المقدمة: –
لقد من الله علينا نحن المسلمون بنعمة القرآن الكريم حيث هو معجزة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والباقية إلى يوم القيامة، ولقد تعهد الله -عز وجل- بحفظ القرآن الكريم من التحريف حيث يقول في كتابه الكريم “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” وبذلك تعهد الله -عز وجل- بحفظ القرآن الكريم من التحريف ولم يحدث له مثلما حدث للكتب السماوية السابقة الإنجيل والتوراة من التحريف والتزييف ولهذا كما نزل القرآن الكريم منذ 2400 عام على الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو كما نحن نقرؤه الآن، وفي الذكر الحكيم سورة عظيمة وصى بها نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهي سورة الكهف وفي تلك المقالة ستتعرف على سورة الكهف ومدى عظمتها وفائدتها للمسلمين.
اولاً: – أسباب نزول سورة الكهف
تعد سورة الكهف هي تصديق لنبوة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحيث أنّ المشركين أرسلوا رجلين من اليهود إلى الأحبار ليسألوهم عن رأيهم في دعوة محمد، فكان ردّ الأحبار عليهم بأن يسألوا محمدًا عن مجموعةٍ من الفتيان، وعن رجلٍ طاف الأرض ووصل مغربها ومشرقها، فنزل الوحي بالرد عن تلك الأسئلة بنزول سورة الكهف.
ثانياً: – هي نور بين الجمعتين
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين. اذن فإن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة يضئ له نور يحميه ويحفظه من ارتكاب المعاصي.
ثالثاً: – سورة الكهف تحمي من فتنة المسيخ الدجال
قال رسول الله عليه وسلم: “مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّال” تعد فتنة المسيخ الدجال هي أعظم الفتن التي ستمر على المسلمين ولكن رسولنا الكريم حذرنا منها وبين لنا الطريق لحماية أنفسنا منها حيث وصانا صلى الله عليه وسلم بحفظ أول عشر آيات من سورة الكهف حتى نعتصم بهم من فتنة المسيح الدجال.
رابعاً: – سورة الكهف تعلم الصبر
في سورة الكهف يوجد قصة العبد الصالح الخضر عليه السلام مع النبي موسى صلى الله عليه وسلم وكيف ان نبي الله موسى عليه السلام تتبع خطى الخضر ليتعلم منه ولكنه لم يصبر، ووضح له الخضر في النهاية سبب كل فعله، وتعلمنا كيفية النجاة من فتنة العلم وهذا بالتواضع، قال تعالى حكاية عن سيدنا موسى: “قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا”.
خامساً: – سورة الكهف تحمى من فتنة المال.
في سورة الكهف يذكر الله عز وجل قصة صاحب الجنتين (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا).
وتحكى لنا تلك السورة قصة التفاوت في الرزق والمال وانه يوجد الغني والفقير ومنهم الشاكر لنعم الله عليه ومنهم الغير شاكر والمتكبر فيعاقبه الله عز وجل حتى يتعظ. ” (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا).
الخاتمة: –
في نهاية مقالتنا لا تنسى قراءة سورة الكهف اليوم وإذا اعجبتك المقالة لا تنسى مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتذكير اصدقائك واقاربك بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.