شعر عربي قديم
النابغة الذبياني
كليني لهم يا أميمة ناصب ..
كليني لهمٍ يا أميمة ناصبِ ** وليلٍ أقاسيهِ، بطيءِ الكواكبِ
تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ** وليسَ الذي يرعى النجومَ بآيبِ
وصدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ** تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ
عليَّ لعمرو نعمة بعد نعمة ** لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ
حَلَفْتُ يَمينًا غيرَ ذي مثنوية ** ولا علم إلا حسن ظنٍّ بصاحبِ
لئِن كانَ للقَبرَينِ قبرٍ بجِلّقٍ ** وقبرٍ بصيداء الذي عندَ حارب
وللحارث الجفني سيّدِ قومِهِ ** ليلتمسن بالجَيْشِ دارَ محارب
وثقت له النصر إذ قيلَ قد غزت ** كتائبُ منْ غسان غير أشائبِ
بنو عمه دنيا وعمرو بن عامرٍ ** أولئِكَ قومٌ بأسُهُم غيرُ كاذبِ
إذا ما غزوا بالجيشِ حلقَ فوقهمْ ** عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ
يُصاحِبْنَهُمْ حتى يُغرنَ مُغارَهم ** مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ
تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْرًا عُيُونُها ** جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ
جوَانِحَ، قد أيقنّ أنّ قَبيلَه ** إذا ما التقى الجمعانِ، أولُ غالبِ
لُهنّ علَيهِمْ عادة قد عَرَفْنَها ** إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ
على عارفاتٍ للطعانِ عوابس ** بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ
إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا ** إلى الموتِ إرقالَ الجمالِ المصاعبِ
فهمْ يتساقونَ المنية بينهمْ ** بأيديهمُ بيضٌ، رقّ المضاربِ
قيس بن الملوح (مجنون ليلى)
أليس الليل يجمعني وليلى
أليس الليل يجمعني وليلى ** كفاك بذاك فيه لنا تداني
ترى وضح النهار كما أراه ** ويعلوها النهار كما علاني
وقالوا لو تشاء سلوت عنها
وقالوا لو تشاء سلوت عنها ** فقلتُ لهمو فإنِّي لا أشَاءُ
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي؟! كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة دِلاءُ
لها حب تنشأ في فؤادي ** فليس له _ وإنْ زُجر _انتِهاءُ
وعاذلة تقطعني ملامًا ** وفي زجر العواذل لي بلاءُ
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم ** هل فُرِّجت عنكم مذ متم الكربُ
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِى جَسَدي ** لكنّ نار الهوى في القلب تلتهبُ
جفت مدامع عين الجسم حين بكى ** وإن بالدمع عين الروح تنسكبُ