه .. ففي

شرفات الظن، ميعادي معه

اين اصباغي.. ومشطي .. والحلي؟

ان بي وجدا كوجد الزوبعة

ناوليني الثوب من مشجبه

ومن الديباج هاتي اروعه

سرحيني .. جمليني .. لوني

ظفري الشاحب اني مسرعة

جوربي نار .. فهل انقذته؟

من يد موشكة ان تقطعه

ما كذبت الله .. فيما ادعي

كاد ان يهجر قلبي موضعة

رحمة .. يا هند هل امضى له

وانا مبهورة .. ممتقعة ..

انه هذه اللحظة .. الى موعدنا

جبهة .. باذخة .. مرتفعة

ورداء يحصد الشمس .. جوى

وفم لون الفصول الاربعة

لا اسميه .. وان كان اسمه

نقرة العود .. وبوح المزرعة

لو سالت الريش من اجفانه

اتقي البرد به .. لاقتلعه

ركزي يا هند شغلى .. فعلى

سحبات المراقبة ميعادي معه

السابق
شعر كريم العراقي
التالي
شعر حامد زيد

اترك تعليقاً